في ظل الأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها ليبيا، تسعى العديد من الأطراف الداخلية والخارجية لإيجاد توافقات بين الفرقاء تمنع التصعيد. حيث تستضيف القاهرةوأنقرة عددا من كبار المسؤولين الليبيين في محاولة لإيجاد حل للأزمة بعد الاشتباكات الأخيرة في العاصمة طرابلس. في مصر وكشفت مصادر ليبية أن العاصمة المصرية تستضيف رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، بهدف إيجاد حل للمسائل الخلافية في القاعدة الدستورية للانتخابات. فيما تستضيف العاصمة التركية أنقرة، رئيسي الحكومتين المتنافستين عبدالحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، بهدف إيجاد حل لانقسام السلطة التنفيذية ومنع التصعيد. ويترقب الليبيون، بشيء من القلق، جولات ساستهم ما بين القاهرةوأنقرة، وسط تساؤلات عما يمكن أن تقدمه محادثاتهم لإنقاذ البلاد من "جحيم الصراع على السلطة" بين رئيسي الحكومتين المتنافستين عبدالحميد الدبيبة وفتحي باشاغا. في تركيا في إسطنبول التقى رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، وزيري الدفاع في تركيا خلوصي أكار، والخارجية مولود جاويش أوغلو، ورئيس المخابرات العامة هاكان فيدان، وقال المكتب الإعلامي للدبيبة إن هذا اللقاء يأتي في إطار توحيد الجهود الدولية والمحلية لدعم الانتخابات في ليبيا. فيما أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا، عن زيارة باشاغا إلى تركيا لبحث المسار السياسي وسبل التعاون بين البلدين بدعوة من الجانب التركي. وتأتي تحركات باشاغا والدبيبة بعد أيام من اشتباكات عنيفة شهدتها العاصمة طرابلس بين قوات موالية لكلا الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى فضلًا عن إلحاق أضرار مادية وخسائر كبيرة في ممتلكات عامة وخاصة. سيناريوهات الحل وأمام هذه التحركات تبرز سيناريوهات عدة، أغلبها يتمحور حول ضرورة تعاطي القادة السياسيين في البلاد بإيجابية مع حالة الغضب الشعبي التي خلفتها اشتباكات طرابلس الأخيرة، والتحرك نحو التوافق حول "المسار الدستوري" لإنجاز الاستحقاق الانتخابي المرتقب، ومن ثم إخراج ليبيا من دوامة الانقسام والتنازع على الشرعية. وفي إطار المساعي الإقليمية والدولية للدفع نحو العودة إلى طاولة الحوار، والبعد عن الاحتكام للسلاح، يترقب الليبيبون مخرجات لقاءات القاهرة، بين عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، على أمل الخروج بمحادثات مثمرة. وفي هذا السياق، قال الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية، الدكتور سعيد الحاج: إن تركيا تدعم مسار الحوار بين الليبيين وأن تكون هناك حكومة تفرزها الانتخابات وليس فرض الأمر الواقع. وأضاف أن الحل من وجهة نظر أنقرة هو الحوار والتهدئة الميدانية ثم الذهاب إلى إجراء الانتخابات على أساس التوافق بين كافة الأطراف، مشيرًا إلى أن هناك سعي تركي لعقد لقاء يجمع بين الدبيبة وباشاغا، إلا أن الأمر يرجع في النهاية بقرار الاثنين والأطراف الليبية وليس أنقرة. تأمين المصالح فيما قال مدير مركز الأمة للدراسات، محمد الأسمر: إن تركيا تحاول الحفاظ على مصالح في ليبيا، وأن تلك المصالح مؤمنة سواء كان من يتولى السلطة الدبيبة أو باشاغا، باعتبار أن علاقتها جيدة معهما. وأضاف أن الإشكال ليس "ليبي ليبي"، بل هناك أطراف خارجية تدعم جهات داخلية بحثا عن مصالحها.