نسيبة بنت الحارث الأنصارية، أو أم عطية الأنصارية، وهي من الصحابيات الجليلات المجاهدات في سبيل الله، وهى امرأة من الأنصار، اشتهرت بكنيتها، أما اسمها فهو نسيبة بنت الحارث، وقيل نسيبة بنت كعب. شرفت أم عطية الأنصارية بصحبة النبي، والجهاد معه في سبيل الله، ونشر العلم والفقه بين المسلمين، فهى قد جمعت بين الصحبة والجهاد والعلم، وهذا شرف لم ينله إلا القليل من النساء، وهى التي غسلت زينب بنت النبي بعد موتها. خرجت أم عطية للغزو مع النبي سبع مرات، فكانت تداوي الجرحى، وتسعف المصابين، وتسقي العطشى، وتنقل القتلى إلى المدينةالمنورة. وبعد وفاة النبي انتقلت "أم عطية " إلى الإقامة في البصرة وكانت من الفقيهات الصحابيات وأخذ عنها كثير من أهل البصرة الفقه خاصة فقه الجنائز وغسل الميت. روت أم عطية عن النبي، وعن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وبلغ جملة ما روته (40) حديثا اتفق البخاري ومسلم على ستة منها، وللبخاري حديث ولمسلم آخر، وروى عنها أنس بن مالك، ومحمد بن سيرين، وحفصة بنت سيرين، وجماعة كبيرة من التابعين. ومما روته: عن أم عطية - رضى الله عنها - قالت "نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا " (رواه البخارى). وعن أم عطية - رضى الله عنها - قالت " أمر رسول الله أن تخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور " (الصحيحين).