رحيل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، ذكرنى بعدد من المواقف أثناء عملي كمدير لمركز رامتان طه حسين الثقافى، كان هدفي أن يصبح المركز أكبر منبر ثقافي وأقوى تأثير في الشارع وليس نخبوى، وقد تحقق هذا بفضل الله، بالإضافة إلى الأسماء الكبيرة التي تم استضافتها في جميع المجالات الثقافية والسياسية والفنية.. إلا أن هناك أسماء لم أوفق في استضافتها لأسباب متعددة، منهم أمين هويدى، والوزير منصور حسن، دكتور فوزى فهمى، ومنهم محمد حسنين هيكل وصنع الله إبراهيم. كان يربطني بالراحل الأستاذ سامى فريد نائب رئيس تحرير الأهرام، علاقة بدأت في نهاية السبعينيات، وكان صديقا مقربا وأيضا أستاذا، ومن مهام أي مسئول عن أي موقع ثقافي هو متابعة ورقابة كافة الأنشطة في المواقع الأخرى.. شدني ندوة للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في الجامعة الأمريكية في التحرير، حضرتها والتي امتدت حوالى ساعتين كاملتين تحدث فيها بلا توقف، وبالمصادفة كان مدير مكتب هيكل صديق الأستاذ سامى فريد، فطلبت التوسط لدى الأستاذ هيكل بالمشاركة في لقاء في رامتان طه حسين.. وهو لقاء مع رجل الشارع وليس النخبة التي تحدث إليها في الجامعة الأمريكية، وبالفعل تم التواصل وكانت النتيجة إيجابية، وقال هيكل فرصة أتعرف على بيت عميد الأدب العربى، وبدأنا نحدد الوقت المناسب الذى يجب أن يكون بعيدا عن شهور الصيف.. واستغرق هذا عدة أسابيع، لأن ردود الأستاذ كانت تستغرق وقتا طويلا، اتفقنا على كل شىء، وكنت أكتب خطابا أرسله بالفاكس للضيف فيه سيناريو الندوة، كنت أحدد ربع ساعة للمتحدث، قبل إرسال الفاكس قلت للأستاذ سامى فريد، لا أعتقد ربع ساعة ستكون كافية للأستاذ، وفى نفسى الوقت جمهور رامتان طه حسين دائما يناقش ويريد أن يسأل وهذا أمر لابد أن يعرفه الأستاذ هيكل.. جمهورنا لن يقبل أن يجلس ساعتين مثل جمهور الجامعة الأمريكية، اقترحت نصف ساعة للأستاذ ثم نفتح حوار مع الجمهور، وبالفعل أرسلت خطاب المركز بالفاكس إلى مكتب الأستاذ، وكان يتابعه الأستاذ سامى فريد من خلال مدير مكتبه، ويبدو أن الأستاذ لم يعجبه سيناريو المركز، تأجل عدة مرات فكان اعتذارا بدون اعتذار صريح وضاعت الفرصة. سامى فريد أديب ومثقف كبير، اقترح أن أستضيف الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، لم أرفض بالطبع ولكنى قلت بصراحة هناك صعوبات ومشاكل للندوة، منها أن الجمهور لابد أن يكون قد قرأ أو يعرف صنع الله إبراهيم جيدا، كنت أحيانا أوفر نسخا للجمهور لكى يستعد للندوات.. اشتريت عددا من إبداعات صنع الله إبراهيم وجهزت نفسى قبل الاتصال به، رحب بعقد الندوة وأخذنا نقترح بعض الأسماء للحديث عن تجربته الإبداعية، وهذا استغرق حوالى شهر وأكثر حتى اتفقنا على الأسماء وكل شىء بما فيه الموعد، وتم الإعلان عن الندوة ضمن البرنامج المعد.. وقبل الندوة بأسبوعين اتصلت حتى أؤكد عليه الموعد، وهذا كان أمرا عاديا مع كل المحاضرين، فإذا بالأستاذ صنع الله يقول: ندوة إيه؟ أخذت أذكره بكل ما دار بيننا من حوارات، تذكرها ولكنه قال: أنا لا أحب الندوات ولا أشارك فيها! طبعا كانت ردوده صادمة ولم أستطع التواصل بسببها، وكانت صدمة لي، فهو لم يعتذر لأي سبب ولكن رفضه بطريقة وكأننا لم نتفق، أغلقت التليفون ومعه صفحة أديب كبير كان يجب التواصل مع الشارع أكثر من حواراته مع النخبة من الأصدقاء. التقيت بصديقه الأستاذ سامى فريد وأخبرته بما حدث، لزم الصمت ثم قال هو ده صنع الله يعشق الكآبة والبعد عن الناس! لماذا لا تعطى المساكن البديلة للمالك وليس المستأجر! تجربة تفانين ونادى هليوبوليس.. دعم الوعي والانتماء! رحم الله صنع الله إبراهيم المبدع الكبير، وأتمنى من كل مبدع أن ينزل من برج إبداعه للجلوس والتحاور مع الشارع البسطاء، لأن من واجبه رفع مستوى البسطاء وبالتالي ارتفاع الوعي في المجتمع! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا