يحتل شهر رمضان في سلطنة عمان مكانة متميزة منذ سنوات بعيدة خاصة وأن الشعب العماني يعتز بأنه اعتنق الدين الإسلامي الحنيف إبان حياة الرسول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم إذ استجاب لداعي الله عز وجل طواعية وبدون تردد فور أن أبلغته دعوة الحق وإذا كانت مساجد السلطنة تعمر بالمصلين على مدى شهور العام خاصة في أوقات الصلوات الخمس إلا أنها خلال شهر رمضان تظل عامرة بهم طوال ساعات الليل والنهار. ويعد من أبرزها جامع السلطان قابوس الأكبر الذي يسع أكثر من 20 ألف من المصلين. ولاشك في أن العادات والتقاليد السائدة بين أبناء الشعب العماني الشقيق تنم عن اهتمامهم العميق بهذا الشهر الفضيل. ويتم في رمضان إعداد أنواع معينة من الطعام والشراب بدافع العادات والتقاليد، كما يتم تبادل هذا الأطعمة مع الأهل والأقارب والجيران. وتشهد الساحة العمانية حراكًا نشطًا لخدمة الإسلام والتعريف بنهجه في التسامح والاعتدال وقد تجلى ذلك في عدد من الفعاليات التي توالت خلال العام الحالى وفي مقدمتها: ندوة ( العلماء العمانيون والأزهريون والقواسم المشتركة)، وندوة تطور العلوم الفقهيّة التي ناقشت ( فقه رؤية العالم والعيش فيه)، كما شملت سلسلة معرض (التسامح الديني في عُمان) الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشئون الدينية لفتح أبواب جديدة للتفاعل الحضاري بين السلطنة والعالم وفي شهر يناير الماضى انطلقت في مدينة بولونيا الإيطالية فعالياته في محطته الخامسة والعشرين، وفي مارس تم افتتاحه في العاصمة الليتوانية فلينيوس، وحط رحاله في أبريل الماضى في مدينة رود أيلاند الأمريكية. وفي يونيو الماضى بدأت فعاليات المعرض في مدينة فرايبورغ الألمانية تحت عنوان ( رسالة الإسلام ) حول التسامح والتعايش والتفاهم بين الحضارات والشعوب. ونظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم ( أسبوع التقارب والوئام الإنساني)، بهدف خدمة التفاهم والوئام الديني والحضاري وتيسير التواصل بين الثقافات الإنسانية من أجل تحقيق التقارب وتأكيد دور الحوار في تعزيز السلام والاستقرار في العالم. وشاركت السلطنة - ممثلة في وزارة الأوقاف والشئون الدينية - في المؤتمر الثلاثين لمسلمي فرنسا تحت شعار: ( رسالة الإسلام: السلام والعدالة والكرامة )، كما شاركت في أعمال الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( ألكسو)، والتي أقيمت فعاليتها مؤخرًا في تونس.