استحوذت "مذبحة الغوطة"، التي استخدم فيها نظام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، علي اهتمام صحف لبنان الصادرة اليوم الخميس. وقالت صحيفة "السفير" اللبنانية، لقد صدم المشهد السوري، أمس، الملايين حول العالم، خاصة أن بين الجثث الملقاة، الكثير من الأطفال، غزت القلوب، مشيرة إلى أن الجدل بشأن الحجم الحقيقي لعدد الضحايا الذين تراوحت التقديرات حولهم من 1300 نزولاً إلى نحو 130 ضحية، لم يخفف الجدل لا من هول الصدمة ولا الخوف، مما تعنيه الجريمة، سواء على الصعيد الإنساني أو على الصعيد السياسي. ولفتت الصحفية إلى أنه بينما كانت تتوارد أنباء المجزرة الأخرى التي ارتكبت في منطقة ريف اللاذقية والتي اتهمت المعارضة المسلحة بارتكابها ويُعتقد أن 200 شخص راحوا ضحيتها، طغت الصور الواردة من منطقة الغوطة على المشهد السوري، بعد الاتهامات التي وجهتها المعارضة للنظام السوري بتنفيذ هجوم كيميائي، لم تعرف طبيعته المحددة ولا كيفية تنفيذه. واعتبرت الصحيفة أن الاستغلال السياسي للمجزرة وهي ليست الأولى خلال الحرب في سوريا وعليها يتعاظم، حيث كان من اللافت للنظر أن الولاياتالمتحدة وفرنسا وهما تدينان المجزرة تجنبتا اتهام النظام السوري بارتكابها على الرغم من أنهما حمّلتاه مسؤولية ضرورة تسهيل التحقيق الدولي في الهجوم. ولفتت أيضا إلى وقوع «الهجوم الكيميائي» في الوقت الذي يتواجد فيه فريق التحقيق الكيميائي التابع للأمم المتحدة في دمشق التي وصلها قبل ثلاثة أيام، حيث كان يتواجد في فندق لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن مشنطقة الغوطة. من جانبها ، قالت صحيفة النهار إنها علمت من ديبلوماسيين في نيويورك أن ممثلي البعثات الدبلوماسية لكل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ولوكسمبورج وأستراليا وجهوا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون طالبوا فيها بأن تتولى مهمة تقصي الحقائق عن الادعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة آكي سالستروم، والتي باشرت مهمتها في دمشق، فتح تحقيق فوري فيما يمكن أن يكون أكثر الحوادث دموية في الحرب السورية المستمرة بلا هوادة منذ نحو 30 شهراً. أما صحيفة المستقبل ، فقد لفتت إلى بيان رئيس الوزراء الأسبق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي رأى أن مجزرة الغوطة التي أوقعتها قوات بشار الأسد بمئات الأطفال والنساء والأبرياء من أبناء الشعب السوري في ريف دمشق، تتساوى في ذلك مع أخواتها من المجازر الشهيرة في التاريخ الإنساني، من أيام هولاكو وهتلر ومجازر رواندا وبروندي والبوسنة إلى مذابح الهاجاناة في فلسطين وصبرا وشاتيلا. وقالت، إن المشكلة ليست فقط في بشار الأسد الذي فَقَدَ أي إحساس إنساني تجاه شعبه وأبناء ملّته، بل هي تكمن أيضاً في المجتمع الدولي الذي يتيح لمجرم دمشق التمادي في ارتكاب المجازر والتدمير المنظّم للمدن السورية وتاريخها العريق.