انتظرت حتى استقرت عقارب الساعة على الثانية عشرة تماما ظهر اليوم لكي توقف الحكومة الإسرائيلية آلة القتل والتجويع لأكثر من مليوني إنسان، بني آدم، بشر، في غزة يجري التنكيل بهم وإبادتهم منذ عامين ويومين. بوصول عقارب الساعة إلى الرقم 12 ظهر اليوم، تكون المرحلة الأولى من اتفاق السلام الشامل التي وضعها ترامب وفريقه وعملت على تحقيقها مصر وقطر وتركيا ومظاهرات الملايين من الناس الشرفاء في شوارع العالم قاطبة قد دخلت حيز التنفيذ.. استمر قتل الفلسطينيين حتى اللحظات الأخيرة، ولكن الفرحة عارمة في غزة وفي الإقليم وفي العالم، منذ أعلن الرئيس الأمريكي أن حماس وإسرائيل وقعتا المرحلة الأولى من خطته، وبمقتضاها سيتم الإفراج عن الرهائن الاسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية.. والحق أن حماس نجحت في مداولات التفاوض في ربط الانسحاب بالإفراج عن الرهائن.. ومع بدء تنفيذ المرحلة الأولى، تتسرب تفاصيل مثيرة كاشفة، تبين القدر الهائل الذي انقلب فيه ترامب على نتنياهو، فقد واجهه بحقيقة أن إسرائيل لا يمكن أن تحارب العالم وأن عليها قبول الخطة.. يمكن القول باطمئنان إن نتنياهو خضع خضوع المرغم الذي يتجرع السم كما تجرعه خوميني إيران وقت وقف الحرب مع صدام حسين.. ولأنه عقلية نفعية براجماتية فإنه أطلق تصريحا لافتا، قال فيه إن إسرائيل ستعمل على تعزيز السلام مع جيرانها.. لا يصدقه أحد! جيران إسرائيل هي نحن، مصر، الوسيط الأكبر الأقوى الأفعل، ولبنان وسوريا، والدولتان في مواقف عسيرة.. من الصعب أن يقبل أي حاكم عربي تصديق اليد الملطخة بدماء 76 ألف شهيد ومفقود و150 ألف جريح، من الصعب أن يجرؤ حاكم عربي واحد علي قبول تطبيع مع قاتل متربص متلذذ بالدم الزكي الطاهر لعشرين ألف طفل قتلوا بالقنابل وبالتجويع.. يمكن القول أيضا إن عملية السلام تنطلق من مصر السيسي، كما انطلقت من مصر السادات، ولا يجوز قط إغفال اللفتة الذكية للرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ وجه الدعوة إلى صاحب الفرح وصانع الموقف الحالي الرئيس ترامب للحضور إلى القاهرة لإعلان اتفاق السلام الذي ينهي من وجهة نظر ترامب ثلاثة آلاف سنة من الكراهية المتبادلة بين نسل إبراهيم عليه السلام. ولا يذهب السيسي إلى واشنطن لكن تأتي إليه واشنطن.. ثمرة احترام الذات! تعرف الإدارة المصرية، بل يعلم أي متابع مدقق، التركيبة النفسية المعقدة للرئيس ترامب الذي يحكم بإحساس أنه قيصر الكوكب.. وهكذا كانت دعوة الرئيس للقيصر مقاربة في الصميم لجوهر نفسية ترامب، الذي استجاب على الفور وقال إن محطته الرئيسية ستكون مصر، وسيزور إسرائيل ويلقي كلمة أمام الكنيست وربما يزور غزة المدمرة.. تم الاتفاق إذن على وقف إطلاق النار وهو تمهيد ممتد لإنهاء الحرب كليا، بل أعلن مسئول أمريكي ليلة أمس وقت الفرحة العارمة في العالم وبخاصة في غزة أن حرب غزة انتهت.. ما يهمنا فيما جرى ويجري أن مصر كانت حاضرة وفاعلة وحاسمة وخبيرة خبرة العارف المجرب، صبورة رغم الضغوط، تعرف هدفها وهدف العدو، وتوازن وتقارب.. فخور ببلدي كل الفخر.. عادت أم الدنيا.. بقوة، فسلام لجيش مصر العظيم وتحية للرئيس.. بحكمة وعقلانية وصبر يقود السفينة وسط عاصفة مجنونة.. تلك كلمة حق من القلب. السؤال الأخير: هل يطبق نتنياهو المرحلة الأولى ويحصل على الرهائن، الأحياء والأموات، ثم يماطل ويعاود القتل؟ هذا اتفاق خمس دول، وموقف صارم من أوروبا، لكن علينا أن نتابع لنرى التقلبات والثوابت.. حلم ترامب في نوبل السلام هو وقود إرادته.. هل ينفد الوقود؟ خطة ترامب.. أحلام الأطراف والواقع خطة الانتداب الأمريكي.. إخضاع وخداع سنرى لا شيء ثابتا في قلب البركان.. بدليل أننا بدأنا المقال بأن وقف النار سيدخل حيز التنفيذ في الساعة الثانية عشرة ظهرا.. ومع نهاية المقال عاد نتنياهو ليقول لا.. لن ننفذه إلا بعد مصادقة الحكومة مساء اليوم! ألم أقل لكم.. لا شيء ثابتا مع الثعالب.. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا