سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نوبل والعرب.. نجيب محفوظ الفائز الوحيد بها في الأدب.. حمودة: الجائزة لا تعتمد على عدالة ثقافية أو لغوية واضحة.. وطويلة: يجب تدشين مشروع ثقافي كبير بعيدا عن الشللية.. وهناك خلل جسيم يجب تداركه أولًا
ذهبت جائزة نوبل فى الأدب هذا العام للكاتب المجرى لاسلو كراسناهوركاي، وتقديرًا لأعماله التى وصفتها لجنة الجائزة بأنها آسرة وعميقة وسط كآبة نهاية العالم، وتبرز مجددًا قدرة الفن على البقاء والتأثير، يُعد كراسناهوركاى من أعلام الأدب المعاصر، وتعرف كتاباته بكثافتها الفكرية وعمقها الفلسفي. ومع تسمية الفائز بالجائزة كل عام، يثور الجدل وتتجدد التساؤلات عن السر وراء ابتعاد الجائزة الأرفع عالميا عن الأدباء العرب رغم زخم الإبداع العربي، وباستثناء الأديب العالمى نجيب محفوظ فإن الأدباء العرب لم ينالوا هذا الشرف مجددا، ويبدو أنهم لن ينالوه قريبا. يعد نجيب محفوظ أحد أعظم رموز الأدب العربي، والأديب المصرى والعربى الوحيد الذى نال جائزة نوبل فى الآداب، ففى عام 1988، منحت الأكاديمية السويدية الجائزة لمحفوظ تقديرًا لإسهاماته الأدبية المتميزة، ووصفت أعماله بأنها «إنجاز فنى بالغ التأثير فى مجال الرواية والقصة القصيرة، ساهم فى تطوير اللغة الأدبية داخل الثقافة العربية»، وقد تميز محفوظ بأسلوبه الواقعى فى تناول قضايا المجتمع، وبتجسيده العميق لحياة الطبقة الوسطى فى أحياء القاهرة، ومن أبرز أعماله «الثلاثية» الشهيرة و"أولاد حارتنا". وقد أعاد الفوز بجائزة نوبل هذا العام طرح تساؤلات معتادة حول غياب الأدباء العرب وخاصة المصريين، عن قائمة الفائزين منذ تتويج نجيب محفوظ. يرى الناقد الأدبى الدكتور حسين حمودة، أن هذا الغياب يعكس بعض التحيزات الكامنة فى آلية منح الجائزة، مبينا أن التساؤل «مشروع ومتكرر»، معتبرًا أن الإجابة تتطلب النظر فى طبيعة الجائزة والمعايير التى تستند إليها، إلى جانب الخلفيات الثقافية التى تؤثر فى اختياراتها. وأشار حمودة إلى أن نوبل لا تعتمد على «عدالة ثقافية أو لغوية واضحة»، موضحا أن معظم الفائزين بها ينتمون إلى دول الغرب، ويكتبون بلغات أوروبية، أو تترجم أعمالهم إلى تلك اللغات، ما يحد من فرص الأدباء العرب الذين لا يحظون بنفس القدر من الترجمة أو الانتشار الدولي، مشددا على أن هناك العديد من الأدباء العرب الذين كانوا ولا يزال بعضهم، جديرين بنيل جائزة نوبل، إلا أنهم لم يمنحوا هذا التقدير حتى اليوم. وفيما يخص دور المؤسسات الثقافية المصرية فى تقديم الترشيحات، أوضح الناقد الأدبى أن اللجنة المسؤولة عن جائزة نوبل «لا تعتمد أو تعترف بمعظم تلك الجهات المرشحة»، وعن غياب الكاتب العربى عن الجائزة ومستوى ما يقدمه، أكد بوجود أدباء عرب كتبوا «بنفس المستوى» الذى يقدمه الفائزون الغربيون، مضيفًا أن المشكلة الأساسية تتلخص فى أن هؤلاء الكتاب «لا يكتبون باللغات الثانية ولم تُترجم أعمالهم ولا يتم الترويج لها». من جانبه، أشار الكاتب الكبير وحيد طويلة، إلى أن الإبداع الحقيقى لا ينبغى أن يحاصر داخل حدود جغرافية أو قومية ضيقة، مشيرا إلى وجود ملاحظة تتعلق بضعف تمثيل القارة الأفريقية فى جوائز نوبل، مؤكدًا أن الحضور الأفريقى فى هذه الجوائز «ضعيف للغاية»، مبينا أنه لا يقصد من ذلك المطالبة بتوزيع الجوائز بشكل عادل كما لو كانت ميراثا، بل الهدف هنا تسليط الضوء على الخلل فى التقدير العالمى للأدب خارج المركز الغربي. وتساءل طويلة عن مدى انتشار الأدب العربى عالميا حيث قال: «هل نحن مقروؤون خارج حدودنا بشكل كافٍ؟ وهل تُترجم كتبنا إلى لغات العالم؟»مشيرا إلى حالة نجيب محفوظ، فلم يكن معروفا على نطاق واسع خارج العالم العربى قبل فوزه بالجائزة، مؤكدا أنه غالبا ما تمنح الجائزة لأدباء أميريكين وأوروبين، فيما يحصل بقية العالم على نصيب ضئيل. كما تساءل طويلة عن المعايير الحقيقية التى تحكم ترجمة الأدب المصرى إلى اللغات الأخرى، مؤكدًا أن الأمر لا ينبغى أن يختزل فى «جهود فردية»، بل يجب أن يقوم على مشروع ثقافى مؤسسى يتجاوز ما وصفه ب»الشللية» الذى أصاب بعض الجهات المعنية بالترجمة، مشيرا إلى أن أزمة الترجمة ليست فنية فقط، بل تتداخل فيها حسابات تتعلق ب»الشللية» «القطرية» فى توزيع الجوائز الأدبية، معتبرا أن هذه الممارسات أفسدت المشهد الأدبى العربي، حيث لم تمنح الجوائز فى كثير من الأحيان بناء على جودة النصوص أو قدرتها على الإبداع والتأثير، بل وفقا لمعايير غير أدبية. وقال طويلة: "بعض الجوائز كانت السبب الوحيد فى التعرف على أسماء كتاب لم يكونوا ليظهروا لولا حصولهم على هذه الجوائز، لكننا لا نعرف عنهم شيئًا الآن.. أين ذهبوا؟، فى إشارة إلى أن الجوائز، فى غياب مشروع أدبى حقيقي، لا تخلق استمرارية ولا تؤسس لمشهد ثقافى متكامل". وفى ختام حديثه، شدد طويلة على أن الإبداع الحقيقى لا يمكن اختزاله فى إطار قومى أو قطري، قائلًا: «الإبداع مسألة شديدة الفردية، لا علاقة لها بدولة أو جغرافيا، ومحاولة نسبه إلى جنسية بعينها تُفرغه من جوهره»، مستشهدا بتعليق لإحدى الكاتبات عقب فوز كاتب مصرى بجائزة أدبية: «أخيرًا عادت الجائزة إلى أحضان ضفاف النيل!»، معتبرا أن مثل هذه العبارات تكرس لفكرة خاطئة عن القيمة الحقيقية للعمل الأدبي. ودعا طويلة فى نهاية حديثه إلى التوقف عن ملاحقة الجوائز، والتركيز بدلا من ذلك على إنتاج أدب أصيل ومؤثر يمكن ترجمته وتقديمه للعالم، مضيفا: «حين نملك مشروعًا حقيقيًا لترجمة الأدب الجيد، يمكننا وقتها أن نسأل: لماذا لم نحصل على نوبل؟». ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا