مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    البيت الأبيض: ويتكوف يتوجه لغزة غدا وترامب سيوافق على خطة مساعدات جديدة    رسميا، البرتغالي هيليو سوزا مديرا فنيا ل منتخب الكويت    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    دياز: كومباني أخبرني بأنني سألعب على الجناح الأيسر.. وهذه تفاصيل محادثتي مع فيرتز    مصرع سائق توك توك على يد 3 أشخاص بالقليوبية    ضبط فني ينتحل صفة أخصائي تحاليل ويدير معملًا غير مرخص بجرجا في سوهاج    أحمد كرارة يوجه رسالة لشقيقه بسبب "الشاطر"    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    سفير المغرب في حفل الذكرى 26 لعيد العرش: علاقتنا مع مصر أخوة ضاربة في عمق التاريخ    أمريكا تحظر منح تأشيراتها لأعضاء منظمة التحرير ومسئولى السلطة الفلسطينية    مسؤول أمريكي: شروط ترامب عدم وجود حماس للاعتراف بالدولة الفلسطينية    رئيس الوطنية للانتخابات يدعو المصريين للمشاركة فى انتخابات مجلس الشيوخ    عودة نوستالجيا 90/80 اليوم وغدا على مسرح محمد عبدالوهاب    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    القليوبية تحتفي بنُخبَتها التعليمية وتكرّم 44 من المتفوقين (صور)    واشنطن تبلغ مجلس الأمن بتطلع ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا 8 أغسطس    وزير الخارجية اللبناني يبحث مع مسئولة أممية سبل تحقيق التهدئة في المنطقة    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    معاقبة شقيق المجني عليه "أدهم الظابط" بالسجن المشدد في واقعة شارع السنترال بالفيوم    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يشهد توقيع مذكرة تفاهم لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق (EHVRC)    وزير الثقافة يشارك باحتفالية سفارة المملكة المغربية بمناسبة عيد العرش    الخميس 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات "مهرجان الصيف الدولى"    محافظ سوهاج يبحث استعدادات انتخابات مجلس الشيوخ ويؤكد ضرورة حسم ملفات التصالح والتقنين    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    ريبيرو يستقر على مهاجم الأهلي الأساسي.. شوبير يكشف التفاصيل    طريقة عمل الدونتس في البيت زي الجاهز وبأقل التكاليف    "قريب من الزمالك إزاي؟".. شوبير يفجر مفاجأة حول وجهة عبدالقادر الجديدة    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    17 برنامجًا.. دليل شامل لبرامج وكليات جامعة بني سويف الأهلية -صور    مصرع مسن أسفل عجلات اتوبيس على طريق بركة السبع بالمنوفية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    تعرف على كليات جامعة المنيا الأهلية ومصروفاتها في العام الدراسي الجديد    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة وسيول الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    "يحاول يبقى زيهم".. هشام يكن يعلق على ظهوره في إعلان صفقة الزمالك الجديدة    محافظ المنوفية: تكريم الدفعة الرابعة لمتدربي "المرأة تقود في المحافظات المصرية"    البورصة: تغطية الطرح العام للشركة الوطنية للطباعة 23.60 مرة    تعليقا على دعوات التظاهر أمام السفارات المصرية.. رئيس حزب العدل: ليس غريبا على الإخوان التحالف مع الشيطان من أجل مصالحها    محافظ المنيا: تشغيل عدد من المجمعات الحكومية بالقرى يوم السبت 2 أغسطس لصرف المعاشات من خلال مكاتب البريد    4 تحذيرات جديدة من أدوية مغشوشة.. بينها "أوبلكس" و"بيتادين"    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    الصحة: المرور على 1032 منشأة صحية وتدريب أكثر من 22 ألف متدرب    حرام أم حلال؟.. ما حكم شراء شقة ب التمويل العقاري؟    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    البابا تواضروس يشارك في ندوة ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    "الأكثر تاريخيا".. ميسي يواصل تسجيل الأرقام القياسية في كرة القدم    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



“الأهالي” في جبل الحلال.. وسيناء خارج السيطرة
نشر في الأهالي يوم 16 - 10 - 2012

معرگة بوابة مصر الشرقية بين الدولة والجماعات التگفيرية
من أين أبدأ ؟ سيناء مليئة بالقضايا والملفات الشائكة ، وبعد تفكير استغرق 10 دقائق تقريبا قررت ان ابدأ بزيارة “جبل الحلال” هذا الجبل الذي صورته بعض اجهزة الدولة انه ملجأ للجماعات التكفيرية والعناصر الجهادية ، كما نسجت حوله الكثير من الشائعات عن اختباء عناصر ارهابية بداخله واحتوائه علي ترسانة اسلحة يستخدمها هؤلاء الارهابيون.
“الأهالي” تجري أول لقاءات صحفية مع مطلوبين أمنياً
الجهاديون تدربوا علي الأسلحة في منطقة « الحمادين» وبعلم جهات أمنية
تحقيق: عمرو عبدالراضي
استطعت ان احصل علي رقم هاتف احد شيوخ القبائل الذي ينتمي لقبيلة “الترابيين” المعروفة و التي يقع جبل الحلال في نطاق سيطرتها ، بالفعل اتصلت بالشيخ “عياد جمعة شنوم” واتفقت معه علي مقابلته بعد نصف ساعة في الفندق الذي نزلت به ، و جاء الرجل في الموعد وجلسنا نتحدث سويا
الاحكام الغيابية
بدأ عياد بالحديث عن الاحكام الغيابية التي صدرت ضد الكثير من ابناء القبائل وهو منهم بعد ان حكم عليه في قضية مخدرات يقول إنها ملفقة ضده بالسجن لمدة 6 سنوات ، وذكر لي ان عدد الذين صدر بحقهم احكام قضائية غيابية في سيناء يصل الي 3 الاف شخص لم تعاد المحاكمة سوي ل 252 رغم انهم هم من حموا سيناء اثناء احداث الثورة وان الجيش استعان بهم كثيرا لحماية الحدود واقسام الشرطة وحتي ممتلكات المواطنين الخاصة ” طلبوا منا العمل في لجان شعبية لحماية العريش وكثيرا ما تستعين بنا الشرطة لحماية الحدود مع اسرائيل لكن للأسف عادت اوضاع سيناء الي ماكانت عليه ايام مبارك ” كنا ننتظر ان يأتي رئيس يشعر بالام ابناء سيناء لكن الريح اتت بما لا تشتهي السفن
اكد لي عياد ايضا ان رجال حبيب العادلي في سيناء قد عادوا من جديد معتمدين علي بعض المرشدين المنتشرين في كل مكان لتلفيق القضايا لابناء سيناء ، ومع ذلك اطالب الرئيس مرسي باسقاط جميع الاحكام الغيابية لان 80% منها صدرت في قضايا ملفقة ، نحن لا نطلب سوي رفع الظلم عنا فلقد عشنا طوال حياتنا في الجبل عيشة لا يمكن لاحد ان يتحملها بدون مياه او كهرباء او خدمات لانحصل سوي علي متر مياه كل اسبوع علينا ان نشرب منه ونستحم ونقضي به حوائجنا ، ثم تعالت نبرة عياد مهددا بتحويل سيناء الي جهنم اذا لم تستجب الدولة لمطالبهم
محذرا بعبارات واضحة انه في حالة تأييد الاحكام الغيابية الصادرة ضدهم من كارثة تجتاح سيناء بأكملها مؤكدا ان اصحاب تلك الاحكام هم عبارة عن قنابل موقوتة قابلة للانفجار في اي لحظة اذا صدرت احكام جديدة تؤيد الاحكام السابقة ” هنعمل كل حاجة” .. وبعد ان انهي الشيخ عياد حديثه اتفقت معه علي ان يصطحبني في اليوم التالي في رحلة الي جبل الحلال
الطريق الي جبل الحلال
لم تكن الرحلة إلي جبل الحلال شاقة كما تصورت فالمسافة من العريش حتي الجبل استغرقت ساعة ونصف تقريبا وفي طريقنا الي الجبل مررنا علي احد الاكمنة التي اقامتها قوات الشرطة ويطلق عليه اسم ” كمين المحاجر” ، قال لي عياد إن هذا الكمين يتعرض بشكل شبه يومي للهجوم من قبل العناصر التكفيرية التي تحاول بسط نفوذها في سيناء ، ومن جانبي انا فقد نجحت في التقاط بعض الصور للكمين دون ان يشعر بي احد ، لكن المفاجأة اننا بعدما عبرنا الكمين بحوالي 200 متر سمعنا اصوات اطلاق نار كثيف فنظرت الي الخلف وشاهدت تبادلا لاطلاق النار بين الشرطة والعناصر المتطرفة ، لكنني لم انجح في تصوير المشهد لأننا كنا نحاول الهروب من المكان بأقصي سرعة حتي لانصاب بطلقات نارية من قوات الامن التي اخذت تطلق وابلا من النيران بشكل عشوائي وفي اكثر من اتجاه
الحمد لله نجونا من المعركة ثم واصلنا السير بالسيارة رباعية الدفع حتي تركنا طريق الاسفلت وسرنا وسط الصحراء في طرق واعرة الي ان وصلنا جبل الحلال ، والحقيقة ان ما شاهدته علي أرض الواقع يختلف عما تردد وقيل عن الجبل، فالذين قابلتهم من البدو المقيمين في المنطقة الواقعة حول الجبل. اناس مسالمين لأبعد الحدود ، حيث تحدث معي شيوخ “الترابيين” نافيا وجود عناصر تكفيرية أو ”خارجين علي القانون” في الجبل
وذكروا ان الجبل خال تماما من المجرمين وانه لايمكن لاحد ان يصل الي الجبل دون علمهم لأن اي شخص يحاول تسلق الجبل بمفرده ودون دليل من ابناء القبيلة فهو هالك لا محالة، فقبيلة الترابيين هي التي تسيطر علي الجبل من الناحية الغربية ، بينما تسيطر عليه قبيلة “التياهه” عند مقدمة الجبل باتجاه القناه ، وتصل عدد العائلات في القبيلتين الي 500 عائلة وتبلغ مساحة الجبل نحو 70 كيلومتر مربع، من الفالوجة قرب قناة السويس جنوبًا حتي يصل إلي شمال مدينة العريش، ويصل ارتفاعه أعلي نقطة فيه الي أكثر من 1800 متر . لا يوجد غرباء داخل الجبل، حتي ان عمال كسارات الزلط وسائقي سيارات معروفون بالاسم، كما ان الجبل يوجد به ناضورجية وضعهم مشايخ القبيلتين في الاماكن المرتفعة من الجبل لرصد اي عناصر غريبة تدخل الجبل، وقد تم تزويدهم بعدسات واجهزة تلسكوب للقيام بعملية الرصد، بعضهم بحوزته اجهزة تليسكوب يصل ثمنها الي 90 الف جنيها.
خريطة الارهاب في سيناء
المهم اننا سرنا في طريقنا حتي وصلنا اسفل الجبل وهناك انتهي دور السيارة ، وتسلقنا الجبل علي الاقدام كنت حريصا علي عدم الابتعاد عن الدليل حتي لا اهلك في تلك المتاهة حتي وصلنا لاحد المخابئ كان يختبيء به ثلاثة اشخاص ملثمون ، جلسنا معهم لنشرب الشاي ، وقبل ان أسأل الشيخ عياد قال لي إنهم متهمون في قضايا جنائية وليست عمليات ارهابية ، ثم شاهدت بجوار احدهم رشاشات الية سريعة الطلقات ، تحدثوا معي دون الافصاح عن اسماءهم احدهم حكم عليه بالاعدام ، لكن الاهم والاخطر هي المعلومات التي كشفوها لي وجعلتني اتشكك في انتمائهم لاحد التنظيمات الارهابية ، من بين تلك المعلومات انه منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتي الشهر الاخير قبل حادث استشهاد الجنود كانت الجماعات الجهادية هي التي تسيطر علي اجزاء كبيرة من سيناء ، والاخطر من ذلك انهم كانوا يتدربون علي الاسلحة التي اتتهم عبر الحدود مع حماس وبعض الاسلحة الليبية في منطقة ” الحمادين” جنوب مدينة الشيخ زويد وان المخابرات المصرية واهالي الشيخ زويد كانوا علي علم بذلك ، وقبل شهر رمضان الذي وقع فيه الحادث كانت عناصرهم تسير في الشوارع حاملين الاسلحة لايصال رسالة الي سكان المدينة فحواها انهم هم الذين يسيطرون علي سيناء، انهم بديلا عن الشرطة.
وعن نوعية الاسلحة الموجودة مع تلك الجماعات واعدادهم ، ذكر احدهم ان لديهم اسلحة غير موجودة مع الشرطة وربما الجيش فهناك مضادات للطائرات واربيجيهات وغيرها من الاسلحة الثقيلة التي استخدموها كثيرا خلال ضربهم للاكمنة ، اما اعدادهم فيتجاوز 3 الاف شخص يرتبطون بعلاقة وثيقة مع تنظيم “جند الله” التابع لحركة حماس، تركنا المغارة وواصلنا التسلق مع اصرار من جانبي علي الوصول الي الجهة الاخري من الجبل حتي وصلنا الي احدي القمم الموجودة في جبل الحلال ، لم اري في الجهة الاخري من الجبل اي شيء لافت سوي صحراء قاحلة امامي ،
وفي طريق العودة التقينا الشيخ “عودة خضر علام” الذي صدر ضده حكم غيابي بالسجن 25 سنة في تهمة مقاومة السلطات
هو يؤكد ان الجماعات الجهادية او التكفيرية لا وجود لها في جبل الحلال كما انه لا وجود للدولة في حياتنا، فاكتفاؤنا ذاتيا والحكومة همشتنا 30 سنة، فالقرية الموجودة اسفل الجبل لا يوجد بها وحدة صحية والمدرسة الوحيدة تبعد عن القرية نحو 5 كيلو متر، وهناك مناطق تبعد عنها نحو 20 كيلو متر، كما أن القرية لا يأتيها تموين حتي المصانع القريبة مثل مصنع الإسمنت الذي يبعد عن القرية نحو 25 كم، يعمل به أبناء الوادي ومدينة العريش. اما الشيء الأهم من وجهة نظر هؤلاء المشايخ هو مسألة تمليك الأراضي لهم، فلا أحد منهم يملك وثيقة يثبت بها أنه يمتلك أرضه التي ولد وتربي عليها، إلا أنهم يصرون علي أنه ”لا أحد يقدر علي نزعها منهم”. ويروي عودة ان تعامل الامن معهم قبل الثورة كان في منتهي القسوة ، كان لايستطيع احد المبيت في بيته ، جميعنا كنا نبيت في الجبل حتي الصباح ، من ناحية اخري اكد لي الشيخ عودة ان الاوضاع الامنية الحالية يقف وراءها الموساد الاسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة .
اما حسين المنيعي فهو اسم معروف لدي غالبية اهالي العريش من ابناء قبيلة “السواركة” و لديه معلومات حصل عليها مباشرة من خلال عمله في حرس الحدود قال لي ان عناصر الجماعات المسلحة يختبئون في صحراء وسط سيناء الرملية وبعض المناطق الواعرة حول الشيخ زويد ، و ان الجماعات الاسلامية تنقسم الي ثلاثة انواع ، النوع الاول هي الجماعات التكفيرية وهي نشطة حاليا جزئيا في سيناء ، ثم السلفية الجهادية وهي ناشطة تماما الأن وهي مصدر القلق بالنسبة للجيش والشرطة ، اما النوع الثالث هي الجماعات السلفية الوسطية وهذه ليست لها اي خطورة حاليا ، بالنسبة للتنظيمات السلفية الجهادية يتواجد 70% منها حسب قوله في منطقة الشيخ زويد وماحولها و15% في العريش و15% في رفح ، اما الجماعات التكفيرية فهي علي صلة مباشرة مع تنظيم “بيت المقدس ” التابع لحركة حماس ويحصل علي دعم كامل من حماس وحزب الله ، كما يشير ان من اطلق النيران علي الجنود المصريين هم انفسهم الذين فجروا خطوط الغاز اكثر من مرة ، يذكر انهم منذ حوالي اسبوعين قامت عناصر “السلفية الجهادية” باختطاف ضابط وجنديين ثم افرجوا عنهم في نفس اليوم بعد ان حملوهم رسالة الي قياداتهم بالخروج من سيناء والا تعرضوا لمزيد من الخسائر
الا ان المنيعي يري ان تهميش البدو اشد خطورة علي الحكومة المصرية من التنظيمات الجهادية فالبدو ممنوعون من الالتحاق بالاسلحة الاستراتيجية في الجيش كسلاح المدفعية والطيران والمشاة وسلاح المهندسين بالاضافة لمنعهم من تولي مناصب في القنصليات والسفارات والشرطة والمخابرات الحربية ، ابناء سيناء اصبحوا مثل الرضيع الذي نفرته امه، كما اكد اثناء حواره معي ان 70% من الانفاق بين مصر وقطاع غزة مازالت تعمل تحت اشراف حركة حماس وغض البصر علي الجانب المصري ، وحذر من لجوء البدو لحمل السلاح بسبب التضييق عليهم والاحكام القضائية المتعسفة التي صدرت ضدهم ظلما ، فهم مؤهلون للتعامل مع الجيش والشرطة اكثر من اي احد كما يمتلكون اسلحة اكثر من الموجودة مع الجيش والشرطة
تعاون مع حماس
في نفس اليوم ذهبت الي إحدي القري الحدودية التابعة لمدينة الشيخ زويد، حيث يتواجد الحاج إبراهيم المنيعي ابن عم حسين المنيعي، الذي اعتقل في السابق بسبب تعاونه مع حركة حماس في نقل الأسلحة عبر الأنفاق أثناء فترة الحصار، وكان حريصا جدا اثناء الحديث معنا ربما لاسباب تتعلق بأمنه الشخصي لكنه اكد توقف حركة تهريب الأسلحة إلي قطاع غزة، واقتصارها في الوقت الحالي علي الأسلحة القادمة من ليبيا. كما أن نسبة كبيرة من الأسلحة التي تدخل سيناء في الوقت الحالي يحتفظ بها بعض أبناء القبائل للاستخدام الشخصي، لكننا نجحنا من خلال المنيعي في لقاء أحد المطلوبين أمنيا والذي كشف لنا عن مسارات تهريب السلاح من وإلي سيناء، مؤكدا أن النسبة الأكبر من الأسلحة المهربة تأتي الآن من الجانب الغربي، بعد دخولها عن طريق الحدود المصرية الليبية، وتتمثل هذه الأسلحة في بعض الأسلحة الآلية الثقيلة، والمضادة للطائرات مدافع »جرينوف« ومضادات طائرات و الذخائر المختلفة، و “آر بي جي”، أما الأسلحة التي تأتي من السودان، كما يتم تهريب كمية كبيرة من الاسلحة عن طريق السودان من خلال الدروب الصحراوية التقليدية للتهريب في منطقة الوسط، بالإضافة إلي الأسلحة التي أصبحت تدخل من قطاع غزة إلي مصر، عن طريق رفح، بعد استقرار الأوضاع في غزة، وتشبع القطاع بها، وهي في مجملها بنادق آلية أمريكية وبعض البنادق الآلية صغيرة الحجم سريعة الطلقات.
واضاف ان عملية تبادل الاسلحة تحدث في بعض الاحيان بالقرب من المنطقة الحدودية بشمال سيناء بين منطقة” الكونتلة” و”طابا” بين عصابات التهريب، حيث يتم استبدال بعض الأسلحة القادمة من ليبيا بأسلحة أخري أو بذخائر غير موجودة بالمنطقة الغربية، وأكد أن رصاصات البنادق الآلية الأمريكية هي أكثر ما يتم نقله من سيناء إلي المنطقة الغربية، فيما تعد المدافع المضادة للطائرات أبرز ما يدخل سيناء قادمة من ليبيا.
الاكمنة
تستهدف الجماعات السلفية والجهادية الاكمنة الرئيسة في شمال سيناء بشكل شبه يومي ، فهناك 6 اكمنة رئيسية تبدأ من كمين “الميدان” عند مدخل العريش ثم كمين”الريسة” الموجود في نهايتها وهو من اكثر الكمائن تعرضا لاطلاق النار من قبل المسلحين ثم كمين “الخروبة” بين العريش والشيخ زويد وبعده كمين ” الشيخ زويد” عند مدخل المدينة ، وكمين ” اوطويلة” نهاية الشيخ زويد، واخيرا كمين الماسورة عند بداية مدينة رفح ، الاعتداءات علي الاكمنة تتم اما عن طريق سيارات “لاندكروزر” رباعية الدفع ومن مسافات بعيدة يتم اطلاق النار بشكل عشوائي ، وترد قوات الامن بنفس الطريقة لكن بنيران اكثر كثافة هذا الشكل يحدث عادة عند الهجوم علي كمين” الريسة” او علي كمين ” الماسورة” تحديدا نظرا لوجود مساحات شاسعة حول الكمين تمكن المهاجمين من الفرار كما يصعب علي قوات الامن اصطيادهم من مسافة بعيدة ، او ان يتم الاعتداء من خلال شخص او اثنين يستقلان “موتوسكل” ويقومان باطلاق الاعيرة النارية علي الاكمنة الداخلية واقسام الشرطة .
وفي قلب مدينة الشيخ زويد التقيت علي أحد المقاهي مع بعض شباب الثورة من بينهما الناشط السيناوي سعيد عتيب والناشط حسن حنتوش ، الذي قال ان الوضع الامني في سيناء مرتبط بالطبيعة الجغرافية والديموغرافية للمكان ، فقبل 25 يناير بداية من عام 2005 تحديدا بعد احداث طابا كان القمع قد وصل لذروته ، فكل بيت في سيناء تم حبس احد افراده في سجون مبارك والعادلي ، وهو ما خلق حالة من المقت والكراهية من ابناء سيناء تجاه الدولة ثم حدثت حالة من الفوضي الامنية وانتشرت الاسلحة وعمليات التهريب في جميع مناطق سيناء ، وادي الفراغ الامني بعد الثورة الي خلق تكتلات من اصحاب الاحكام الجنائية ومرتكبي الجرائم العسكرية من ناحية والتنظيمات الارهابية المدعومة من حماس من ناحية اخري
هنا تدخل سعيد عتيب مقاطعا حنتوش قائلا ان مشكلة سيناء بدأت منذ عام 1982 بعد خروج الاحتلال الاسرائيلي من سيناء ، حيث تعاملت الدولة مع سيناء من منظور امني بحت ، وحاولت سد ثغرة غياب القوات المسلحة عن طريق الداخلية حتي وصل الامر في وقت من الاوقات انه اصبح بين كل مواطن سيناوي واخر رجل امن ، من ناحية اخري يعتقد غالبية ابناء سيناء ان كامب دافيد هي السبب الرئيسي ووراء فقرهم ، لان الدولة اثناء التوقيع عليها تعاملت معها علي انها ارض بور لايوجد بها سكان.
من قبل الثورة
وعاد حسن حنتوش ليستكمل حديثه مؤكدا ان الجهاديين والتكفيريين كانوا موجودين في سيناء قبل الثورة ولكن ليس بنفس القوة التي ظهروا عليها بعد الثورة ، حيث كانوا عبارة عن خلايا نائمة بعيدا عن منظومة الدولة ، الا ان كلا من حركة حماس واسرائيل نجحت في اختراق تلك الخلايا لتحقيق اهدافها ،
حسن حنتوش روي لنا كيف تم الافراج عن محمد الظواهري بعد اختطاف ضباط الشرطة الثلاثة من سيناء إبان الثورة ، حيث استطاعت والدة احد هؤلاء الضباط الوصول لقيادي جهادي كبير في قطاع غزة الذي طلب منها مقابل اعادة ابنها ان تطلب من الدولة اخراج محمد الظواهري من السجن ، واضاف ان حماس لها نفوذ مادي في المنطقة “ج” من سيناء فهي تعلم جيدا ان السيطرة المصرية علي المنطقة الحدودية سينهي وجودها في قطاع غزة ، وذلك لان حماس تعتبر علي المستوي الدولي فصيل غير شرعي ، لذلك تحاول خلق فصائلا مماثلة في سيناء حتي تضمن وجودها في قطاع غزة
وتحدث سعيد عتيب مرة اخري حول النفوز المتزايد لحماس في سيناء، ففي اواخر عام 2009 كان هناك تنظيم موجود في غزة يدعي تنظيم ” جند الله” الذي اعلن تأسيس امارة اسلامية في رفح الفلسطينية ، لكن بعد ثورة 25 يناير ارادت حماس ازاحة هذا الفصيل فصدرته الي سيناء لفتح الباب علي مصرعيه امام تكوين امارة اسلامية في سيناء حتي تستكمل مشروع الوطن البديل
وفجر عتيب مفاجاة عندما ذكر ان عناصر التنظيمات الجهادية والتكفيرية التي تصاب خلال المواجهات مع الجيش والشرطة في سيناء يتم علاجها في قطاع غزة في المستشفيات التي تسيطر عليها حركة حماس ، كما ان تلك التنظيمات تتلقي تدريباتها واموالها من القطاع ، وتابع سعيد انه من بين المعلومات التي حصلنا عليها من عناصر تابعة للتنظيمات الارهابية هي ان حماس اختارت مدينتي الشيخ زويد ورفح لتنفيذ مخطط الوطن البديل بمباركة جماعة الاخوان المسلمين التي تسعي الي اقامة دولة الخلافة لذلك فهي لا تعارض احتلال حماس لسيناء.
عند هذا الحد قررت ان انهي الحوار مع النشطاء السيناويين ، فقد حلت الساعة العاشرة مساء وعلي العودة فورا من الشيخ زويد الي العريش حيث الفندق الذي نزلت به ، والا سأبيت ليلتي في الشارع لو تأخرت اكثر من ذلك فالاوضاع الامنية المتوترة تدفع اصحاب التاكسي وسائقي المكروباصات الي انهاء وردياتهم مبكرا ، هكذا انتهي ثاني ايامي في سيناء ياصاحبي ، واذا اردت معرفة ما حصل في اليوم الثالث عليك الانتظار للعدد القادم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.