«يا فرحة ما تمت خدها المرشد وطار .. خدها الشاطر ومرسى ونوحوا يا ثوار .. وما تبكيش عليّ ياما .. ابكى حبايب الدار ..ابكى الشهيد ونوحى على المتصاب بالنار».. عدودة لكل مواطن ينعى بها ما آلت إليه حال الوطن .. تتبدل كلماتها بتطور الأحداث المتلاحقة بصفة يومية .. لكنها ما زالت لا تعبر عن المكنون .. عن الحال التى ساءت لدرجة أن السوء أصبح يغار منها بعدما تخطته بمراحل, كان آخرها إعلان الشرطة عن إضراب معظم ضباطها عن العمل, وإعلان أعضاء الجماعة الإسلامية عن أنهم قادرون على تولى تلك المسئولية.. أكتب هذه الكلمات بعد قراءتى لتلك الرسالة التى جاءتنى من أحد حرافيش هذا الوطن, وكانت كلماتها : عزيزى الحرفوش الكبير.. تحية طيبة وبعد .. هل رأيت وتابعت ما آلت إليه حال وطننا .. هل وصلك ان من كنا نصفهم بالإرهابيين جاء عليهم يوم ليطلون علينا ويعلنون أنهم قادرون على تولى مهمة الشرطة فى مصر؟! هل كنت تتوقع أن يأتى يوم ويظهر لنا نظام حاكم يحتمى بأناس كان النظام السابق يحبسهم فى المعتقلات ولا يأمن على الشعب منهم؟! يا عزيزى أرى مصر "تتأرهب"..ولو ما لكش فى المصطلحات دى أراها تلبس ثوب الإرهاب الذى تم نزعه عنها على مر التاريخ .. أيها الحرفوش الكبير.. أرى أمثالى وأمثالك من فقراء هذا الوطن ليس لهم ثمن ولا دية, طالما لم يصل الباغى الى مبتغاه .. فلا أحد يفكر فينا ولا فى حياتنا كيف نعيشها, طالما انه لم يرتح على مقعد الرئاسة .. وقال على رأى المثل ( جبتك يا مرسى تعيننى, لقيتك يا مرسى عايز تتعان) .. مرسى هذا الرئيس التائه الذى أمطرنا بالوعود البراقة وجعلنا نطمح فى حياة البنى آدمين, لنصحو على كابوس مفزع مفاده: لا أمن ولا أمان, طالما لم أشعر بالاستقرار على كرسى الرئاسة, وكأنه يوجه رسالة للحرافيش أن أعينونى على التمكين أعينكم على الحياة.. نسى مرسى وإخوانه أننا فقدنا على أيديهم معني الحياة, حتى أصبحت حياتنا بلا طعم ولا رائحة من هول ما نراه.. كنا لا نجد قوت يومنا, لكننا كنا ننام فى أمان, ونبحث عن القوت في قمامة الأغنياء فى أمان .. لكننا اليوم لا نأمن على أنفسنا, حتى فى الخروج للبحث بين المخلفات لنقتات .. أنا ياعزيزى أحد العاملين فى كل شيء وأى شيء طالما اننى سأعود فى نهاية اليوم وفى جيبى ثمن الطعام لأبنائى .. يعنى انا عامل باليومية .. ومنذ أن أغلقت أقسام الشرطة وأنا لا أستطيع الخروج من البيت ..وهذا ليس رفاهية, ولكن لأن أطفال المنطقة الشعبية التى أسكن فيها يتم خطفهم فى وضح النهار .. فهل لى أن اخرج لأحضر لهم ثمن الطعام وعند عودتي لا أجدهم فى المنزل ؟ ضع نفسك مكانى يا عزيزى ستجد أن الأمن أهم من الطعام وأهم من الحرية وأهم ايضا من العدالة الاجتماعية.. ضع نفسك مكانى وستشعر أن المرشد ومرسى وإخوانهم اخذونا لأبعد ما كنا نتخيل .. أخذونا الى حيث نقول لهم بالفم المليان: طبقوا قانون الطوارئ وافرضوا حظر التجوال .. لكن اتركوا لنا الأمان حتى نستطيع ان نطعم ابناءنا .. أكاد أقسم لك ياعزيزى أن كل ما يدور حولنا هو من صناعة الإخوان المسلمين -اى والله مسلمين وملتحين ومصلين- فالمتظاهرون هم .. والبلطجية هم .. والشرطة التى تقتل البلطجية منهم هم..والضباط المنسحبون من أقسامهم بأمرهم هم .. والضباط المصرون على التواجد بأقسامهم منهم هم.. ووزير داخلية الجميع وزيرهم هم .. فهم كلهم هم وزيتهم فى دقيقهم ..والدفاتر دفاترهم والورق ورقهم.. ومن يريد سرعة إجراء الانتخابات هم .. والذين حكموا بتأجيل الانتخابات قضاتهم هم .. والدستور الحاكم للبلاد من صناعتهم هم .. والذين يناقشون القوانين من مجلس شورتهم هم .. ولولا أننى أعلم الكثير عن جبهة الإنقاذ لقلت لك انها جبهتهم هم .. أما عن جبهة الضمير فهذه جبهتهم هم ..وأيمن نورها أيمنهم هم.. الجدير بالذكر يا عزيزى الحرفوش الكبير ان نصف الأحزاب التى تم انشاؤها عقب الثورة هى أحزابهم هم ..وقادتها منشقون عنهم هم .. ليعودوا بعد أن تكتمل المسرحية الى مرشدهم هم وجماعتهم هم داخل مكتب ارشادهم فى مقطمهم! أكتب لك ياعزيزى بصفتك حرفوشا مثلنا .. قد تشعر بما نشعر من لخبطة قد تبدو لك بين سطور رسالتى .. وكى تدلنا كيف نتعامل مع هؤلاء المردة من البشر الذين يلعبون بنا كما تلعب الشياطين بالبيضة والحجر.. ونريدك من خلال منبرك «فيتو» ان تقول لكل هؤلاء إننا قادمون غاضبون ثائرون!