سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العملاق «المصري السعودي» يقزم «الأمريكان».. «روس»: الرياض تضع ثروتها وقوتها بالعالم السني تحت أمر القاهرة.. نفوذ واشنطن المباشر على الجيش المصري يتراجع.. إيران والإخوان خطران يواجهان المملكة
أكد الكاتب والدبلوماسي الأمريكي دينيس روس، المساعد السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما، الدور المفيد التي قامت به السعودية في الوقت المناسب مع مصر في الوقت الحالي، موضحًا أن "الرياض" باتت تحظى باحترام وعلاقات طيبة مع الجيش المصري أكثر من "واشنطن" نفسها. وقال "روس"، في تحليل له بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عن الدور السعودي الآن في مجريات السياسة المصرية، إنه:" لطالما كانت المملكة العربية السعودية واحدة من أهم حلفاء الولاياتالمتحدة، لكنها عارضت بشدة الإصلاح والديمقراطية في الخليج، والآن ربما تقدم دعمًا للجيش المصري يفوق ويُقزِّم الدعم الأمريكي لأرض الكنانة". وتساءل الكاتب الأمريكي: "هل ينبغي على الولاياتالمتحدة مواصلة النظر إلى السعودية باعتبارها قوة تساعد على إرساء الاستقرار في المنطقة، أم حليفًا خطرًا سوف تفضي سياساته إلى مزيد من سفك الدماء والقمع؟". بدورها طرحت صحيفة "نيويورك تايمز"، هذا السؤال وطلبت من عدة خبراء الإجابة عليه، حيث قدم المستشار في معهد واشنطن دينيس روس رؤيته الذي قال فيها:" إن الكفاءة السياسية تعتمد ليس فقط على استخدام الولاياتالمتحدة لوسائلها الخاصة لمتابعة أهدافها، لكن أيضًا على أساليب أولئك الذين يتمتعون بنفوذ أكبر من نفوذها". وأضاف "روس" أن نفوذ واشنطن المباشر على مصر محدود، لكن السعوديين هم الفاعل الحقيقي الذي يكن الجيش المصري له احترامًا كبيرًا، حيث أوضح العاهل السعودي الملك عبد الله ووزير الخارجية سعود الفيصل، أنهما سيضعان ثروة بلادهما وشرعيتها في العالم السني لدعم الجيش المصري، لأن استقرار مصر يمثل مصلحة حيوية للمملكة. كما أشار إلى أنه "ليس من الصعب بيان السبب وراء ذلك، فالسعوديون يرون أن هناك تهديدين استراتيجيين في المنطقة: إيران وجماعة «الإخوان»، ويدعم السعوديون بعض قوى المعارضة في سوريا لإضعاف إيران كما يدعمون الجيش المصري لتقويض «الإخوان»، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة لن تستطيع إقناع السعوديين من خلال الدفع بفكرة أن الجيش يبالغ ويفرط في استخدام القوة. وقال "روس": "إذا أرادت واشنطن تحريك السعوديين بشأن مصر، يجب عليها معالجة مخاوفهم الإستراتيجية؛ ويعني ذلك، أنه يجب عليها إقناعهم بأنها مستعدة لتغيير ميزان القوى في سوريا أو أنها ستمنع الإيرانيين في الواقع من امتلاك قدرات تصنيع أسلحة نووية". وأكد أن الولاياتالمتحدة في حاجة إلى السعوديين للمساعدة في إقناع الجيش المصري بالتحلي بالذكاء، وأن يعمل على زيادة احتمالات إرساء الاستقرار من خلال الاحتواء وليس القمع العنيف ل«الإخوان» ومظاهراتها؛ وأن يهدف إلى تمكين الحكومة المؤقتة على التركيز على الاقتصاد والحوكمة، وليس على السيطرة"، مطالبًا الجيش المصري بأن يظهر التزامه بالتحول السياسي من خلال خلق عملية شاملة لإعادة النظر في الدستور الجديد؛ وأن يبيّن رغبته في قيام تحول انتقالي سياسي حقيقي مع دعمه لعملية تطوير المجتمع المدني من خلال العفو عن المنظمات غير الحكومية التي كانت جريمتها الوحيدة هي محاولة تثقيف الشعب حول كيفية بناء الأحزاب السياسية ذات البرامج والأجندات الواقعية. وقال:"لن يكون ذلك حجة قوية. فلن يتم إقناع السعوديين بسهولة بأن الولاياتالمتحدة ستعالج مخاوفهم بشأن سوريا أو إيران، لكن إذا أرادت واشنطن منهم التحرك للضغط على الجيش المصري لاتباع مسار مليء بمزيد من الأمل - مسار يعكس مصالح الولاياتالمتحدة وقيمها - فليس هناك أمر آخر يرجح أن يكون مؤثرًا كهذا".