أسلمت "الشفاء بنت عبدالله القرشية" قبل الهجرة فهى من المهاجرات الأوائل وبايعت النبي وقيل إنها كانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان النبي محمد يأتيها ويقيل عندها في بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشًا وإزارًا ينام فيه. وكانت الشفاء ترقي في الجاهلية، ولما هاجرت إلى النبي وكانت قد بايعته بمكة قبل أن يخرج، فقدمت عليه، فقالت: يا رسول الله، إني قد كنت أرقي برُقَى في الجاهلية، فقد أردت أن أعرضها عليك. قال: "فاعرضيها". قالت: فعرضتها عليه، وكانت ترقي من النملة، فقال: "ارقي بها وعلميها حفصة". وكان عمر بن الخطاب قد فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح، وأن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق، ومسكن سليمان بين المسجد والسوق، فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها: لم أر سليمان في صلاة الصبح! فقالت له: إنه بات يصلي فغلبته عيناه! فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح في الجماعة أحب إلى من أن أقوم ليلة. وكان عمر يقدمها في الرأي ويرعاها ويفضلها، وربما ولاها شيئا من أمر السوق. وعن محمد سلام قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدوية أن أغدي علىَّ. قالت: فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص ببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة، فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونه فأعطانيه، قالت: فقلت: تربت يداك يا عمر أنا قبلها إسلامًا، وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلى وجاءتك من قبل نفسها. فقال: ما كنت رفعت ذلك إلا لك، فلما اجتمعتما ذكرت أنها أقرب إلى رسول الله منك. وكانت الشفاء من رواة الأحاديث عن الرسول الكريم، فقال أبو خيثمة: رأت الشفاء بنت عبد الله فتيان يقصدون في المشي ويتكلمون رويدًا، فقالت: ما هذا؟ قالوا: نساك، فقالت: كان والله عمر إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهو والله ناسك حقًّا. بعض الأحاديث التي روتها الشفاء عن النبي: روى عن الشفاء بنت عبد الله وكانت امرأة من المهاجرات قالت: إن رسول الله سئل عن أفضل الأعمال، فقال: "إيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور". توفيت في زمن عمر بن الخطاب سنة عشرين بعد هجرة النبي.