التأثير النفسي لتعرض الطفل للاغتصاب، موجة من الغضب الممزوج بالخوف تجتاح المجتمع المصري، بعد حادث اغتصاب الطفل ياسين الذي لم يتجاوز عامه السادس، وتعرض لاغتصاب شرس داخل المكان الذي من المفترض أنه مكان لحمايته وأمانه، وهو الحضانة، من قبل أحد الرجال العاملين به، وعلى علم من المديرة والمربية. تحقيقات موسعة في واقعة إقدام شاب على اغتصاب ابنة خالته بالهرم تفاصيل إحالة بلوجر وصديقها للجنايات لاتهامهما بترويج مخدر اغتصاب الفتيات وتُعد جريمة اغتصاب الأطفال من أبشع الجرائم الإنسانية، لما تتركه من آثار نفسية مدمرة على الضحية، قد تمتد مدى الحياة إن لم تُعالج بشكل علمي ودقيق. فالطفل، ببراءته وعدم إدراكه الكامل للعالم من حوله، يكون أكثر عرضة للانهيار النفسي عندما يتعرض لانتهاك كهذا، حيث لا يقتصر الألم على الجسد فقط، بل يتغلغل إلى أعماق النفس والعقل، مشكلًا ندوبًا خفية قد تحدد مسار حياته ومستقبله. أشار الدكتور أحمد فهمي استشاري الطب النفسي، إلى أن اغتصاب الطفل جريمة مزدوجة الأذى، تلحق بجسده ضررًا فوريًا، وبنفسه ضررًا عميقًا قد لا يلتئم إلا بالدعم الصحيح والتدخل العلاجي المكثف. أضاف الدكتور أحمد، أنه كلما سارع المجتمع في كشف مثل هذه الجرائم والتعامل معها بمسؤولية، ازدادت فرص شفاء الأطفال الناجين، وتمكنوا من استعادة حياتهم ومكانتهم كأفراد فاعلين وأصحاء نفسيًا، فحماية الطفولة هي مسؤولية جماعية لا تحتمل التأجيل أو الإهمال.
تأثير حوادث الاغتصاب على ضحاياه من الأطفال
اغتصاب الطفل ويستعرض الدكتور أحمد في السطور التالية، مدى تأثير حوادث الاغتصاب على ضحاياه من الأطفال.
أولًا: الصدمة النفسية الفورية عند يتعرض الطفل للاغتصاب، تكون الصدمة النفسية حادة ومفاجئة، يصاحبها شعور بالخوف الشديد، والارتباك، وعدم الفهم لما حدث. الطفل لا يملك الأدوات العقلية أو النفسية لمعالجة هذا النوع من الاعتداء، مما يؤدي إلى حالة من الذهول أو التجمد النفسي، وقد يدخل في حالة من الإنكار أو الانفصال عن الواقع، وهي آلية دفاعية للعقل الباطن لمحاولة تحمل الألم. في كثير من الحالات، لا يتمكن الطفل حتى من التعبير بالكلمات عما جرى له.
ثانيًا: فقدان الثقة بالآخرين يتسبب الاعتداء الجنسي في تدمير قدرة الطفل على الثقة بالآخرين، خصوصًا إذا كان المعتدي شخصًا قريبًا منه أو موضع ثقة. هذا الانهيار في الإحساس بالأمان يؤدي إلى مشاكل اجتماعية لاحقة، حيث يجد الطفل صعوبة في بناء علاقات صحية مع الآخرين، وقد يصبح أكثر انعزالًا، أو على العكس، قد ينخرط في سلوكيات اجتماعية مفرطة غير آمنة بحثًا عن تعويض الشعور بالحب والأمان المفقود.
ثالثًا: الشعور بالذنب والخجل من أكثر الآثار النفسية المؤلمة للطفل المغتصَب هو الإحساس بالذنب، إذ قد يظن أن ما حدث له كان بسبب خطأ ارتكبه، أو نتيجة لسلوك معين صدر عنه. هذا التفكير المدمر يغذيه الجهل أو التعامل الخاطئ من البيئة المحيطة، وقد يرافقه شعور بالخزي والدونية، مما يؤثر سلبًا على تقديره لذاته، ويجعله يشعر بأنه شخص "قذر" أو "غير مستحق للمحبة والاحترام".
رابعًا: الاضطرابات النفسية والسلوكية مع مرور الوقت، قد تظهر على الطفل أعراض اضطرابات نفسية متعددة نتيجة للصدمة، مثل: اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD)، حيث يعاني من كوابيس متكررة، أو ذكريات قهرية مؤلمة للحادث، أو شعور دائم بالتهديد والخطر. الاكتئاب، والذي قد يظهر على شكل حزن مستمر، فقدان الاهتمام بالأشياء التي كان يستمتع بها سابقًا، أو التفكير في الانتحار. القلق واضطرابات النوم، حيث يصاب الطفل بالأرق، أو الخوف من الظلام، أو الخوف من البقاء وحيدًا. اضطرابات السلوك، مثل العدوانية الشديدة، أو الانطواء والعزلة، أو تراجع المستوى الدراسي المفاجئ.
خامسًا: التشويه في مفهوم الهوية الجنسية يتعرض الطفل المغتصب لتشويه عميق في فهمه لجسده، وحدود الآخرين، ومفهومه للحميمية والعلاقات. قد يعاني من اضطرابات في الهوية الجنسية لاحقًا، أو قد تتطور لديه سلوكيات جنسية غير ملائمة لعمره، سواء بمحاولة تقليد ما تعرض له، أو بالخوف المرضي من أي اقتراب جسدي.
سادسًا: الآثار بعيدة المدى ولفت الدكتور أحمد، إلى أنه إذا لم يتلقَّ الطفل العلاج النفسي اللازم، قد تستمر آثار الاغتصاب حتى سن البلوغ والرشد، وتؤثر على مسار حياته بالكامل. فالبالغون الذين تعرضوا لاعتداءات جنسية في طفولتهم غالبًا ما يعانون من: صعوبة في إقامة علاقات عاطفية مستقرة. ميول إلى تعاطي المخدرات أو الكحول كوسيلة للهروب من الألم النفسي. مشاكل مزمنة في تقدير الذات والهوية. تكرار أنماط العلاقات المسيئة أو الوقوع ضحية للاستغلال مرة أخرى.
أهمية التدخل العلاجي المبكر لا يمكن المبالغة في أهمية التدخل العلاجي المبكر للطفل الذي تعرض للاغتصاب. العلاج النفسي يمكن أن يساعد الطفل على: استيعاب ما حدث بطريقة صحية ومناسبة لعمره. استعادة الشعور بالأمان والثقة بنفسه وبالآخرين. تعلم مهارات التعامل مع المشاعر الصعبة والتغلب على أعراض الصدمة. بناء صورة ذاتية إيجابية تمنحه فرصة للنمو النفسي السليم.
دور الأسرة والمجتمع الأسرة هي خط الدفاع الأول لحماية الطفل ومساعدته على التعافي. يجب على الأهل أن يُظهروا دعمًا غير مشروط، وأن يصدقوا رواية الطفل، وأن يتجنبوا إلقاء اللوم عليه بأي شكل من الأشكال. كذلك، على المجتمع أن يوفر أنظمة دعم متكاملة تشمل التوعية، والخدمات النفسية، والحماية القانونية للأطفال. كما أن نشر ثقافة احترام الطفل وحمايته من كافة أشكال العنف، والاهتمام بالتربية الجنسية السليمة المناسبة لكل مرحلة عمرية، يعد أمرًا ضروريًا لمنع مثل هذه الجرائم والحد من آثارها.
تأثير أخبار اغتصاب الاطفال على اي طفل يشاهدها
اغتصاب الاطفال ومن جهة أخرى، أوضح الدكتور أحمد، أنه عندما يشاهد أو يسمع الطفل عن حوادث اغتصاب أطفال آخرين، سواء عبر الأخبار، وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال حديث الكبار، فإن ذلك قد يسبب له تأثيرات نفسية سلبية كبيرة، حتى لو لم يتعرض شخصيًا للاعتداء. من أبرز هذه التأثيرات:
1. الشعور بالخوف وانعدام الأمان قد يشعر الطفل فجأة أن العالم مكان خطير، وأنه قد يتعرض لنفس المصير. هذا قد يولد لديه خوفًا مفرطًا من الغرباء، أو حتى من أشخاص يعرفهم، ويضعه في حالة قلق دائم. قد يبدأ الطفل برفض الذهاب إلى المدرسة، أو النوم بمفرده، أو الخروج من المنزل.
2. القلق العام واضطرابات النوم الطفل قد يعاني من كوابيس مرتبطة بالحادثة التي سمع عنها، أو من صعوبات في النوم بسبب الشعور بالخوف والقلق. وقد يستيقظ ليلًا منزعجًا، أو يخشى الظلام أو المكوث وحده.
3. التشويش في فهم الحدود والعلاقات سماع أخبار الاغتصاب قد يربك الطفل حول طبيعة العلاقات الآمنة وغير الآمنة. قد يصبح حذرًا بشكل مبالغ فيه، أو يختلط عليه الأمر بين اللمسات العادية واللمسات المؤذية، مما قد يؤثر سلبًا على نموه العاطفي والاجتماعي.
4. ظهور مشاعر الحزن أو الغضب قد يحزن الطفل بشدة ويتعاطف مع الضحية، أو قد يشعر بالغضب تجاه فكرة وجود أشرار قادرين على إيذاء الأطفال. في بعض الحالات، قد يظهر سلوكه هذا الحزن أو الغضب من خلال البكاء المفاجئ أو التصرفات العدوانية أو العزلة.
5. تراجع الإحساس بالثقة في الكبار عند سماع مثل هذه القصص، قد يبدأ الطفل في الشك بثقة الكبار عمومًا، حتى لو كان الأشخاص حوله محبين وآمنين. هذا قد يصعب عليه بناء علاقات طبيعية لاحقًا.
6. طرح أسئلة صادمة أو مبكرة عن الجنس والعنف أحيانًا، يبدأ الطفل في طرح أسئلة محرجة أو مبكرة عن العلاقة الجنسية أو العنف، لأنه يحاول فهم ما سمعه أو رآه. وهنا، يكون تعامل الأهل الحذر والواعي ضروريًا حتى لا تتشكل لديه مفاهيم خاطئة أو مشوهة.
7. إمكانية تطور اضطراب الكرب التالي للصدمة (حتى من دون التعرض المباشر) في بعض الحالات الحساسة، خاصة إذا كان الطفل صغير السن أو لديه استعداد نفسي، قد يطور أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD)، رغم أنه لم يتعرض للاعتداء مباشرة، فقط بسبب مشاهدته أو سماعه لأخبار مرعبة.
كيف نحمي الأطفال من هذا التأثير؟
وعن كيفية حماية الأطفال من هذا التأثير، أوضح الدكتور أحمد بعض النقاط في السطور التالية. تصفية المعلومات: يجب ألا يتعرض الأطفال للأخبار العنيفة والمخيفة، خصوصًا عبر التلفزيون أو الإنترنت. التحدث مع الطفل بلغة مناسبة لعمره: إذا سمع الطفل خبرًا مقلقًا، يجب التحدث معه بهدوء وتقديم المعلومات بطريقة بسيطة ومطمئنة، مع التأكيد أن الكبار موجودون لحمايته. طمأنته باستمرار: مهم أن نؤكد للطفل أن هناك إجراءات وقوانين لحمايته، وأنه يستطيع التحدث عن أي شيء يقلقه دون خوف. مراقبة سلوك الطفل بعد تعرضه لهذه الأخبار: الانتباه لأي علامات قلق أو تغيرات سلوكية، والتعامل معها مبكرًا. طلب المساعدة النفسية عند الحاجة: إذا لاحظ الأهل أن الطفل متأثر بشدة أو ظهرت عليه أعراض مستمرة للقلق أو الخوف، من الأفضل استشارة متخصص نفسي للأطفال.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا