كنباوية تشاهد التليفزيون وهي مستاءة ممتعضة على غير عادتها وكنباوي يدخل عليها ممسكا بكوب من الشاي فيراها هكذا فيقترب منها أكثر فيتبين الحزن الساكن في عينيها كنباوي: ملعون أبو اللي يزعلك، لا عاش ولا كان يا ست الكل مالك ايه اللي مخليكي حزينه كده والحزن باين في عنيكي؟ كنباوية: كل ما أقول الدنيا حتهدى وتستقر ألاقي حاجة بتحاول تنغص علينا فرحتنا. كنباوي: إيه بس اللي حصل ومكدرك كده؟ قوليلي! كنباوية: كتائب عز الدين القسام يا كنباوي. كنباوي: ومين كتائب عز الدين دي؟ كنباوية: دي يا سيدي الجناح العسكري لحركة حماس ماشية تستعرض قوتها بأعداد كبيرة في سينا وفلسطين وتشاور بعلامة رابعة يعني بتبلغ رسالة للجيش المصري والشرطة إنها حتنتقم منهم على فض اعتصام رابعة. كنباوي: تييت أبوهم يشربوا من البحر ويضربوا راسهم في أنشف حيطة كانوا راحوا اتشطروا على إسرائيل ما حاربوش إسرائيل ليه وانتقموا منها على اللي بتعمله فيهم وفي الفلسطينيين دول شويه مرتزقة لا أكتر ولا أقل من كده بكره الجيش يفرمهم وهمه اللي حيبقوا جابوه لنفسهم. كنباوية: بس دول متدربين تدريب عالي وبايعين حياتهم. كنباوي: ولو برضه طظ فيهم وفي تدريبهم الجيش بتاعنا أقوى منهم وبعدين جيشنا معاه الحق وهمه على باطل يبقى جيشنا حينتصر عليهم بإذن الله وبعونه روقي روقي وما تخافيش ربنا حيسترها مع الجيش إن شاء الله. كنباوية: إنت عارف يا كنباوي إن الشيخ بتاع الكتائب دي اتعلم في الأزهر يعني كان المفروض يكون معتدلا لكن ده كان شيخا متطرفا بينادي دايما بالجهاد ويقول ليس مؤمنا من لا يجاهد في سبيل الله وكان يحمل السلاح ويقول من لا يملك سلاح لا إيمان له وكان بيشجع أنصاره ومريديه إنهم يشتروا أول سلاح يمسكوه من حر مالهم الشخصي كان بيحارب الاحتلال البريطاني لفلسطين ودخل في معارك كتير معاهم لحد ما قتلوه في معركة من المعارك دي وكان زي الإخوان بالظبط بيعتمد على التنظيم السري وسبحان الله إنه كان من تلاميذ الشيخ المعتدل الإمام محمد عبده ويطلع بالشكل ده وكان مأذونا وداعية وواعظا بس كان حلمه أنه يربط السياسة بالدين زي الإخوان كده بس هو ما كانش منافق كده زيهم كان صريح مش ملاوع ولا كداب رغم تحفظي على أفكاره وتطرفه إلا أني أشهد له أنه كان برقبة الإخوان يلا أهه راح لحال سبيله وفيه رب بكره حيحاسبه المهم والباقي على المرتزقة اللي اسمهم كتائب عز الدين القسام بتوع دلوقتي واللي بيعملوه. كنباوي: دي وقاحة وسفالة وقلة أدب بعيد عنك ربنا يخلصنا منهم على خير بعون الله. كنباوية: يا رب يا كنباوي وعموما الحال هادي نسبيا اليومين دول ربنا يعدي الجمعة الجية كمان على خير النهارده قبضوا على ابن البلتاجي والنيابة أفرجت عنه وأخلت سبيله لأن الحق حبيب الله وهو ما لهوش ذنب في اللي بيعمله أبوه. كنباوي: النيابة والقضاء شريفان ما بيجوش على حد أبدا ومش معنى إن "قاضي" أو وكيل نيابة غلط وحاد عن الحق يبقى الكل وحش كل مهنة أيا كانت فيها الطيب والخبيث الدنيا كلها على ده الحال أسود وأبيض وخير وشر بس اللي يفهم كده مين؟ أصحاب العقول في راحة. كنباوية: صدقت يا كنباوي البرادعي بعد ما عمل فيها سبع رجالة في بعض وانه راجل شريف هرب على فيينا ريحنا منه ومن آرائه المتضاربة وأفعاله المريبة واللي يزعل كمان مياعة أقوال وأفعال حمزاوي رغم أني كنت بحترمه وبحبه إلا أني معترضة على تضارب أفكاره وتصريحاته وأحلامه الوردية في وقت لازم نضرب فيه بإيد من حديد على كل خارج على القانون علشان البلد تتعدل والحال يستقيم ويرجع زي الأول مش وقت مدادية وطبطبه دلوقتي وإحنا بنحارب الإرهاب والجماعات المسلحة والمرتزقة والبلطجية.. على فكرة نسيت أقولك إن عز الدين القسام كان مؤمنا إنما أنصاره لازم يكونوا من الفلاحين والعمال والبلطجية زي ما عمل الإخوان بالظبط الأيام والشهور اللي فاتت ولو تاخد بالك إن أغلب معتصمي رابعة العدوية والنهضة كانوا ناس غلابة من أرياف وصعيد مصر ومن البلطجية والشمامين والباعة السريحة والجائلين.. التاريخ بيعيد نفسه يا كنباوي مع الإخوان. كنباوي: أيوه كده أنا فهمت همه كانوا مركزين ليه في الانتخابات على الصعيد وخصوصا المنيا معقل الجماعات الإسلامية والفيوم وغيرها وغيرها كانوا ماشيين على خطى السابقين من الثوار التكفيريين. كنباوية: الله ينور عليك يا كنباوي فهمت الفولة بسرعة. كنباوي: الفضل ليك يا كنباوية ولقرايتك ولاطلاعك انت اللي بتنوريني وبتفهميني اللي خافي عني. كنباوية: قولي انت بتشرب شاي ليه قبل الأكل؟ كنباوي: أنا لقيتك منهمكة في الأخبار قلت بلاش أعطلك وأضايقك وأسيبك براحتك لما تخلصي وتبقي تحطي لنا الأكل على مهلك. كنباوية: اخص عليك يا كنباوي ده اسمه كلام برضه تبقى جعان وساكت؟ لا مالكش حق دقايق وأنا أقوم أحضر لك الأكل وآسفة يا عنيا. كنباوي: مش محتاجة أسف إحنا لازم يكون عندنا صبر. كنباوية: الصبر على الأكل مقدور عليه لكن الصبر على الإرهاب هو ده اللي مش مقدور عليه. كنباوي: عندك حق بس بعون الله وببسالة ولادنا في الجيش والشرطة حنقضي على الإرهاب. كنباوية: يا رب يا كنباوي ويسمع منك ربنا. كنباوي: حيحصل يا كنباوية.. حيحصل بإذن الله الواحد الأحد!