عجيبٌ أمرُ ذلكَ الرئيسِ الأهوجِ، الذي لم يكُفَّ منذُ اللحظةِ الأولى لتوليِهِ مقاليدَ الحكمِ في أمريكا عن الهذاءِ، وكأنَّهُ يَمتلكُ سُلطةً تُغيِّرُ الكوكبَ، ويُجبِرُ العالمَ على الانصياعِ لقراراتِهِ غيرِ المدروسةِ التي تَفتقِدُ لأدنى درجاتِ الحِنكةِ أو الوعيِ السياسيِّ. المتدبِّرُ للقراراتِ والتصريحاتِ التي أصدرَها الرئيسُ الأمريكيُّ دونالدُ ترامبَ خلالَ 20 يومًا فقط (منذُ تولّيهِ السُّلطةَ في العشرينَ من ينايرَ الماضي) التي طالتْ، فلسطينَ المحتلَّةَ، والصينَ، وكندا، والمكسيكَ، وبنما، وجنوبَ إفريقيا، وإيرانَ، ودولَ الاتحادِ الأوروبيِّ، والمحكمةَ الجنائيةَ الدوليَّةَ، ومجموعةَ بريكسَ، وغيرَهُم، سوفَ يكتشِفُ وبسهولةٍ أنَّ جميعَها جاءَتْ فوقيَّةً وعدائيَّةً، وتَفتقِدُ للحدِّ الأدنى من الدراسةِ المتأنِّيةِ، وكأنَّهُ جاءَ لحشدِ رأيٍ عامٍّ مُعادٍ لأمريكا.
اللافتُ أنَّ الرئيسَ الذي يَفتقِدُ لأدنى درجاتِ الوعيِ السياسيِّ، لم ينتصِرْ منذُ جاءَ إلى السُّلطةِ سوى لإسرائيلَ، من خلالِ تصريحاتٍ هوجاءَ لا تَحمِلُ الحدَّ الأدنى من العدالةِ، وتُقرُّ باحتلالٍ غيرِ مشروعٍ، وتَنسِفُ قضيَّةَ شعبٍ عادلةً من جذورِها، من خلالِ دعوةٍ خياليَّةٍ لتهجيرِ ما يَزيدُ على مليوني فلسطينيٍّ من وطنِهِم الأمِّ إلى مصرَ والأردنِ، وتسليمِ قطاعِ غزَّةَ خاليًا من سكانِهِ جبرًا إلى الولاياتِ المتحدِةِ لإعادةِ تطويرِهِ.
الغريبُ أنَّ الرئيسَ الذي يَفتقِدُ لأدنى درجاتِ الحكمةِ، رغمَ وجودِهِ على رأسِ الحكمِ في أكبرِ دولةٍ بالعالمِ، لم يَلتفِتْ أنَّ دعوتَهُ الهُلاميَّةَ تَفتقِدُ لأدنى مبادئِ القوانينِ والمواثيقِ الدوليَّةِ، وقد تُحدِثُ انقلابًا سياسيًّا مُعاديًا لأمريكا وإسرائيلَ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ والعالمِ، لا سيَّما بعدَ الرفضِ المصريِّ الأردنيِّ للفكرةِ من الأساسِ، والإعلانِ رسميًّا وشعبيًّا عن رفضِ استقبالِ اللاجئينَ الفلسطينيينَ، أو المساهمةِ في إجهاضِ قضيَّتِهِم العادلةِ.
المؤسفُ أنَّ الرئيسَ المتعجرفَ، لم يَعِ أنَّ فكرتَهُ التي لاقَتْ رفضًا عربيًّا ودوليًّا وأمميًّا، لن تُزيدَ إسرائيلَ إلا عزلةً، وقد يَترتَّبُ عليها تبعاتٌ سياسيَّةٌ غيرُ محسوبةِ العواقبِ، فضلًا عن إحياءِ موجةٍ من العنفِ والإرهابِ تَطولُ المصالحَ الأمريكيَّةَ في العالمِ، وقد تَصِلُ إلى الداخلِ الأمريكيِّ ذاتَهُ.
الرئيسُ الأمريكيُّ الجاهلُ بالتاريخِ لم يُدرِكْ أنَّ المأساةَ الأمريكيَّةَ في فيتنامَ والصومالِ وأفغانستانَ والعراقِ من الممكنِ أن تتكرَّرَ في غزَّةَ، وأنَّهُ لو تمكَّنَ من تهجيرِ مليونِ فلسطينيٍّ طوعًا أو جبرًا، فلن يتمكَّنَ من تهجيرِ 1.2 مليونِ لغمٍ بشريٍّ فلسطينيٍّ سيَبقَونَ في غزَّةَ للقضاءِ على الحُلمِ الأمريكيِّ الإسرائيليِّ بنسفِ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، وإنشاءِ ريفييرا الشرقِ المزعومةِ.
الرئيسُ المُغيَّبُ رغمَ امتلاكِهِ لصناعةِ القرارِ في أقوى دولِ العالمِ، لم يَعِ أنَّ تصريحاتِهِ بشأنِ غزَّةَ سوفَ تُزيدُ الشرقَ الأوسطَ اشتعالًا، وتُغذِّي خططَ ومعتقداتِ اليهودِ القوميِّينَ المتطرِّفينَ في إسرائيلَ، بأحقيَّتِهِم المزعومةِ في كلِّ الأراضي الواقعةِ بين البحرِ المتوسِّطِ ونهرِ الأردنِ، باعتبارِها ملكيَّةً وهبَها اللهُ لهُم، بدليلِ خروجِ وزيرِ الماليَّةِ الإسرائيليِّ المتطرِّفِ سموتريتشَ للقولِ علنًا بعدَ تصريحاتِ ترامبَ: "أخيرًا سندفنُ فكرةَ الدولةِ الفلسطينيَّةِ بمساعدةِ اللهِ".
لقد غابَ عن الرئيسِ الأهوجِ، أنَّ تصريحاتِهِ غيرَ المدروسةِ أو القابلةَ للتطبيقِ قد تَنسِفُ بشكلٍ مباشرٍ كلَّ المساعي الدوليَّةِ لإقرارِ حلِّ الدولتينِ، وتُزيدُ من رغبةِ المقاومةِ في داخلِ وخارجِ غزَّةَ على الرَّدِّ، في ظلِّ الرعبِ الفلسطينيِّ من تكرارِ كابوسِ نزعِ الملكيَّةِ والتشريدِ والتهجيرِ الذي حلَّ بأكثرَ من 700 ألفٍ من آبائِهِم وأجدادِهِم جبرًا على أيديِ الإسرائيليِّينَ خلالَ نكبةِ 1948. ترامبُ الذي لا يُدرِكُ أبجديَّاتِ العملِ السياسيِّ، لم يَنتبِهْ إلى أنَّ دعوتَهُ اللا منطقيَّةَ لإفراغِ قطاعِ غزَّةَ من الفلسطينيينَ، سوفَ تَنسِفُ قواعدَ القانونِ الدوليِّ الدَّاعي لاحترامِ سيادةِ الدولِ، وتَمنحُ مبررًا صريحًا لروسيا للاستيلاءِ على أوكرانيا، وللصينِ للسيطرةِ على تايوانَ.
سياسة اللا منطق الأرقام الكارثية للجرم الصهيوني في غزة
يَبقَى القولُ، إنَّ دعوةَ ترامبَ الفاقدِ لأدنى درجاتِ قيادةِ دولةٍ بحجمِ أمريكا، قد خلقَتْ بمنطقةِ الشرقِ الأوسطِ حالةً من الاستنفارِ وعدمِ اليقينِ وفقدانِ الثقةِ في الولاياتِ المتحدِةِ، قد تَستمرُّ طويلًا، حتى وإن تراجعَ الرئيسُ الأهوجُ عن تصريحاتِهِ.. وكفى. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا