صفحة لاذعة جدا بطعم الحياة الت ى يحياها حرافيش وفقراء هذا الوطن, ..من خلالها نستقبل رسائل المهمشين كى نعرضها على ولاة الأمر.. «لا منهم ولا كفاية شرهم».. هذا هو حال الإخوان ووصيفاتهما من الجماعات الإرهابية في مصر.. لا عاجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. احكموا ما بيحكموش.. اصلحوا حال البلد ما بيصلحوش.. اعملوا انتخابات رئاسية مبكرة ما بيعملوش.. طب امشوا ما بيمشوش.. فضوا الاعتصام ما بيفضوش.. كفاية كده صدعتونا ما بيكفوش!. أكتب هذه المقدمة «المكس» اللى فيها الحاجة و»العكس»، بعد أن قرأت تلك الرسالة التي وصلتنى هذا الأسبوع ضمن مجموعة رسائل كثيرة، والتي سأعرضها عليكم في السطور المقبلة، دون حذف أو إضافة، وإلى نص الرسالة: عزيزى الحرفوش الكبير.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. كان نفسى أقول لك مبروك لمصر بعد ما راح اللى راح.. فعلا كان هم وانزاح.. لكن للأسف فالدماء المتدفقة تمنعنى وتخدش حياء الفرح في قلبى.. اللهم أن صبرا يلوح في الأفق عندما أرى إصرار أبنائنا من رجال الشرطة والجيش يستبسلون لإعادة مصر لأهلها الطيبين. مصر التي سُرقت في غفلة من الشعب.. بعد أن تم الضحك على أبنائها واللعب بآمالهم باسم الدين.. أسمعك تهمس بأن الدين برىء من كل ما مررنا به خلال عام من حكم الإخوان.. وأنا أوافقك الرأى الهامس بخاطرك. تعلمنا من الإخوان خلال عام مضى أن نسمع الهمس ونتدبر الكلمات ونشك في النوايا ونفقد الثقة في بعضنا البعض.. حتى كدنا أن نفقد الانتماء للوطن.. وهذا ما كان يسعى إليه الإخوان الذين لا يؤمنون بفكرة الوطن. أكتب إليك يا عزيزى هذه الكلمات وأنا الحرفوش الفقير المطحون على مر السنين المتعاقبة.. إلا أن من جوعونى وأرهقوا معيشتى لم يتوانوا لحظة في رى هذا الانتماء للوطن حتى كبر وترعرع وبت أنا أزرع شتلاته في عقول وقلوب أبنائى من بعدى.. وهكذا توارثنا حب الوطن.. وهكذا كانت المهمة أصعب على الإخوان مما كانوا يتخيلون. فمن ذا الذي يستطيع نزع مصريتنا من قلوبنا حتى ولو كان متمسحا بالدين.. لكنى وأمثالى الحرافيش أرهقنا يا عزيزى من كثرة التظاهرات ووقف الحال.. فلا الشوارع أصبحت ممهدة للمرور ولا المصانع باتت قادرة على الإنتاج ولا الأبناء يستطيعون الصبر على وقف الحال. أنا يا عزيزى الحرفوش أكتب إليك هذه الرسالة من أقصى الصعيد بعد أن احترت في العودة للقاهرة.. فلا قطارات تعمل ولا مواصلات تأمن على نفسك أن تقطع هذه المسافة في ظل تلك الأحداث. جئت أنا إلى هنا كى أرى والدتى ووالدى اللذين أكل عليهما الدهر وشرب.. بعد أن وعدت أبنائى بأننى عائد بعد يومين أقضيهما في ظل بر الوالدين والإحسان إليهما.. إلا أن يومين ومن بعدهما أسبوع قد مر ولم تتحرك القطارات المتجهة للقاهرة. وطوال الأسبوع التمس العذر لمن قرر وقف حركة القطارات لمنع النزوح للعاصمة والحد من التظاهرات وفضها.. إلا أننى تعبت من إلحاح أبنائى في العودة لهم.. وما يتعبنى أكثر هو وصفهم لما يقع من أحداث عنف في الشوارع المحيطة بهم. لو كنت أملك سعر تذكرة الطائرة ما كنت تأخرت عنهم وما كنت انتظرت حتى أكتب لك هذه الرسالة.. لكن أمثالى يعيشون بثمن تذكرة الطائرة شهرا كاملا ومنها يدخرون.. هذا إن كانوا يمتلكون ثمنها. أعلم أن أحدا ليس له ذنب في هذا.. وأن الذنب كله يقع على هؤلاء الإخوان المتأسلمين.. الذين أخذوا فرصتهم كاملة حتى وصلوا إلى سدة الحكم.. فأصابتهم الدهشة وباتوا لا يصدقون ما هم فيه.. فتخبطوا بطول الجمهورية وعرضها.. آفة الإخوان أنهم لا يسمعون ولا يرون إلا أنفسهم وقادتهم العشوائيين. فلقد واتتهم الفرصة ليحكموا بلدا بحجم مصر إلا أنهم أرادوها محطة انطلاق لدولة الخلافة.. فتاهوا في محطة القيام وتعثروا في الوصول فلم يحكموا.. الجميع طلب منهم العمل على توفير حياة كريمة لأبناء الشعب.. وما سمعنا منهم سوى التشدق بكلمات انشائية.. ولم يوفروا لنا الحد الأدنى لما كنا نحلم به. العالم كله طلب منهم الانصهار في بوتقة الشعب وعدم اللهاث خلف مصالح شخصية.. فما رأينا منهم استجابة.. كانوا بنا يستهزئون.. حتى عندما أردنا أن نتظاهر ليصلهم صوتنا صموا آذانهم عنا ووصفونا بالبلطجية.. وصفونا بالبلطجة وامعنوا في الوصف.. ونسوا أنهم هم الإرهابيون.. طالبهم العالم بسماع صوت العقل واللجوء إلى انتخابات رئاسية مبكرة فرفضوا.. حتى كان ما كان. وجاد علينا الزمان بقائد مثل الفريق أول عبد الفتاح السيسى الذى أراد أن يجنب الشعب ويلات خوض معركة مع مجموعة من الإرهابيين والميليشيات.. ففوضناه.. إلا أنهم بعد أن تم مسح كرامتهم عادوا يبكون.. هم لا يبكون مصر كما يدعون.. ولا يبكون شعبها.. بل لا يبكون حتى أنفسهم.. هم فقط يبكون الحكم ومقعد الرئاسة الذي جاءهم على طبق من فضة. لم يستطيعوا حتى الجلوس على عرشه نتيجة طمعهم وغبائهم.. وها هم يعودون من جديد لبكائياتهم القديمة كى يستعطفوا الفقراء أمثالنا.. وهم لا يدرون أن مثلى -على سبيل المثال- بعيد عن أبنائه رغم أنفه بسببهم وبسبب تعنتهم. سيدى لا أدرى ما الذي أخذنى لكل تلك الفضفضة معك رغم أننى كنت أريد فقط أن أقول لك: أن تكتب للإخوان بأنهم لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. فهم كما يقال عنهم «مكس» الحاجة وعكسها!.