في مثل هذا اليوم، الأول من سبتمبر 1920 أعلن عن ميلاد "دولة لبنان" كخلاصة تاريخ طويل تعاقبت فيه الحضارات والإمبراطوريات على أرض الجبال والسواحل الممتدة من طرابلس إلى صيدا. تاريخ لبنان القديم والحديث أرض عرفها الفينيقيون منذ آلاف السنين، حملت هوية بحرية وتجارية جعلتها جسرًا بين الشرق والغرب، ومسرحًا دائمًا للتنافس بين القوى العظمى. تحت راية الإسلام في القرن السابع الميلادي، لم يتوقف دورها الوسيط. وكانت بيروت وصيدا مرافئ رئيسية في عهد الخلفاء الأمويين والعباسيين، والجبال كانت ملاذًا لمجتمعات طائفية متباينة. مع مرور القرون، تداخلت الهويات المذهبية، السنة في المدن الساحلية، الشيعة في الجنوب والبقاع، والدروز في الجبال، بينما بقي الحضور المسيحي خصوصًا الماروني متجذرًا منذ العهد البيزنطي، ثم تعزز مع صلاته بروما وفرنسا لاحقًا. هذا التنوع لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مباشرة لموقع لبنان الجغرافي عند تقاطع طرق الإمبراطوريات. ففي زمن الصليبيين، تحولت جباله إلى خطوط دفاع، ثم دخلت المنطقة لاحقًا في إطار الولاية العثمانية، حيث منح جبل لبنان خصوصية إدارية منذ القرن السادس عشر، مع نظام "المتصرفية" الذي أتاح للمسيحيين، خاصة الموارنة، مساحة أوسع من الحكم الذاتي برعاية أوروبية، فيما بقيت المناطق الأخرى مرتبطة إداريًا بولايات دمشق وصيدا. سر تسمية الدولة الحديثة ب لبنان الاسم يعود إلى الجبل الذي حمل هوية مميزة منذ القدم. حين قرر الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى إعادة رسم الحدود، وأرادوا تكريس هذا الامتداد باسم جديد يشمل الجبل وما أُلحق به من مناطق: بيروت الساحلية، طرابلس الشمالية، البقاع الخصيب، والجنوب الممتد حتى صور وصيدا. لكن هذه الولادة كانت محملة بتناقضاتها. فضم مناطق ذات غالبية سنية وشيعية إلى كيان ذي وجه مسيحي ماروني بالأساس خلق معادلة جديدة لم تكن سهلة إذ مع مرور الوقت، صار لبنان نموذجًا معقدًا للتوازن بين الطوائف، بين الحلم بالعيش المشترك والخوف من الهيمنة. وهو ما جعل علاقته بالدول الإسلامية والعربية الأخرى دائمًا متأرجحة: مرة يتماهى مع محيطه المشرقي، ومرة ينكفئ إلى خصوصيته الثقافية والسياسية. اليوم وبعد أكثر من قرن على إعلان دولة لبنان الكبير، الجميع يحلم بالحفاظ على رسالة العيش المشترك في وطن يحمل كل تناقضات المشرق في مساحة صغيرة على شاطئ المتوسط. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا