كنا قد أثرنا في مرات عديدة، عبر منصة فيتو، أزمة متاهة القاهرة، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، بعد سلسلة المشروعات المتتالية لفتح الطرق وربط أجزاء ونواحي العاصمة بعضها ببعض، ورغم التنويه مرات عديدة أيضا عن ضرورة إدخال تحسينات وتغييرات جذرية علي اللافتات الإرشادية التى تعد بمثابة خريطة واقعية لجغرافيا القاهرة المجددة، إلا أن أحدا لم يتحرك، على الأقل من جانب رؤساء أحياء كل منطقة، جنوبية أو شمالية، شرق القاهرة أو غربها. القاهرة التى كنا نعرفها لم تعد كذلك، فالكباري والمسارات والتفريعات تتفشى في جسم العاصمة كما الشرايين والأوردة، وهذا جيد ومحمود ومطلوب، لكن وجود لافتات إرشادية غبية مضللة يقود إلي نفس ما كان الرئيس السيسي يتحدث عنه زمان قبل إطلاق حملة الرصف وفتح الطرق ومد الجسور.. فقد قال الرئيس وقتها إن تعطل المرور بسبب تكدس آلاف السيارات يؤدي إلى خسائر ضخمة، من استهلاك بنزين، وتهالك قطع غيار، ناهيك عن الوقت المهدر في الانتظار أو السير كالسلحفاة.. حسنا لم يعد هناك سير سلحفاة، إنما صار هناك بنزين يهدر ووقت يتبدد.. لماذا لأن مخططي الطرق وبخاصة في مدينة نصر وشوارع مصطفي النحاس ومكرم عبيد وغيرهما من الشوارع المتمددة طولا لم يجددوا الاشارات الارشادية، وجعلوا الدورانات بعيدة جدا وعلي مسافات تستهلك وتهلك السائق والسيارة.
والحق أني أكتب اليوم من واقع تجربة مؤلمة وقعت لي ظهر أمس، فقد كانت لي حاجة أصلحها في شارع مصطفي النحاس، وكنت أعرف طريقي إلي هذا الشارع والمحل الذي أريده، فسلكت الأوتوستراد وبعد نادي المقاولون انتصبت أمام عيني لافتة تقول إلى مصطفي النحاس، درت مع الطريق ودخلت مع اللافتة، فاذا بعد مئات الأمتار أمام كوبري، وحارة جانبية، ولا توجد لافته تنهيك عن خطأ الاختيار.. فاخترت الكوبري، وكأنه قادني إلى قارة أسيا فجأة.. طريق ممتد مفتوح متمدد، بلا أي لافتات تؤكد أنك في سبيلك إلى المرحوم مصطفي النحاس.. قادني الطريق الملعون إلي الدائرى فعدت إلى طريق المعادي وسلكت منزل مدينة نصر من عند نفق العين السخنة.. وانطلقت مطمئنا، وهنالك أيضا لافتة تفتح على طريقين لا تعرف أيهما الذي يجب أن تسلكه، والذي يغيظك جدا أن اللافتات صارت معلقة على ارتفاعات يصعب قراءة التفاصيل ولذلك ستجد كثيرين من قادة السيارات يتريثون قريبا من اللافتة، أو تحتها ليقرروا أي طريق يسلكون. المهم وجدتني على محور أبي شينزو، وظللت أمضي فيه بلا هوادة فأخذني بعد هلك أعصاب وبنزين وقدمين، إلى صينية وأنت وبختك، هل تمضي يمينا إلى الطريق إلى السويس، أم تمضي حولها فتجد نفسك عائدا. إذ تجد لافتة مكتوبة علي إستحياء. تعود بك إلي ذاكر حسين، لعنت، الحقيقة لعنت ووصفت مخطط الطرق بالغبي الأحمق.. ومشيت فإذ بي أجد المرحوم مصطفي النحاس، مضيت فيه وكلي شك في أنني على الطريق المنشود، ركنت وسألت فأكد لي المارة أنني فعلا في قارة أفريقيا، وركبت كوبري وراء كوبري من بعد كوبري، حتى إذا نظرت وأنا فوق الكوبري هتفت إذ وجدت المحل ضالتي، تحت الكوبري علي اليمين.
كان لابد أن أنزل من الكوبري وأعود ألف من تحته لأعود إلى الناحية الأخرى. وهنا تتجلى بحق عبقرية المهندس الذي خطط، إذ لا دوران إلا بعد كيلومترات، تهلك فيها بنزينا وقطع غيار وأعصابا وأطراف جسمك المتوتر المشدود.
.. ووباء المخدرات المنتشر! شيء من الانضباط ! اخترت أن أركن بعد نزولي من الكوبري بحوالي نصف كيلو وحسنا أن وجدت مكانا أرمي فيه سيارتي.. تنفست نفسا عميقا لأسترد طاقتي وصبري، وقطعت أكثر من كيلو متر مشيا تحت وهج الشمس، ووسط صراخ الكلاكسات، أطلع رصيف وأنزل عن رصيف، احتلته المحال بالمقاعد والحواجز والترابيزات وسيارات فوق الرصيف. أحرقت بنزين أعصابي أمس، لكن الحق يقال لم أكف لحظة عن لعن الغبي الأحمق واضع اللافتات التضليلية، جعلها الله من نصيبه! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا