يحدثنا الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن ثمار الإصلاح الاقتصادي ومؤشراته الإيجابية التي تقول على الورق إن هناك تحسنًا في الأداء ونموًّا في بعض المؤشرات الكلية، غير أن السؤال الذي يتردد على ألسنة الناس هو: ماذا جنى المواطن من هذا التحسن؟ هل انعكس الإصلاح على قدرته الشرائية؟ على معيشته اليومية؟ على إحساسه بالأمان الاقتصادي والاجتماعي؟ الحكومة تواصل التبشير بموجة جديدة من رفع أسعار المحروقات، وما يصاحبها بالضرورة من ارتفاع شامل في أسعار السلع والخدمات، في وقت أصبحت فيه الطبقة الوسطى تواجه تآكلًا غير مسبوق، بينما تتضاعف معاناة الفئات الأكثر فقرًا، رغم برامج الحماية الاجتماعية التي لم تعد قادرة على موازنة كفة الغلاء أو على سد الفجوة بين الدخل والاحتياجات الأساسية. لقد تسلم الدكتور مدبولي مهام رئاسة الحكومة والدولار حينها يناهز 17 جنيهًا، واليوم يتخطى 47 جنيهًا. هذه القفزة لا يمكن تبريرها بمجرد القول إنها تصحيح لمسار العملة أو تحرير ضروري، لأن القيمة الحقيقية لأي إصلاح ليست في الأرقام، بل في أثرها على حياة الناس. إن التجارب الدولية تؤكد أن الإصلاح الاقتصادي الناجح لا يقوم فقط على وصفات التقشف ورفع الدعم وزيادة الضرائب، كما يوصي صندوق النقد الدولي، بل على رؤية وطنية مستقلة تجعل الإنسان هو محور الإصلاح، لا ضحيته. فالصندوق -بشهادات وتجارب كثيرة- لم يدخل بلدًا إلا وترك وراءه ديونًا أثقل، وأسعارًا أعلى، وطبقات وسطى منهكة، لأن روشتته تقوم على معالجة الأرقام لا الأرواح، وعلى ضبط الحسابات لا الأوضاع الاجتماعية. انظر إلى تجربة ماليزيا بقيادة مهاتير محمد، حين رفض الانصياع الكامل لوصفات الصندوق في نهاية التسعينيات، وقرر أن يبني إصلاحه على تشجيع الإنتاج، وتمكين التعليم، وتحفيز التصنيع المحلي، واستعادة الثقة بين المواطن والدولة. لم يرفع الدعم عشوائيًا، بل أعاد توجيهه نحو الإنتاجية، فكانت النتيجة نهضة شاملة نقلت ماليزيا من بلد نامٍ إلى دولة صناعية منافسة في أقل من عقدين. وتجربة البرازيل ليست ببعيدة، فقد واجهت أزمة اقتصادية طاحنة في تسعينيات القرن الماضي، لكنها اختارت طريقًا وطنيًا في الإصلاح ركّز على توسيع قاعدة الإنتاج، وتحفيز الزراعة، والاعتماد على السوق الداخلي، مع سياسات اجتماعية فعّالة مثل برنامج بولسا فاميليا الذي حمى الفقراء وضمن استقرار المجتمع أثناء التحول الاقتصادي. والنتيجة: تضاعف الناتج القومي، وتراجع معدل الفقر إلى أقل من النصف خلال عقد واحد. هذه النماذج وغيرها تثبت أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من الناس، وينتهي إليهم. لا يكفي أن تتحسن المؤشرات في تقارير المؤسسات الدولية، إذا كانت حياة المواطن لا تعرف سوى الغلاء والتقشف وتناقص الفرص. هل نحن أمة تستحق البقاء؟! (2) هل نحن أمة تستحق البقاء؟! (1) إن الإصلاح الذي لا يُحسّ في البيت والمخبز والمواصلات والمدرسة والمستشفى، يظل ناقصًا مهما بلغت دقته الحسابية.. لقد آن الأوان لإعادة النظر في فلسفة الإصلاح الاقتصادي بمفهومها الشامل، بحيث تكون الإنتاج لا الجباية، التشغيل لا التقشف، العدالة لا الأرقام هي المعيار الحقيقي للنجاح. فالوطن لا يُبنى بورق الحسابات وحده، بل بكرامة الإنسان، وثقته، وشعوره أن هذا الإصلاح من أجله، لا على حسابه. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا