سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلطنة عمان تحتضن ندوة حول القواسم المشتركة بين علمائها والأزهريين.. رئيس جامعة السلطان قابوس: الأمة الإسلامية تحتاج مثل هذه اللقاءات للتقارب والتسامح.. قطب: للأزهر دور كبير فى نشر العلم
انطلقت فى سلطنة عُمان أعمال ندوة "العلماء العمانيون والأزهريون والقواسم المشتركة"، بمشاركة نخبة من العلماء المسلمين الهادفة لترسيخ التواصل الفكرى بين الطرفين. رعى حفل الافتتاح الشيخ عبد الملك بن عبد الله الخليلى؛ وزير العدل، والذى أعرب عن شكره وتقديره للمسئولين بالجامعة على إقامة الندوة المشتركة بين جامعة السلطان قابوس والأزهر الشريف على أرض السلطنة، مشيرًا إلى قيمة الأزهر الشريف فى نفوس الإسلام والمسلمين، وأيضًا فى نفوس علماء عمان، مؤكدًا أن العلاقة بين العدل والعلم علاقة متأصلة ووثيقة دائمًا. من جانبه قال الدكتور على بن سعود البيمانى؛ رئيس جامعة السلطان قابوس: إن الجامعة بنت منهجها البحثى من واقع القضايا المعاصرة التى تشغل بال المهتمين، ومن منظور الفكر الحضارى المرتبط بأمتنا الإسلامية والعربية، ومن منطلق العلاقة الفكرية والحضارية المشتركة بين المدرسة العمانية التى بدأت جذورها منذ القرن الأول الهجرى والمدرسة الأزهرية التى أسست فى القرن الرابع الهجرى. وأضاف: إن فكرة إقامة هذه الندوة جاءت لتسلط الضوء على القواسم المشتركة بين هاتين المدرستين بصفتهما مدرستين عريقتين فى تاريخ الأمة الإسلامية.. مبينًا حاجة الأمة العربية والإسلامية إلى عقد مثل هذه الندوات واللقاءات التى تنطلق من مبدأ التقارب والتسامح والوئام. وأكد الشيخ أحمد بن حمد الخليلى؛ مفتى عام السلطنة، أهمية تلاحم الأمة الإسلامية فى الوقت الحاضر، ودور العلماء فى تبصير الأمة، والقيام بالواجب الذى كلفهم به الله تعالى وبيّنه فى كتابه العزيز. وتطرق عبد التواب عبد الحكيم قطب؛ وكيل الأزهر الشريف، إلى دور الأزهر فى نشر العلم على مستوى العالم الإسلامى، وأثنى على دور العلماء العمانيين فى هذا الجانب. تأتى الندوة فى إطار تفعيل البحث العلمى وإبراز الوجه الحضارى والثقافى للسلطنة، وترسيخًا للتواصل الفكرى بين الباحثين من داخل السلطنة وخارجها، والتعريف بالقواسم المشتركة بين المدرستين العُمانية والأزهرية، والتعريف بدور علماء عُمان والأزهر فى التأليف المقارن، وبيان الحضور العُمانى فى الدراسات الأزهرية المعاصرة "العلوم التطبيقية والإنسانية". وتناقش الندوة أربعة محاور مهمة، وهى: محور الدراسات العلمية بين عمان والأزهر، ويشمل الدراسات الدينية والتطبيقية واللغوية والأدبية والتاريخية والجغرافية، ومحور التواصل الثقافى والفكرى، ويشمل البعثات العلمية المتبادلة بين الجانبين، ومحور جهود العلماء العمانيين والأزهريين فى خدمة الأمة الإسلامية، ويشمل كراسى السلطان قابوس للدراسات الإسلامية، وتدوين الدراسات المقارنة، والسير والتراجم العمانية، وأخيرًا محور الرؤية العمانية والأزهرية، ويشمل رؤية المدرستين ومنطلقاتهما الفكرية. يشارك من مصر مفتى الجمهورية، ووزير الأوقاف المصرى، ووكيل الأزهر الشريف؛ ممثلًا لشيخ الأزهر، والأمين العام لجامعة الأزهر، والدكتور يوسف القرضاوى، ومن المملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، والشيخ الدكتور عائض القرنى، كما يشارك من مملكة البحرين الشيخ الدكتور عبد اللطيف المحمود، ومن دولة الكويت فضيلة الشيخ الدكتور محمد العوضى، ومن دولة الإمارات العربية المتحدة فضيلة الشيخ على الهاشمى، إضافة إلى عدد من علماء السلطنة الأجلاء. وأوضح الدكتور على بن سعود البيمانى؛ رئيس جامعة السلطان قابوس، أن جلسات الندوة ستكشف عن أواصر التقارب والاشتراك بين المدرستين: العمانية والأزهرية، والعلاقات التاريخية والفقهية والفكرية بينهما، من خلال الأوراق البحثية المقدمة للندوة. وأضاف رئيس جامعة السلطان قابوس: إن الندوة تهدف إلى ترسيخ التواصل الفكرى بين عمان والأزهر، والتعريف بالقواسم المشتركة بين المدرستين، وبيان دور علماء عمان والأزهر فى التأليف المقارن، مشيرًا إلى أن الندوة ستخرج بتوصيات مهمة تسهم فى توسيع آفاق التعاون بين عمان والأزهر، وتعزز صلة التقارب والوئام بينهما. من جانب آخر قال الشيخ الدكتور صالح بن أحمد الصوافى؛ رئيس لجنة الصياغة للندوة: إن الندوة ليست وليدة الساعة، وإنما وضعت لها أسس ومقومات من فترة طويلة، نرجو من الله أن تؤتى ثمارها، مشيرًا إلى أن جامعة السلطان قابوس قامت بالمشاركة فى عدد من المؤتمرات التى أقيمت بجمهورية مصر العربية، وقدمت حزمة من البحوث. وذكر الصوافى أن فضيلة المغفور له الشيخ محمد متولى الشعراوى قام بزيارة السلطنة فى عام 1975 ، زار خلالها جامع نزوى، وعند عودته أعرب الشعراوى عن انطباعه عن الزيارة قائلا: إن جامع نزوى ذكّرنى بجامع الأزهر، أى أنهما صنوان فى الأدوار التى يقومان بها، وأوجه الشبه فيما يقدمه الجامعان فى حلقات العلم، ومكانة جامع نزوى باعتباره منارة علم وإرشاد، إضافة إلى أن جامع نزوى تخرّج فيه عدد من العلماء. وقال الدكتور مبارك الهاشمى: إن الندوة هى الأولى، ونتمنى أن تتبعها ندوات أخرى، وعمان بها مجموعة كبيرة من خريجى الأزهر، وهذه الندوة ستكون قاعدة أساسية لتواصل الخريج مع مؤسسته، والانضمام إلى رابطة الأزهر، وهذا نظام عالمى انتهجته الكثير من الجامعات بأن تتواصل مع خريجيها، ومن ضمنهم جامعة السلطان قابوس التى تتواصل مع طلابها المتخرجين من خلال عمل دورات ولقاءات كنوع من التواصل مع الخريج.