كانت قطر ومازلت لغز الوطن العربي.. إمارة صغيرة..أموالها وفيرة..أضحت مرتعًا للأمريكان كأكبر قاعدة عسكرية في الخليج العربي وبالتبعية " فإن" أمريكا هي من تقود قطر نحو ما تود أن تحققه في الشرق الأوسط. ومن ثم فلا مانع من شراكة علنية مع إسرائيل وتنفيذ حرفي للسياسة الأمريكية من نظام حكم أقل مايوصف بأنه عميل ولأجل هذا " لم" يكن مستغربًا أن ينقلب الأمير الأب حمد بن خليفه على أبيه في أوائل التسعينيات في تصرف أحمق يعد جُرما شديدًا في عُرف العرب ولكنها السياسة.. وتمضي " سياسة " قطر مريبة طوال السنوات الأخيرة وكان مثيرًا إنشاء قناة فضائية تنطلق من قطر مسماها "الجزيرة" تم تمويلها بسخاء ولها الحرية أن تنتقد العالم أجمع إلا مايحدث في قطر من إستبداد لحاكم فرد خائن لأمته وقبل ذلك أبيه الذي رحل والحسرة "تملؤه" مما فعله إبنه. وبالمناسبة كانت مصر هي من لجأ إليها الشيخ" خليفة" أمير قطر المعزول من إبنه " حمد" برعاية امريكية، وأعود إلى قطر التي تحولت في الإعوام الثلاثة الأخيرة إلى الراعي الرسمي لثورات الربيع العربي في أفِعال ليست بريئة وقد أرسلت قوات للقتال في ليبيا ضد القذافي ومولت المعارضة في سوريا وحرضت حماس صد فتح وكانت زيارة الأمير القطري لغزة موضع إستنكار من السلطة الفلسطينية التي هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني. وهاهو الأمير حمد يتخلي عن السلطة فجأة لنجله الثاني" تميم" والأسباب غامضة، وتظل السياسة القطرية موضع ريبة، وقد اختفت من المشهد المصري تمامًا عندما ثار الشعب في 30 يونيو ضد نظام حكم الإخوان مكتفية بالصمت وترك قناة" الجزيرة" تشعل النيران بمصر" معضدة" الإخوان المحتشدين في رابعة العدوية وسائر الميادين وكانت وحدها من تنقل أحداث الحرس الجمهوري برؤى الجماعة..وتستمر قناة الجزيرة تبث السموم هادفة إلى إفشال ثورة 30 يونيو ويبقي دورها كارثيا في كل الأحداث في الأمة العربية على نحو ينطق بأنها تُعبر عن رؤي أعداء العرب!