في إطار التغيرات الهائلة التي يشهدها المجتمع المصري والعربي بصورة عامة، يطرح على ذهني تساؤل مهم: هل ما نشهده من تراجع في الذوق العام أزمة ثقافية حقيقية أم مجرد انعكاس لمتغيرات مجتمعية أعمق؟ السؤال يحمل في طياته أبعادًا متعددة تتقاطع فيها الثقافة، والتعليم، والإعلام، والاقتصاد، وحتى التكنولوجيا.. فالذوق العام ليس مجرد شكل من أشكال السلوك، بل هو انعكاس لمنظومة القيم التي تؤسس لنمط تفاعل الأفراد في المجتمع. هو أسلوب في التعامل، واختيار للكلمة، والمظهر، واحترام للآخر، ووعي بجماليات المكان والزمان. لذلك فإن تراجعه لا ينبغي أن يُنظر إليه كحادثة عابرة أو انحراف طارئ، بل كعلامة على خلل أعمق. عندما يغيب الدور التنويري للمؤسسات الثقافية والتعليمية، ويُهمش دور الفنون الراقية في مقابل ثقافة السطحية، يصبح التراجع في الذوق العام نتيجة منطقية. لقد أصبحت بعض المنصات الإعلامية تقدم محتوى خاليًا من القيمة، يكرّس العنف اللفظي، والسطحية، والابتذال، مما يُضعف الحس الجمالي لدى المتلقي. وفي ظل غياب التربية الجمالية في المدارس، يغيب عن النشء معنى الذوق، فيكبر وهو لا يعرف أن احترام المساحات العامة، والتعامل المهذب، واختيار الكلمة، هي جزء من شخصيته وهويته. في المقابل، لا يمكن إنكار أن الذوق العام يعكس طبيعة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية. التوتر اليومي، وضغوط الحياة، وتفاوت الطبقات، وغياب العدالة في بعض الأحيان، كلها عوامل تؤثر في سلوك الأفراد. فعندما يشعر المواطن بالاغتراب أو القلق أو الإحباط، ينكفئ على ذاته، ويتراجع حسه الجمالي لصالح نمط من الانفعال واللامبالاة، وهو ما ينعكس في سلوكه في الشارع، أو على مواقع التواصل، أو حتى في تعامله مع الفن والمجتمع. ولا يمكن إغفال تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الذوق العام. فقد أصبح المحتوى المرئي هو المسيطر، وانتشرت ثقافة التريند، التي تهدف للانتشار لا للجودة. وبات المقياس هو عدد الإعجابات والمشاهدات، لا القيمة أو الفكرة. وبالتالي، أصبحت القيم الجمالية عرضة للتهميش أمام سطوة اللحظة العابرة. ولذا يجب معالجة تراجع الذوق العام ومن ثم يتطلب تكامل الجهود من جهة الثقافة نحتاج إلى تجديد دور المؤسسات الثقافية والتعليمية، وزيادة الاستثمار في الفنون الجادة، وإعادة الاعتبار للجمال كقيمة في التعليم والإعلام. وإذا نظرنا اجتماعيا فلا بد من إعادة بناء جسور الثقة بين الفرد والمجتمع، وتعزيز مفاهيم الانتماء والمواطنة، لأن من يشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعه يُحسن سلوكه فيه اما من جهة التشريع يمكن سن قوانين أو لوائح تُعزز السلوك العام الإيجابي وتحمي الذوق العام، كما فعلت بعض الدول. الهوية المصرية في زمن العولمة.. صراع أم تكامل؟ تربية الكوادر الحزبية.. الأساس لبناء أحزاب فاعلة فتراجع الذوق العام ليس نتيجة سبب واحد، بل تفاعل بين أزمة ثقافية داخلية وتحولات مجتمعية خارجية. لكنه في كل الأحوال مؤشر يستدعي الانتباه، لأن الذوق العام هو مرآة لروح المجتمع. وإذا أردنا استعادة الرقي، فلا بد أن نعيد الاعتبار للفكر، والجمال، والإنسان في آن واحد. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا