«سيناء خارج السيطرة المصرية» عبارة ترددها جميع وسائل الاعلام الاسرائيلية المقروءة والمسموعة والمرئية بصفة يومية وهي العبارة التي لا مناص من الاعتراف بها، حيث لا جدوي من دفن الرءوس وسط الرمال والادعاء بأن سيناء آمنة وتحت السيطرة الأمنية كما يؤكد مرارا وتكرارا محافظ شمال سيناء عبد الوهاب مبروك حتي تمت سرقة سيارته الخاصة ولم يستعدها حتي اليوم، فضلا عن تراجع السيطرة الأمنية تماما ليس فقط علي حدود سيناء وانما علي عقر دار وزارة الداخلية باستهداف منشآتها الشرطية المختلفة في شمال سيناء دون ان تحرك مديرية الأمن ومعها قوات الجيش ساكنا بينما أفراد الجيش قبل الشرطة يتساقطون تباعا و قادة الأجهزة الأمنية يرتعدون رعبا خلف أبواب مكاتبهم الوثيرة ومن الخارج تحيط بهم الجدران الفولاذية وعشرات المدرعات والمصفحات التي يقف الي جوارها ويجلس بداخلها جنود باتوا يحملون أرواحهم علي اكفهم ويتوقعون أن يسقطوا بين دقيقة واخري كما سقط زملاء لهم كانوا يقفون معهم في ذات المكان منذ ايام قليلة. والحقيقة التي يؤكدها الواقع ان سيناء أصبحت منطقة منزوعة الأمن والأمان بعد ان سلمت قوات الجيش والشرطة مقاليد حكمها وامنها الي الجماعات الجهادية والتكفيرية المتطرفة التي باتت تحكم سيطرتها علي سيناء وهي جماعات لا تعمل في الخفاء وبدت واضحة للعيان وتنتشر في جميع ربوع سيناء وخاصة في المنطقة الشرقية منها " القري الحدودية وفي اطار مدينتي رفح والشيخ زويد الحدوديتين"، وبعد التهديدات التي تلقتها الأجهزة الأمنية قبل 25 أبريل الماضي من تلك الجماعات باستهداف المقرات الأمنية سحبت الأجهزة عناصرها من الشوارع واحاطت مقراتها بحواجز من الرمال واغلقت جميع الطرق المؤدية للمقرات الأمنية وخاصة مبني مديرية الأمن الذي يقع في منطقة حيوية ليتم اغلاق عدة شوارع نشطة وتعطيل مصالح المواطنين الذين منعوا من المرور في طريق ذهابهم الي اعمالهم وعودتهم لبيوتهم واصبحت الشوارع المؤدية لمباني المخابرات العامة والحربية ومديرية الامن والسجن المركزي مغلقة بالرمال حتي اشعار اخر بينما تركوا الطرق الرئيسية والشوارع الداخلية بالمدن والأحياء السكنية دون أي تأمين وهو ما جعل المواطنين ينتفضون ويقومون بمظاهرات حاشدة وصلت الي مديرية الامن وطالبت برحيل مديرها اللواء صالح المصري الذي عجز عن حماية نفسه وضباطه وجنوده فكيف سيوفر لهم الأمن والامان علي حد قولهم. والمثير في الأمر ان قادة الأجهزة الأمنية والسيادية يعترفون بوجود جماعات ارهابية تكفيرية وجهادية مصرية وعربية في سيناء ولكنهم يعجزون تماما عن الوصول اليها بينما تواصل تلك الجماعات عملياتها واعتداءاتها التي وصلت الي اكثر من 60 اعتداء علي المقرات الأمنية والمواطنين وممتلكاتهم وعلي خط الغاز حيث بدأت تلك الجماعات انشطتها بالهجوم علي قسم ثان العريش لنحو 5 مرات وقتل خلالها ضابطان من قوات الجيش والشرطة بجانب قتل ثلاثة مواطنين وعنصرين من قوات الشرطة قبل ايام وقامت عناصر تلك الجماعات بتحطيم تمثال الرئيس الراحل أنورالسادات وسط مدينة العريش كما فجرت ضريح الشيخ زويد وحطمت تمثال الجندي المجهول برفح وهاجمت دورية امنية تابعة لقوات الشرطة امام بنك الاسكندريةبالعريش وقتلت ضابطاً وامين شرطة، وخلال عام وأربعة أشهر نفذت نحو 18 هجوما علي أكمنة ونقاط ارتكاز أمنية وخاصة كمين الريسة شرق مدينة العريش وكمين المزرعة في جنوبالعريش وكمين الماسورة برفح وأبو طويلة بالشيخ زويد، كما نفذت اكثر من 25 هجوما علي معسكر قوات الأمن برفح باستخدام اسلحة حديثة وثقيلة ومنها عيار ال250 وال500 والمتعدد والجرينوف بجانب الطلقات الصاروخية المحمولة المعروفة باسم R.B.J كما نفذت العشرات من حوادث السطو علي سيارات واموال المواطنين وسيارات المؤسسات الحكومية والخاصة ومنها سيارات تابعة لشركات الاتصالات المحمولة وسيارات نقل الاموال التابعة لهيئة البريد كان اخرها بقرية الروضة قبل ايام وقتل خلالها ثلاثة جنود واصيب ضابط من قوة التأمين المرافقة لسيارة البريد بجانب تفجير خط الغاز المار بسيناء لنحو 14 مرة علي التوالي دون التوصل الي الجناة في كل مرة وحتي اليوم. وحسب مصادر «صوت الأمة» فإن سيناء وخاصة المنطقة الحدودية تعد منطقة خصبة لتواجد الجماعات التكفيرية والجهادية ومنها عناصر مصرية كانت بالسجون واخري توافدت عبر الانفاق من قطاع غزة ومنها عناصر عديدة تابعة لجيش «جلجلة» وهو ما يعرف بجيش الاسلام وعناصر تابعة لحركة حماس وخاصة بكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، وتنشط عملياتها وتواجدها بمدن شمال سيناءالشرقية وخاصة رفح والشيخ زويد، وتهدف تلك الجماعات الي السيطرة علي تلك المناطق واعلان امارة اسلامية تنطلق من سيناء، خاصة في ظل تهديد تواجد قوات الشرطة وعدم انتشارها حتي الان في رفح والشيخ زويد حيث ما زالت اقسام الشرطة معطلة ومغلقة فيما تواصل تلك الجماعات فرض سيطرتها علي المنطقة ومهاجمتها للكمائن الامنية المتواجدة علي طول الطريق الدولي العريش - رفح وخاصة كمائن الريسة وابو طويلة والماسورة ونقاط الارتكاز بمداخل الشوارع الحيوية وخاصة بمدخل الكوثر بالشيخ زويد ومدخل ميدان السنبلة بمدينة رفح حيث تتوالي العمليات ضد كمائن الشرطة والجيش باستخدام صواريخ ال"R .B.Jوذلك وسط حالة من العجز الأمنى من قبل قوات الجيش و الشرطة. حيث تنشط عمليات الجماعة الجهادية بمساعدة التنظيمات الفلسطينية التى يرتبط بعضها بتنظيم القاعدة و استطاعت التغلغل فى ربوع سيناء لتحويلها إلى مملكة للإرهاب و التهريب. نشر فى العدد رقم 596 بتاريخ 12 مايو 2012