«مريم أم الغلابة بلسم يشفي التعابى قدام الله تملي صلواتها مستجابة».. هكذا يتوسل إخوتى الحرافيش من المسيحيين بالسيدة العذراء مريم «رضوان الله عليها».. وأنا أيضا أتوسل بكل آيات القرآن وكل الأنبياء والرسل والأولياء وسيادة المرشد كمان، كى يرحمنا المولى عز وجل من هذا الفقر الدكر والعيشة الضنك التي أحياها ومثلى كثيرون من حرافيش هذا الوطن مسلميهم ومسيحييهم كانوا يأملون في الرئيس محمد مرسى، أن يكون هو البلسم الذي سيشفى أمراض الفقر التي ألمت بهم.. أن يكون هو المنقذ لنا من الانفلات الأمني الذي يهدد حياتنا.. أن يكون هو الحاكم العدل الذي لن نجوع تحت ظل حكمه أبدا.. إلا أن كل هذه الآمال والطموحات تحطمت على قضبان السكة الحديد صاحبة أعلى رصيد من الحوادث خلال الأيام السابقة، وأتارى عصاية الناجى التي أمسك بها الثوار ليست هى نفس العصا التي يمسكها مرسى اليوم.. وأتارى الزيت والسكر اللى أخدناه أثناء انتخابات الرئاسة طلع رشوة انتخابية من مشايخ الإخوان والسلفية.. وأتارى وعودهم بأن أيامنا كلها هتكون خير بمشروع النهضة الإخوانى طلعت زى كلام الليل المدهون بالزبدة يصبح عليه النهار يسيح .. رسالة هذا الأسبوع جاءتنى من أحد الحرافيش المتضررين من حوادث القطارات يقول فيها: «عزيزى الحرفوش الكبير.. أرسل لك هذه الرسالة وأنا أعلم أن المصريين وانت مثلهم ومثلى مشغولون بالجنود المختطفين وكيفية تخليصهم من أيدى الإرهابيين .. نعم هم إرهابيون مهما كانت مشكلتهم مع الرئاسة أو القضاء فعذرهم هذا أقبح من ذنبهم .. لكن دعنى يا سيدى آخذك إلى حيث لم تنتظر .. فهل تعلم يا سيدى أن حوادث القطارات مازالت هى هى لكن الأحداث المتراكمة على الساحة تجعل الإعلام مشغولا عنها .. أنا يا سيدى واحد من الحرافيش الفقراء الذين نسعى لقضاء مصالحنا اليومية أو الذهاب إلى أعمالنا من خلال هذه القطارات المتهالكة المكتظة بالركاب، ويضطر الكثيرون منا إلى الوقوف على أبواب القطار أو على جوانبه أو حتى «التسطيح» أعلى العربات أو على قاطرتها الرئيسية- الجرار يعنى يا عم الحرفوش- مما يهدد حياتنا بالخطر، إلا أننا نضطر لذلك لعدم وجود بديل يتمثل في وسيلة مواصلات آدمية، أو عدم قدرتنا على استقلال وسيلة مواصلات أكثر أمنا من قطارات الموت.. فهل بهذا نكون نحن من عرضنا أنفسنا للموت؟.. دعنى هنا أوجه سؤالى إلى سيادة الرئيس محمد مرسى، وهى فرصة إنى كاتبهالك بالنحوى.. هل نحن الحرافيش المسئولون عن تلك الحوادث التي تقتل أبناءنا أم أن المسئولين في ولايتك الإخوانية يا سيادة الرئيس هم من يعرضون حياتنا للخطر بانشغالهم بالانتخابات، والبقاء في الحكم أطول فترة ممكنة على حساب أرواحنا.. طب هل تعلم يا سيدى أن قطارات هيئة السكة الحديد المتهالكة والتي تفتقر لأي وسائل أمان أو خدمات للمواطنين هى التي تقتل أبناءنا- أبناء الفقراء فقط.. فالأغنياء لا يركبون قطاراتنا وأبناؤكم لا يعلمون عنها شيئا.. نحن نضطر في يوم الخميس مثلا إلى استقلال أحد قطارات الموت التي تنطلق من محطة مصر متجهة إلى محافظات الوجه البحري أو العكس، ونتيجة الزحام الشديد داخل القطار نقف على أبواب عرباته الخالية من الأبواب أصلا، ويقوم بعضنا بالنوم و«التسطيح» أعلى القطار، ويصل الأمر إلى الوقوف بين العربات وعلى جانبي قاطرته، وكل هذا ليس انتقاما من أنفسنا ولا هو كرها في الحياة أو الخروج عن المألوف.. فقط أملا منا في الوصول إلى وجهتنا، أو العودة إلى منازلنا لعدم وجود أي بديل أمامنا.. دماء أبنائنا تسيل على القضبان في عهدك يا بديل خيرت الشاطر.. فأنا لن أصفك بالاستبن كما يفعل القادرون.. فأمثالى لن يحميهم أحد إذا ما تطوع ملتحٍ من المحيطين بك برفع قضية سب وقذف، لأننى وصفتك بالاستبن مع أن كل الصحف والقنوات وصفتك بذلك.. لكن هؤلاء يجدون قوت يومهم ويركبون مواصلات آدمية بعكسنا نحن ضحايا عهد مبارك وضحاياك يا بديل الشاطر وكلمة المرشد العام لجماعة الإخوان السياسيين، فأنا لا أرى مبررا لاستحواذكم بلقب المسلمين.. فالمسلمون لا يظلمون ولا يجوعون شعبا بأكمله كى يأكلوا! تصور سيدى «الرئيس البديل» أن بعض أبنائنا يركبون هذه القطارات أملا في الموت ليهربوا من عيشة الضنك التي نحياها في عهدك ومن دنيا لا ترحم في عهدك ومن انتظار لرؤية النهضة التي وعدت بأن تكون في عهدك.. سيدى الرئيس محمد مرسى العياط.. أسرتى الغلبانة، كان كل أملها أن أحصل على معاش يقتاتون به وأنا بجوارهم نتقاسم لقمة العيش معا بدلا من اغترابى عنهم، كى أعمل في ورش القاهرة بعد أن أغلقت ورشنا ومصانعنا في الأقاليم عقب الثورة التي ركبتها انت وإخوانك السياسيون، الذين أرادوا احتكار كل شيء حتى الإسلام فلقبوا أنفسهم بالمسلمين.. أيها المسلمين ألم تأخذكم شفقة بنا نحن أسراكم وقاطنى دولتكم من الكفار ؟.. ألم يأن لنا أن نحيا حياة آدمية ونركب مواصلات آدمية وقطارات آدمية في عهدكم المصون؟ ماذا جنى أبناؤنا المجندون لحماية دولتكم، كى يموتوا بين قضبان السكة الحديد المتهالكة وانت تعرف مثلنا أنها متهالكة.. عام كامل من حكمك وانت تراها متهالكة، وترى دماءنا ودماء أبناء الغلابة والحرافيش من هذا الوطن تكسوها.. أيها الرئيس.. ألا تشعر بالحرافيش من أبناء وطنك؟! آمل ذلك يوما ما. فأنا والغلابة والحرافيش في انتظار نبوت الناجى كى ينجينا.. فهل سيكون بيدك أم بيد الحرافيش؟!.. انتهت رسالة الصديق الحرفوش وأستودعكم الله حتى الأسبوع المقبل.