في سلطنة عمان :لرمضان خصوصية متميزة فهو يجمع بين أفراد الأسرة على موائد الإفطار في نموذج فريد من الترابط الاجتماعي النادر ، بالإضافة إلى اجتماع الأهل والأقارب والأصدقاء الذين يتزاورون في رمضان ويتبادلون الدعوات على الإفطار في روح من المودة والإخوة والعطف والمحبة ، وبذلك يتحقق الهدف من عبادة الصوم كما أرادها الحق سبحانه وتعالى واستعادة أواصر الأخوة والمحبة والود والتعاون بين أبناء المجتمع المسلم. و علي مدار أيام وليالي شهر رمضان تشارك السلطنة الامه الإسلامية الاحتفاء بايام الشهر الفضيل . ولرمضان في سلطنة عمان مكانه متميزة منذ سنوات بعيده خاصة وان الشعب العماني يعتز بأنه اعتنق الدين الاسلامي الحنيف ابان حياة الرسول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم اذ استجاب لداعي الله عز وجل طواعيه وبدون تردد فور أن ابلغته دعوة الحق 0 و إذا كانت مساجد السلطنة تعمر بالمصلين على مدار شهور العام خاصة في أوقات الصلوات الخمس إلا أنها خلال شهر رمضان تظل عامرة بهم طوال ساعات الليل والنهار. ويعد من أبرزها جامع السلطان قابوس الأكبر الذي يسع أكثر من 20 ألف من المصلين .ولاشك في ان العادات والتقاليد السائدة بين أبناء الشعب العماني الشقيق تنم عن اهتمامهم العميق بهذا الشهر الفضيل . ويتم في رمضان إعداد أنواع معينة من الطعام والشراب بدافع العادات والتقاليد ، كما يتم تبادل هذا الأطعمة مع الأهل والأقارب والجيران. وتشهد الساحة العمانية حراكاً نشطاً لخدمة الإسلام والتعريف بنهجه في التسامح والاعتدال وقد تجلى ذلك في عدد من الفعاليات التى توالت خلال العام الحالى و فى مقدمتها : ندوة ( العلماء العمانيون والأزهريون والقواسم المشتركة) ، وندوة تطور العلوم الفقهيّة التي ناقشت ( فقه رؤية العالم والعيش فيه)، كما شملت سلسلة معرض (التسامح الديني في عُمان) الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لفتح أبواب جديدة للتفاعل الحضاري بين السلطنة والعالم و في شهر يناير الماضى انطلقت في مدينة بولونيا الايطالية فعالياته في محطته الخامسة والعشرين ، وفي مارس تم افتتاحة فى العاصمة الليتوانية فلينيوس ، و حط رحاله فى أبريل الماضى في مدينة رود أيلاند الأمريكية . وفي يونيو الماضى بدأت فعاليات المعرض في مدينة فرايبورغ الألمانية تحت عنوان ( رسالة الإسلام ) حول التسامح والتعايش والتفاهم بين الحضارات والشعوب. كما نظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم ( أسبوع التقارب والوئام الإنساني) ، بهدف خدمة التفاهم والوئام الديني والحضاري وتيسير التواصل بين الثقافات الإنسانية من أجل تحقيق التقارب وتأكيد دور الحوار في تعزيز السلام والاستقرار في العالم. و شاركت السلطنة - ممثلة في وزارةالأوقاف والشؤون الدينية - في المؤتمر الثلاثين لمسلمي فرنسا تحت شعار: ( رسالة الإسلام : السلام والعدالة والكرامة ) ، كما شاركت في أعمال الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( ألكسو) ، والتي أقيمت فعاليتها مؤخراً فى تونس .