تفاءل المنتجون بموسم عيد الفطر السينمائي بعد أن تخطت إيرادات فيلم "قلب الأسد" في اليوم الأول لعرضه المليون جنيه، إلا أن هذا التفاؤل لم يستمر كثيرًا، حيث جاءت الظروف السياسية بما لا تشتهي شركات الإنتاج بعد قرار فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، والذي كان عقب انتهاء عيد الفطر بأيام قليلة، ومع إعلان حظر التجوال أغلقت دور العرض السينمائي أبوابها ولم تستقبل إلا حفلة واحدة يوميًا، مما أثر سلبًا فى الإيرادات بشكل كبير، وتسبب في خسائر فادحة لشركات الإنتاج التي أعلنت حالة الحداد على وفاة أعمالها السينمائية. إيرادات السينما انخفضت في موسم عيد الفطر نحو 24 مليونًا و89 ألف جنيه مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ إجمالي إيرادات أفلام العيد في أيام العرض الأولي 11 مليونًا و574 ألف جنيه، في الوقت الذي حققت فيه الخمسة أفلام الأولى في العام الماضي 35 مليونًا و663 ألف جنيه. سيد فتحي مدير، عام غرفة صناعة السينما، حمل جماعة الإخوان المسلمين مسئولية خسائر السينما في هذا الموسم كونهم كانوا مصدر القلق في الشارع المصري بمسيراتهم غير السلمية واعتصاماتهم المستمرة، مستدركًا أن نزيف الخسائر بدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويشمل إلى جانب الخسائر المادية التقنيات ومستوى الأفلام، بالإضافة إلى خسارة الجمهور. وأضاف فتحي أن هناك "سوء حظ" كبيرًا يواجه السينما المصرية مع المسئولين، حيث إنه تم تقديم عدد من البلاغات للنائب العام لإنقاذ السينما من أيدي من يدمروها، وعلي رأسهم أصحاب القنوات الفضائية التي تقوم بسرقة الأفلام، لكن يستخف بها على اعتبار أن هناك قضايا أهم من أزمة السينما. ورغم تعرض المنتج أحمد السبكي لخسائر فادحة هذا الموسم فإنه أكد أن مستقبل مصر السياسي أهم من كل المكاسب المادية التي سوف تعود عليه من الأفلام، حيث حقق فيلم "قلب الأسد" في أيام العيد 11 مليونًا و500 ألف جنيه قبل أن يتوقف نهر هذه الإيرادات بشكل كامل عقب الأحداث السياسية الأخيرة، الخسائر نفسها طالت فيلم السبكى الآخر "كلبي دليلي" الذي توقفت إيراداته. السبكي الذي قال إن حزنه الأكبر على الدماء التي سالت في الشارع المصري، شدد على عدم توقفه عن الإنتاج مهما كانت الظروف، وأنه سيشارك في موسم عيد الأضحى بعدد آخر من الأفلام. وفى نفس السياق قال عوض ماهر -المنتج الفني لفيلم "البرنسيسة" الذي تم عرضه في موسم عيد الفطر- إن خسائر الشركة تجاوزت 7 ملايين جنيه حتى أنه لم يحقق سوى مليون جنيه حتى الآن، محملًا الإخوان مسئولية هذه الخسائر وكل الأضرار المادية التي لحقت بالسينما منذ عام كامل كونهم قضوا على السينما مثلما قضوا على الرياضة في مصر. ولم يكن حظ شركة "نيو سينشري" أفضل من حظ السبكى، حيث شاركت الشركة بفيلمين؛ "توم وجيمي" للفنان هاني رمزي و"نظرية عمتي" للفنان حسن الرداد، فلم تتجاوز إيراداتهما 3 ملايين جنيه رغم أن تكلفة إنتاجهما تجاوزت ال 13 مليون جنيه، الأمر الذي دفع مسئولي الشركة إلى التفكير في تأجيل إنتاج بعض الأعمال الفنية كان من المفترض تصويرها خلال الفترة المقبلة وعلى رأسها فيلم "القشاش".