في مثل هذا اليوم ( 5 أغسطس) عام 1925 أصدرت هيئة كبار العلماء حكمها على الشيخ علي عبد الرازق بتجريده من درجة العالمية بالأزهر، بتهمة الإتيان بأمور تخالف الدين والقرآن والسنة. وترجع قصة الشيخ علي عبد الرازق إلى أنه وضع كتابا بعنوان "الإسلام وأصول الحكم.. بحث في الخلافة والحكومة في الإسلام"، شرح فيه الخلافة وطبيعتها وعرفها بأنها عند معظم المسلمين رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا، نيابة عن معظم المسلمين، فالخليفة له على المسلمين الولاية العامة والطاعة التامة، وبناء عليه أصبح السلطان هو خلفة رسول الله وولايته على الناس مطلقة، يحكم بغير شريك وقراراته لا تخضع للحساب أو المراجعة. وتساءل "عبد الرازق" في كتابه "ما هو سند الخلافة هل هو القرآن أم السنة؟"، مشيرا إلى أن القرآن والسنة لم يتعرضا مطلقا لموضوع الخلافة لأن الخلافة ليست حكما من أحكام الدين الإسلامي، كما أن الإجماع لم ينعقد قط على خليفة بل أن الدين الإسلامي لا يكاد يعرف خليفة إلا وعليه خارجون ومتمردون. ولهذا السبب ولهذه الأقوال، اجتمعت هيئة كبار العلماء وأصدرت حكمها بتجريد الشيخ من العالمية، وبعد الحكم أعلن الشيخ الشاب أنه هجر ملابس الشيوخ، وأنه أصبح منذ ذلك اليوم "افنديا".