توقفنا عند إعلان بوتسدام عام 1945، الذى أكد الالتزام بما ورد في إعلان القاهرة، مما رسّخ في الوثائق الدولية تبعية تايوان الكاملة للصين.. ومن ثم، فإن الادعاء بأن لتايوان وضعًا قانونيًا خاصًا أو مستقلًا هو تحريف متعمّد يتنافى مع التاريخ ومع النصوص القانونية المعترف بها دوليًا. الإعلام الغربي.. سلاح جديد في معركة قديمة بالإضافة إلى الجانب السياسي للتشكيك في القرار 2758، فقد نشرت وتناقلت مصادر إعلامية غربية عديدة، منها وكالات مثل رويترز والمعهد الأمريكي في تايوان وReal Clear Defense وBusiness Live، في الأشهر الأخيرة، تقارير ومقالات تزعم أن القرار 2758 لا يتناول سيادة الصين على تايوان. ومن المؤكد الآن أن الخطاب المنسق يكشف عن اتجاه إعلامي غربي جديد يسعى إلى زعزعة الأساس القانوني لمبدأ الصين الواحدة، في وقت تتعاظم فيه مكانة بكين الاقتصادية والتكنولوجية عالميًا. كما أنه يُعد محاولة لإحياء خطاب الحرب الباردة بأدوات ناعمة، تستهدف الرأي العام الدولي عبر الإعلام ومنصات التحليل الاستراتيجي، أكثر مما تستند إلى أي حجج قانونية حقيقية. وفي حقيقة الأمر، فإنه لا يمكن فصل هذا التحرك الغربي ببعديه السياسي والإعلامي، عن الاستراتيجية الأوسع لاحتواء الصين ومحاولة تقويض مكانتها الدولية في إطار ما يشبه حربًا باردة جديدة تتخذ من المؤسسات الدولية ساحة للتجاذب والمناورة. كما لا يمكن فصله أيضًا عن السياق الأوسع للتنافس الجيوسياسي في القرن الحادي والعشرين، فالصين التي تحوّلت خلال العقود الأربعة الأخيرة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تمثل اليوم رمزًا للنموذج التنموي المستقل ومنافسًا حقيقيًا للغرب في مجالات التكنولوجيا والطاقة والتجارة الدولية. ومن هنا، تسعي الولاياتالمتحدة والغرب باستخدام قضية تايوان كورقة ضغط مستمرة ضمن سياسات الاحتواء، سواء من خلال التحالفات العسكرية مثل (الرباعية) (QUAD) (الولاياتالمتحدة، الهند، أستراليا، واليابان)، وتحالف أوكوس (AUKUS) (الولاياتالمتحدة، بريطانيا، وأستراليا)، أو عبر الحملات الإعلامية والدبلوماسية التي تحاول خلق "صينين" في الخطاب السياسي الدولي. ومن الغريب أن الولاياتالمتحدة تراوغ في مواقفها مع الصين. ففي يوليو 2025 رفضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السماح لرئيس تايوان لاي تشينج-تي، بالتوقف في نيويورك خلال رحلته المرتقبة إلى أمريكا الوسطى، وذلك بعدما أعربت الصين عن اعتراضها على الزيارة لواشنطن، وفق ما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. موقف مصري ثابت منذ انضمامها إلى الأممالمتحدة، تبنت مصر موقفًا ثابتًا يقوم على احترام مبدأ الصين الواحدة، واعتبرت أن وحدة الأراضي الصينية ركيزة لاستقرار النظام الدولي. فقد دعمت القاهرة القرار 2758 منذ صدوره عام 1971، وظل موقفها راسخًا في مواجهة محاولات التشكيك أو التسييس لهذا الملف. ويشترك في هذا الموقف معظم دول العالم النامي، التي ترى في هذه الحملة الغربية عودة غير مبررة لسياسات الهيمنة القديمة، وتجاوزًا للإجماع الدولي الذي حسم المسألة قبل أكثر من نصف قرن. الصين وتحويل التحدي إلى فرصة. إن الاحتفال بمرور ثمانين عامًا على تأسيس الأممالمتحدة ليس مجرد مناسبة رمزية، بل فرصة لتجديد الإيمان بالمبادئ التي قامت عليها هذه المنظمة، وعلى رأسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وفي هذا السياق، يمثل القرار رقم 2758 ومبدأ الصين الواحدة اختبارًا حقيقيًا لمصداقية النظام الدولي وقدرته على مقاومة محاولات التسييس والانقسام. إن صعود الصين لا يهدد أحدًا، بل يقدّم نموذجًا للتنمية المستقلة والتعاون المتوازن، فيما تكشف محاولات التشكيك الغربية عن أزمة ثقة في نظام الهيمنة القديم.. ويبقى احترام وحدة الصين ليس فقط مصلحة صينية، بل ضرورة أممية لحماية استقرار العالم وضمان سلامه في العقود المقبلة. وفي الختام، فإنه مع احتدام الحملات الغربية ومحاولات التشكيك في شرعية القرار 2758، تبدو الصين اليوم أمام منعطف دبلوماسي جديد يمكنها من خلاله تحويل هذا التحدي إلى فرصة لإعادة صياغة حضورها الأممي وتعزيز مكانتها كقوة استقرار دولي. فالصين التي استطاعت خلال العقود الماضية أن تجمع بين النمو الاقتصادي الهائل والالتزام بمبادئ السيادة وعدم التدخل، باتت تمتلك اليوم رصيدًا سياسيًا وأخلاقيًا يؤهلها للقيام بدور أكثر فاعلية في إصلاح النظام الدولي. ويمكن لبكين أن تستثمر هذا الجدل الدولي حول قضية تايوان لتوسيع خطابها الدبلوماسي القائم على التعددية والإنصاف، وأن تطرح نفسها بوصفها نموذجًا لقوة مسؤولة تدافع عن القانون الدولي الحقيقي لا عن ازدواجية المعايير. كما أن تعزيز الصين لحضورها في الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية يتيح لها بناء تحالفات أكثر تنوعًا مع الدول النامية والاقتصادات الصاعدة التي تشترك معها في رفض سياسات الإملاء والهيمنة. قراءة في أبعاد الحملة الغربية لاستهداف بكين (1) الجنين داخل الروبوت.. ولادة المستقبل أم سرقة الأمومة؟ إن قدرة الصين على تحويل محاولات الاستهداف إلى رافعة دبلوماسية جديدة ستكون هي المعيار الحقيقي لنجاحها في المرحلة المقبلة، إذ لم يعد الصراع مجرد مواجهة على التمثيل داخل الأممالمتحدة، بل أصبح صراعًا على صياغة مستقبل النظام الدولي ذاته، بين من يسعى لاستدامة نظام الهيمنة القديم، ومن يعمل على بناء عالم أكثر عدلًا وتوازنًا وإنصافًا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا