صدر كتاب "النقد الفني.. دراسة جمالية" تأليف جيروم ستولنيتز في سلسلة مكتبة الاسرة ترجمة دكتور فؤاد زكريا. ويستعرض الكتاب دائرة واسعة من الفنون المختلفة التي أبدعها الإنسان عبر العصور المختلفة وتعتبر لونا رفيعا من ألوان الثقافة الإنسانية مثل الرسم والنحت والغناء والزخرفة والعمارة وصنع الفخار والتمثيل والنسيج والموسيقى والباليه وغيرها من الينابيع الفنية التي تعبر عن عالم وواقع يدلان على حضارة وحياة وأمم وتسعى لنشر الوعي بالخبرة الجمالية لدى المتلقي الذي يتابعها بشغف كبير فالفنون على اتساع رقعتها لم تعد غذاء روحيا فقط وإنما تعد حاجتنا إليها كحاجتنا للطعام والماء بل وللهواء أيضا. واشتمل الكتاب الذي صدر في 752 صفحة من الحجم الكبير على ستة أبواب الأول "التجربة الجمالية" على ثلاثة فصول الفصل الأول في دراسة علم الجمال فيما تناول الفصل الثاني الموقف الجمالي وتناول الفصل الثالث التجربة الجمالية. وجاء الباب الثاني عن "طبيعة الفن" تناول.. الابداع الفني ونظرية المحاكاة والنظرية الشكلية والنظرية الانفعالية ونظرية الجمالي الفني. وجاء في الباب الثالث " تركيب الفن" عن المادة والشكل والتعبير، ومشكلات في علم الجمال"، والقبح في الفن، و"التراجيديا والكوميديا. والحقيقة والاعتقاد في الفن، والفن والاخلاق، وتقدير الفن، والتجربة الجمالية والتقدير والنقد، ومعنى حكم القيمة وتحقيقه. واختتم الكتاب بالباب السادس "النقد" وتناول أنواع النقد، والوظيفة التربوية للنقد. ويقول الدكتور فؤاد زكريا ان المؤلف ستولنيتز قادر على إقناع أي قارئ بأن البحث الفلسفي والجمالي في مشكلات الفن له قيمته لا من حيث انه تحليل فكري فحسب بل لأنه يزيد من استمتاعنا بالموضوعات الفنية ويوسع فهمنا لها ويفتح أمام الناقد والمتذوق آفاقا جديدة يطل منها على ميدان الفن. ويؤكد أن المؤلف يؤكد بإلحاح ضرورة اتخاذ العمل الفني ذاته محورا لكل ما يقال في ميدان النقد وأساسا لكل تذوق ومعلومات قيمة ومن التحليلات العميقة ما يجعله ذا فائدة غير قليلة للباحث والقارئ المثقف فضلا عن الطالب وفي اعتقاد الدكتور زكريا أنه لو تنبه المشتغلون بالفن ممارسة ونقدا وتذوقا إلى هذا الكتاب وتعمقوا في قراءته لساعد على تبديد كثير من الاوهام التي ترسبت طويلا في النفوس واكتساب تفكيرهم وتعبيرهم وحديثهم في هذا الميدان مزيدا من العمق.