كيف تتحدثين مع ابنك المراهق، في مرحلة المراهقة، تتشكل ملامح شخصية الأبناء ويبدؤون في رسم ملامح مستقبلهم، ليس فقط من خلال اختياراتهم الدراسية، ولكن أيضًا عبر أحلامهم وطموحاتهم التي تعبّر عن اهتماماتهم، قدراتهم، ورؤيتهم لأنفسهم. إلا أن كثيرًا من الأمهات والآباء يقعون في خطأ شائع عند الحديث مع أبنائهم عن هذه الأحلام، وهو النقد أو التقليل من شأن أفكارهم، دون قصد أحيانًا، فيُغلق المراهق بابه الداخلي ويتوقف عن المشاركة. ممارسات صغيرة تصنع فارقًا كبيرًا، ازرعي الثقة في ابنك يوميًا بدون كلمات أضرار نزول ابنك إلى المدرسة بدون إفطار أشارت الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، إلى أن الحديث مع المراهق عن أحلامه ليس نقاشًا عابرًا، بل هو فرصة لبناء جسر ثقة يدوم لسنوات. حين يشعر أنك تستمعين له دون نقد، وتشجعينه دون ضغط، سيتعلم أن يحلم دون خوف، وأن يسعى دون تردد. في هذا التقرير تستعرض الدكتورة عبلة، كيف يمكن للأم أن تتحدث مع ابنها المراهق عن أحلامه وطموحاته بطريقة ذكية، داعمة، ومُلهمة دون أن تُشعره بأنه موضع تقييم أو استهزاء. أولًا: افهمي طبيعة المرحلة قبل أن تتحدثي المراهقة مرحلة مليئة بالتقلبات النفسية والعاطفية، يتأرجح فيها الشاب أو الفتاة بين الرغبة في الاستقلال والرغبة في الحصول على دعم الأسرة. لذلك، عندما يتحدث ابنك عن حلمه، مهما بدا غريبًا أو غير منطقي، تذكّري أنه في مرحلة استكشاف الذات. قد يحلم بأن يصبح لاعب كرة عالمي، أو صانع محتوى مشهور، أو حتى مغامر يسافر حول العالم. هذه الأحلام لا تعني بالضرورة أنه سيتخلى عن الدراسة أو أنه لا يعرف الواقع، لكنها تعني أنه يحاول اكتشاف "من يكون"، وأن يعبّر عن ذاته بحرية. ثانيًا: استمعي أكثر مما تتكلمين أول وأهم قاعدة في الحوار مع المراهقين هي: الاستماع الفعّال. حين يشاركك ابنك حلمه، لا تقاطعيه ولا تبادري بالنصائح أو التحليل. أنصتي له بعينيك وباهتمامك، واظهري له أنك مهتمة بما يقول حتى لو كان في نظرك بسيطًا أو غير منطقي. يمكنك أن تستخدمي عبارات تشجعه على الاسترسال، مثل: "احكي لي أكتر، ده شكله حلم جميل." "إيه اللي خلاك تختار المجال ده؟" "تحب توصل لإيه في الحلم ده؟" هذه الجمل تفتح أمامه باب الأمان النفسي وتجعله يشعر أن رأيه مسموع، فيستمر في الحديث بثقة. الحديث مع المراهق ثالثًا: تجنبي النقد والتهكم تمامًا النقد في هذه المرحلة يؤذي أكثر مما يُصلح. حتى وإن بدا الحلم غير واقعي، فعبارات مثل: "ده كلام فاضي." "ركز في دراستك أحسن." "إنت مش فاهم الدنيا ماشية إزاي." تغلق الحوار تمامًا وتجعله يحتفظ بأحلامه لنفسه. بدلًا من ذلك، يمكنك أن تعبّري عن وجهة نظرك بطريقة ذكية، مثل: "حلمك جميل فعلًا، إيه رأيك نعرف أكتر عن الناس اللي نجحوا فيه؟" "تحب نشوف إزاي ممكن تطور مهارتك علشان توصل لهدفك؟" بهذه الطريقة، أنتِ لم ترفضي حلمه، بل شجّعته على التفكير الواقعي دون أن تكسري حماسه.
رابعًا: شاركيه البحث والتخطيط واحدة من أجمل الطرق لدعم المراهق هي الانتقال من مرحلة الحديث إلى الفعل. إذا أخبرك أنه يريد أن يصبح مصورًا أو لاعبًا أو كاتبًا، ساعديه على معرفة الخطوات العملية التي يمكنه اتخاذها الآن. ابحثي معه على الإنترنت عن تجارب لأشخاص في نفس المجال، أو ساعديه في حضور ورشة أو دورة تدريبية. المراهق لا يحتاج فقط من يسمعه، بل من يؤمن به ويعامله كفرد قادر على التفكير واتخاذ القرار.
خامسًا: لا تفرضي عليه أحلامك القديمة كثير من الأمهات يقعن في خطأ إسقاط طموحاتهن غير المحققة على أبنائهن. ربما كنتِ تحلمين بأن تصبحي طبيبة أو مهندسة، فتشجعينه على المجال ذاته حتى لو لم يحبه. لكن من المهم أن تتذكري أن ابنك ليس امتدادًا لكِ، بل هو كيان مستقل، له ميوله وقدراته. دورك هو أن تساعديه على اكتشاف طريقه الخاص، لا أن تفرضي عليه طريقك.
سادسًا: أظهري دعمك في المواقف الصغيرة الأحلام الكبيرة تبدأ من تفاصيل صغيرة. عندما تلاحظين أن ابنك يجيد الرسم، أو يحب الكتابة، أو لديه موهبة في الإلقاء، شجّعيه بالكلمة والفعل. قولي له مثلًا: "رسمك جميل جدًا، فكرت تعرضه في معرض المدرسة؟" "الطريقة اللي حكيت بيها القصة كانت ممتعة جدًا." هذا النوع من الدعم البسيط يبني داخله ثقة بالنفس تدفعه للسعي وراء أحلامه بجدية.
سابعًا: علميه الفرق بين الحلم والهدف المراهق يحتاج لمن يرشده، لا لمن يطفئ شغفه. اشرحي له أن الحلم هو الرؤية العامة لما يريد أن يحققه، أما الهدف فهو الخطة التي توصله إليه. يمكنك مثلًا أن تقولي له: "حلمك تبقى لاعب كرة معروف، طيب تعال نحط خطوات بسيطة نبدأ بيها زي التدريب المنتظم أو الاشتراك في فريق." بهذا أنتِ حولت الحلم من فكرة حالمة إلى مشروع حياة.
ثامنًا: استخدمي لغة الأمل لا الخوف اللغة التي تستخدمينها تؤثر على نفسيته بشكل مباشر. ابتعدي عن عبارات مثل "المجال ده صعب"، أو "الناس اللي نجحوا دول محظوظين". واستبدليها بعبارات مثل: "اللي بيتعب بيوصل." "كل حد ناجح بدأ بخطوة صغيرة زيك." هذه الجمل البسيطة تزرع بداخله الإيمان بنفسه بدل الإحباط.
تاسعًا: اجعلي العلاقة مساحة أمان لكي يتحدث ابنك معك عن أحلامه وطموحاته، يجب أن يشعر أنك لا تحكمين عليه، بل تتقبلينه كما هو. كوني صديقته قبل أن تكوني ناصحته. احكي له أحيانًا عن أحلامك القديمة، عن الأشياء التي لم تتحقق، وعن الدروس التي تعلمتها. سيشعر حينها أنك تشاركينه تجربة الحياة لا أنك تُمليها عليه.
عاشرًا: كوني قدوة في السعي لا يكفي أن تطلبي من ابنك أن يسعى وراء حلمه، بل من المهم أن يراكِ أنتِ أيضًا تسعين وراء حلمك. حين يراكِ تتابعين شغفك، تطورين من نفسك، وتواجهين التحديات بابتسامة، سيتعلم أن الأحلام ليست رفاهية، بل جزء من معنى الحياة. تذكّري دائمًا أن ما يحتاجه ابنك ليس أمًا مثالية، بل أمًا صادقة تؤمن به، وتدعمه وهو يتعلّم كيف يصبح نفسه.
بهذه الطريقة، يتحول الحوار عن الطموحات إلى مساحة حب ونمو، تزرع في قلب ابنك يقينًا أنه قادر على صنع مستقبله، وأنه مهما كانت الأحلام كبيرة فهي تستحق أن تُحكى وتُلاحق. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا