على الرغم من التحركات السياسية والعسكرية الأمريكية السريعة تجاه الشرق الأوسط، لم يتضح بعد ما هي الاستراتيجية الشاملة التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب. فهل هناك تناقض أساسي وراء سياسات الرئيس ترامب، الذي يطمح أن يكون رجل سلام، وتبنيه لاستخدام القوة العسكرية لتحقيق هذا السلام، وتعارض ذلك مع ما يحمله هذا التوجه من كوارث إنسانية؟ لكن الولاياتالمتحدة تواجه ثلاثة تحديات رئيسية في المرحلة الحالية في الشرق الأوسط، وفقًا لتصريحات الرئيس ترامب ووزرائه ومساعديه.
التحدي الأول هو إيران، وماذا يمكن أن تقوم به الولاياتالمتحدة لإرغام إيران على إلغاء برنامجها النووي. والتحدي الثاني هو بقايا أذرع إيران، وخصوصًا الحوثيين؛ حيث صرح الرئيس ترامب بأنه سينهي دورهم في تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
أما التحدي الثالث فهو غزة ومستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والعربية عمومًا.
وقبل زيارة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، التي أعلن أنها ستشمل المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، فإن الاستراتيجية الأمريكية تمر بمرحلة حرجة وخطيرة، وليس هناك وضوح في الرؤية فيما يمكن أن يتمخض عنها. كل هذا يأتي في سياق صراع تجاري بين أمريكا ومعظم دول العالم، وانخراط الدبلوماسية الأميركية في محاولة لإنهاء حرب أوكرانيا، وأيضًا تناسي ما يحدث في أماكن أخرى بالعالم، وخصوصًا الشرق الأوسط، منها مشاكل السودان وسورية.
ويبدو الخطر الأول من أن الولاياتالمتحدة تستخدم العصا والجزرة مع إيران وتهدد بالحرب، وترسل حاملات طائرات إلى جانت طائرات «ب52» وقدرات عسكرية أخرى لمحاصرة إيران ومواجهة تهديداتها في الخليج، لكن هذه التهديدات تصل إلى سياسة حافة الهاوية، والتي يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة، وهو ما لا أعتقد أن الولاياتالمتحدة مستعدة له في هذه المرحلة الحرجة، ولكنها قد تنزلق إليه، ومن ثم تترك آثارًا مدمرة على المنطقة كلها. أما بالنسبة لغزة وإسرائيل فمن الواضح أن الإدارة الأميركية تريد أن تقوم إسرائيل بمهمة تفريغ غزة تدريجيًا من السكان عن طريق الهجرة الطوعية وتحت نيران الحرب المستعرة هناك، وبالتالي فإنها تترك الأمور في أيدي حكومة نتنياهو ومجموعته اليمينية.
ورغم أن هذا سيكون أقل تكلفة بالنسبة للولايات المتحدة على المدى القصير، إلا أن التكلفة السياسية ستكون عالية؛ حيث لن يكون هناك استقرار في المنطقة من خلال السلام الذي تسعى واشنطن لتحقيقه بين الأطراف العربية وإسرائيل، خصوصًا في ضوء تحركات تل أبيب العسكرية في سورية ولبنان وعلى حدود مصر.
وتحدث المعلقون السياسيون الأمريكيون عن أن هناك غيابًا واضحًا للاستراتيجية الأميركية في هذه القضية المعقدة، ربما كان الأمر الأكثر وضوحًا هو تحليل مبعوث ترامب للشرق الأوسط ويتكوف، ولكنه لم يصل لصورة واضحة حول استراتيجية ترامب وإدارته للمنطقة، خصوصًا ما بعد الحرب.
وبالنسبة لليمن فإن الانتقادات تتصاعد في الإعلام الأميركي عن التكلفة العالية للهجوم على اليمن ومحدودية أثره على قدرات الحوثيين.
وما زالت الإدارة الأمريكية تتحدث عن أنها ستنهي قدرات الحوثيين، ولكن التحدي الحقيقي الذي يواجهها هو كيف تسيطر على الأرض، وحتى الآن لم تتبلور استراتيجية أمريكية لدعم قوات الحكومة اليمنية الشرعية لاستعادة الأرض من تحت أقدام الحوثيين.
وهنا يتضح أن التطور الاستراتيجي الأمريكي يتأثر فقط بالاعتبارات والضغوط الإسرائيلية ومعايير الربح المالي في التعامل مع دول الخليج، لكن هناك غيابًا تامًا تقريبًا للاعتبارات العربية، وهو ما يستدعي القول إن أي ترتيبات ستصل إليها الولاياتالمتحدة في المنطقة ستكون قصيرة الأجل ما لم تأخذ في اعتبارها المصالح الفلسطينية والعربية عمومًا، فالوضع في المنطقة أكثر تعقيدًا من السيطرة عليها عسكريًا وتحييد القوى الرئيسية فيها.
هناك قوى شعبية غير راضية عن هذه التطورات، هنا تأتي أهمية تحرك الدبلوماسية العربية الجماعية، سواء من خلال الجامعة العربية أو من خلال التحرك الثنائي للدول العربية مع الولاياتالمتحدة لإيضاح الموقف العربي وخطورة فرض الأمر الواقع على مستقبل المنطقة وعلى مستقبل السلام العالمي. وهنا يأتي أيضًا التناقض بين رغبة الرئيس دونالد ترامب في أن يكون رجل السلام وهو يتحرك في إطار الأمر الواقع. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا