قال الدكتور عبدالسلام الديفار، عضو اللجنة التحضيرية والثقافية لمعرض النيابة العامة الدولي للكتاب، إن فكرة المعرض وُلدت من قناعة بأن العدالة ليست مجرد مؤسسة قانونية، بل منظومة قيم وثقافة، موضحًا أن الهدف هو إعادة الاعتبار للكتاب بوصفه وسيلة للتنوير والوعي، وكسر الصورة النمطية عن النيابة العامة باعتبارها سلطة قضائية مغلقة. وأضاف الديفار أن اللجنة سعت إلى تقديم نموذج جديد يجعل من الثقافة جسرًا لتجديد القانون، مؤكدًا: "لم نضع القانون في مواجهة الثقافة، بل جعلنا الثقافة جسرًا لتجديده، لأن القاضي والمفكر كلاهما يبحثان عن الحقيقة، وإن اختلفت أدواتهما.
وأشار إلى أن الرسالة الأعمق للمعرض هي أن العدالة الليبية تدخل مرحلة جديدة من وعيها بذاتها، موضحا أن الثقافة قادرة على أن تعيد للعدالة وجهها الإنساني، فكل كتاب في هذا المعرض هو لبنة في بناء وعي جديد للوطن."
وأكد الديفار أن المعرض يمثل لحظة تحول في علاقة المؤسسة العدلية بالمجتمع، إذ بات المواطن يرى النيابة العامة كحاضنة للثقافة لا كجهة قضائية بعيدة، معتبرًا ذلك مكسبًا وطنيًا مهمًا.
وتحدث الديفار عن فلسفة العدالة بوصفها قيمة ثقافية، موضحًا أن "العدالة في أصلها فعل ثقافي قبل أن تكون نصًا قانونيًا، فحين تصبح العدالة ثقافة، تتحول إلى سلوك يومي لا إلى حكم قضائي فقط." الدكتور عبدالسلام الديفار وفي سياق متصل، شدّد على أهمية نشر الوعي القانوني، معتبرًا أنه خط الدفاع الأول عن المجتمع، قائلًا: "كلما فهم المواطن حقوقه وواجباته، تراجع الظلم والفساد، ولهذا نحرص على أن تتحول الثقافة القانونية إلى مادة حية تُدرّس وتُناقش وتُبسّط عبر الإعلام والتعليم.
وعن تفاعل المثقفين مع الحدث، قال الديفار إن ردود الأفعال كانت إيجابية للغاية، مضيفًا: "في البداية كانت هناك دهشة، لكنها سرعان ما تحولت إلى تقدير كبير، لأن ليبيا اليوم تقدم درسًا جديدًا في أن العدالة لا تنفصل عن الفكر.
وأشار إلى أن الحضور العربي والدولي كان مميزًا، إذ شاركت وفود من أكثر من 18 دولة عربية وأجنبية، ما جعل من طرابلس – على حد قوله – "عاصمة عربية للحوار بين العدالة والثقافة".
وكشف الديفار أن اللجنة بدأت في صياغة اتفاقيات تعاون في مجالات النشر القانوني والتدريب الثقافي مع مؤسسات عربية عدة، مؤكدًا أن العدالة العربية يمكن أن تتكامل عبر ثقافة الحوار لا عبر الحدود السياسية.
وأوضح أن الحدث أسهم في ترسيخ صورة جديدة لليبيا كدولة تنفتح على الفكر وتؤمن بأن العدالة ليست مؤسسة مغلقة بل حوار مفتوح مع العالم، معتبرًا أن "ليبيا خرجت من دائرة الدفاع إلى دائرة المبادرة".
وتحدث الديفار عن عمل اللجنة التحضيرية، مبينًا أن الانسجام بين القانونيين والمثقفين كان سر النجاح، وقال: *"العدالة لا تنجح إلا إذا تكلمت بلغة الثقافة، والثقافة لا تزدهر إلا إذا حماها القانون."
وأكد الديفار أن التجربة ستستمر وتتحول إلى مشروع فكري مؤسسي داخل العدالة الليبية، قائلًا: "نحن نؤمن بأن ليبيا تتجه نحو نموذج جديد يجعل الثقافة عنصرًا أصيلًا في أي مشروع إصلاحي أو قانوني."
واختتم الديفار حديثه قائلًا: "الكتاب هو قاضٍ صامت، والقانون كتاب ناطق، وكلاهما يبحث عن الحقيقة من طريق مختلف لكنهما يلتقيان عند هدف واحد هو الإنسان."
جاء ذلك على هامش اختتام فعاليات معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في دورته الثانية، والذي نظمه مركز البحوث الجنائية والتدريب التابع لمكتب النائب العام، تحت رعاية المستشار الصديق الصور النائب العام الليبي، وبإشراف الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات.
وشهد اليوم الختامي للمعرض حضورًا واسعًا من الزوار والمهتمين بالشأنين الثقافي والقانوني، وسط أجواء احتفالية جمعت بين الفكر والمعرفة والإبداع، ليُسدل الستار على دورة ناجحة امتدت على مدار ثلاثة عشر يومًا، وحققت تفاعلًا كبيرًا من مختلف فئات المجتمع. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا