غلطة الشاطر بألف والشاطر الذي أعنيه هو دولة قطر التي حكمت علي الشاعر المواطن محمد الذيب العجمي بالسجن مدي الحياة. بتهمة العيب في الذات الأميرية. حرصت حكومة قطر منذ تولي أميرها الحالي الشيخ حمد قيادة البلاد عقب عزل أبيه الشيخ خليفة أداء دور في مجالات السياسة العربية. بل والدولية. بما يفوق وضعها الجغرافي والسياسي. وظروف واقع الحال. حيث لا يزيد عدد سكانها علي عشرات الآلاف. بالاضافة إلي مئات الآلاف من الجنسيات الآسيوية الذين يمثلون قوام الحركة في المجتمع. حتي أن الدولة لجأت إلي تجنيس المتفوقين في المجالات العلمية والثقافية والرياضية من أبناء الدول الأخري. لتظل تعبيرا عن الدولة المتقدمة. ذات النفوذ. والمدافعة دوما عن حق الشعوب والأفراد في الحياة الكريمة. لم أكن ضد الطموح القطري. ولعلي وجدت فيه ما يضيف أحيانا إلي الدور العربي الذي أجادت الميديا الصهيونية حصاره. وتشويهه. ووضعه في موضع التقصير والخذلان. من الخطأ إغفال الدور القطري في حل الكثير من المعارك بين أبناء القطر العربي الواحد. أو الخلافات بين دولتين عربيتين. بل إن الدور العربي قد عوض أحيانا عجزا غريبا وواضحا. وسد نواقص مؤسفة في السياسة العربية. تصوري أن حكومة قطر ستفطن إلي فداحة الغلطة التي أوقعت فيها نفسها. وهي غلطة تلغي بسذاجة ما حاولت الحكومة القطرية أن تتجه به إلي العالم عبر السنوات الماضية. استضافت العشرات من المثقفين العرب الذين تعرضوا لاضطهاد حكوماتهم. وأقامت الكثير من المهرجانات الثقافية. والمؤتمرات المناصرة لحرية الرأي. وعبرت قناة الجزيرة بالكثير من البرامج وشهادات العصر وأحاديث الثورة والاتجاه المعاكس عن توجهات قطر دفاعا عن قيم الحرية والعدل والكرامة الانسانية. لن تكسب حكومة قطر شيئا إن ظل الشاعر العجمي في السجن. لكنها ستخسر الكثير. وربما تخسر كل ما حاولت اضافته الي الزخم الايجابي العربي. ما لم تتدارك هذا الخطأ المعيب والخطير. يناوشني توقع أن يصدر الشيخ حمد بن خليفة مرسوما بالعفو عن الشاعر القطري الشاب. يؤكد من خلاله انحيازه لحرية الرأي التي أنفق المليارات بهدف جعلها واجهة للسياسة القطرية.