شمال سيناء تعيش حالة اضطرابات مستمرة منذ ثورة 25 يناير حتي الآن، فقد خرجت الجماعات التكفيرية والجهادية من الجحور، هذه الجماعات تسعى لإعلان إمارة إسلامية في سيناء، كما انتشر فيها عدد من الخارجين عن القانون حتى أصيبت القبائل والعواقل بحالة من الخوف بسبب عدم السيطرة الأمنية الكافية في المحافظة. في رمضان الماضي قامت تلك الجماعات بقتل 16 جنديا بمدينة رفح بجوار معبر كرم أبو سالم، وتفجير خطوط الغاز إلى إسرائيل والأردن أكثر من مرة، كما اختطفوا ثلاثة ضباط وأمين شرطة في أعقاب ثورة يناير أثناء عودتهم من مهمة عمل في سيناء، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، وفور اعتلاء الإخوان سدة الحكم توقفت هذه الأفعال الإجرامية خلال العام الذي تولى فيه محمد مرسي الحكم، فقد تم في عهده فتح معبر رفح، وغياب الرقابة -بأوامره- على الأنفاق المنتشرة بشمال سيناء. الشيخ حسن خلف، من قبيلة السواركة وكبير مجاهدى سيناء وقاضى القضاة بالبدو والذي حكمت عليه إسرائيل ب149 عاما سجنا، وأفرج عنه في تبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل قال: القوات المسلحة بدأت منذ أيام السير في الطريق الصحيح في السيطرة على الأوضاع الأمنية في شمال سيناء بالرغم من أنها تسير ببطء ولكنها في الاتجاه الصحيح، إذ يتم نشر المدرعات والجنود في عدة مناطق مختلفة وتم عمل أكمنة جديدة والتشديد على الأكمنة الأخرى، كما أن الطائرات بدأت تحلق في سماء سيناء من أجل السيطرة والكشف عن البؤر الإرهابية، مشيرا إلى أن هناك عدة مناطق هي مكمن الخطورة على شمال سيناء منها بئر لحفل وكروم الزيتون وجسر الوادى ومجرى السيل وهذه المناطق بمدن العريش ورفح والشيخ زويد. وأضاف الشيخ حسن إن الجماعات التي تقوم بأعمال العنف تتكون من أفراد من مختلف القبائل الذين اقتنعوا بالفكرة التي تكفر الجميع من أجل إقامة إمارة إسلامية، لدرجة أنهم كفروا أقاربهم وأولياء أمورهم، وكان أحدهم لا يمانع من قتل شقيقه أو والده أو أمه لأنه لا يؤمن بفكره، مؤكدا أنه لا توجد قبائل محددة تلجأ لهذا الفكر الجهادى، بل هم مجموعات من شباب القبائل. وأوضح خلف أن الأجهزة الأمنية بشمال سيناء ألقت القبض على محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى - زعيم تنظيم القاعدة - منذ أيام قليلة بمنطقة جبل الحلال، خاصة أنها قامت قبل القبض عليه بأيام باستدعائه أثناء إقامته بأحد الفنادق وسألته عن سبب حضوره، فقال إنه يقضى إجازة الصيف، وبعدها بأيام تم ضبطه بجبل الحلال وتم ترحيله للقاهرة، وترددت بعض الأنباء عن أنه جاء ليستطلع الوضع بالجبل، نافيا قدرة شقيقه أيمن الظواهرى على الحضور لسيناء بسبب الأكمنة المنتشرة في كل المناطق. وقال الشيخ حسن إن منطقة جبل الحلال هادئة تماما ولا يوجد بها أية مشاكل، وأن بعض وسائل الإعلام وصفوها بمستنقع إرهابى ولكن المغارات فارغة تماما، خاصة أنها كانت في الماضى مكانا لتجمع بعض الإرهابيين الهاربين الذين تم ضبطهم. وعن انتشار الأنفاق في شمال سيناء قال خلف: إن هناك قيادات أمنية في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك كانوا يستفيدون من هذه الأنفاق، وأن عدد الأنفاق في سيناء لا يتعدى 100 نفق، وأصحابها معروفون لدى الأجهزة الأمنية بالاسم، وخلال الأيام القليلة الماضية تم غلق وتدمير نحو 60 نفقا، وتم نشر المدرعات الحربية بالقرب من الأنفاق التي تتواجد داخل المنازل، وتزداد بمنطقتي رفح والشيخ زويد، ويعتبر النفق بالنسبة لصاحبه مثل بئر البترول، فهو يمثل له ثروة كبيرة. ولفت خلف إلى أن القبائل لم ولن تهدد الأمن القومى المصرى، بل إن هناك أفرادا يرتكبون الأفعال الإجرامية باسم الدين ولديهم معتقدات معينة، وللأسف البعض يستغلهم لتصوير الوضع في سيناء وكأنها منطقة إرهاب، ولكن الجيش المصرى قادر على السيطرة في أقل من 48 ساعة على المنطقة بأكملها، ويجب أن يعلم الجميع أن محمد مرسي انتهى، بسبب السياسة الخاطئة للإخوان. من جهتها أكدت منى برهوم - الناشطة السيناوية -أنه لا يوجد مكان محدد لعمليات القصف المسلح والضرب المباشر تجاه الأكمنة، خاصة في رفح والشيخ زويد والعريش، وأن الجهاديين ليس لهم مكان واحد، بل إنهم يظهرون مثل "الخفافيش"، مشيرة إلى أن الأنفاق متوقفة عن العمل وفى حالة شلل تام. وأضافت أن فترة ما قبل 30 يونيو تعرضت سيناء بصورة كبيرة للتهميش وكانت منعزلة ومهملة، كما أن الحدود مع غزة مستباحة بصورة كبيرة قبل إقالة النظام الإخوانى، كل هذا جعل من سيناء مناخا خصبا لاستقطاب الجماعات المتطرفة، كما أن الموساد الإسرائيلى يعبث بسيناء بطرق مختلفة، وهناك إصرار من اللوبى الصهيونى الأمريكى على تصنيف سيناء كمنطقة إرهاب، وما يحدث الآن من اعتداءات على الأكمنة أو المعسكرات الأمنية بسيناء بداية لتحقيق هذا المخطط.