في رحاب أيام وليالي عيد الأضحي المبارك تتواكب مع احتفالات الأمة الاسلامية هذا العام: احتفالات العيد الوطني الأربعين في سلطنة عمان. ومنذ مطلع العام الحالي تتوالي الاستعدادات في السلطنة للاحتفال به.حيث يكتسب أهمية بالغة, إذ يتوج فيه الشعب العماني الشقيق إنجازات مرحلة تاريخية تحققت علي مدار أيام وشهور أربعة عقود, بدأت أثر تولي السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مقاليد الحكم في الثالث والعشرين من يوليو عام1970. وعلي مدار أربعة عقود من الزمان شهدت استحقاقات تاريخية حيث تمثل قيم الدين الاسلامي والعدل والمساواة وحرية المعتقد مرجعيات ومرتكزات أساسية في المجتمع العماني, وينبع النظام القضائي العماني من الشريعة الاسلامية الغراء وتوجه سلطنة عمان دائما دعوة متجددة الي الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة ورفض كل صور التعصب والتطرف ويعد التسامح الديني سمة مميزة للمسيرة العمانية وركيزة أساسية من ركائز الدولة العصرية. وقبيل احتفالات العيد الوطني شمل السلطان قابوس برعايته الانعقاد السنوي لمجلس عمان وذلك بقاعة الحصن بحي الشاطيء في صلالة بمحافظة ظفار, حيث ألقي كلمة مهمة. ولقد عبرت مفردات كلمته عن العقيدة الايمانية المتأصلة لدي الشعب العماني. الذين يعيشون في مجتمع اسلامي عريق يعتز أبناؤه علي مر العصور ان أجدادهم الأوائل قد اعتنقوا الاسلام طواعية وسلما دون قتال إبان حياة رسول الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. لا للتعصب والتطرف وفي العصر الحديث يتميز المجتمع في سلطنة عمان بالتماسك والترابط والتكافل بين أبنائه في إطار أسرة وحدة تربطها علاقات الصداقة والود مع مختلف الدول والشعوب منذ قرون عديدة حيث مارس العمانيون التجارة وتفاعلوا مع العديد من شعوب العالم, من الصين شرقا حتي أمريكا غربا. وأسهموا بنصيب وافر في الحضارة الانسانية عبر الاحتكاك والحوار الذي تعزز من خلال قيم الدين الاسلامي الحنيف خاصة العدل والمساواة وحرية المعتقد ودعوته الي الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة. وترفض سلطنة عمان كل صور التعصب والتطرف, وتدعو دوما الي التفاهم وحرية الفكر والمتقدم والاحتكام الي العقل. الشريعة الاسلامية الغراء ومن أبرز سمات المجتمع تحقيق وتأكيد شعور المواطن العماني ليس فقط بالأمن والامان ولكن أيضا بالعدل وحكم القانون في كل وقت وحت كل الظروف, ومن ثم تحقيق الاطمئنان الكامل تأكيدا لأهمية ضمان واحترام حقوقه وصيانتها وهو ماأسهم بشكل عميق في اطلاق طاقاته الخلاقة ومشاركته الفعالة في جهود التنمية الوطنية علي أساس ان العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين العمانيين دعامات تكفلها الدولة وهو ماأكده النظام الأساسي كمبدأ من المباديء الرئيسية الهامة في هذا المجال. وينبع النظام القضائي العماني من الشريعة الاسلامية الغراء ويرتكز علي العادات والتقاليد العمانية الراسخة, ويحرص علي التجاوب مع حركة المجتمع والاستجابة لمتغيراتها المتسارعة مع الحفاظ علي جوهرها النقي وسماتها الاصيلة. وشهدت السلطنة حرصا بالغا علي تحقيق العدالة الناجزة كمظلة واسعة يستظل بها المواطن وامتد ذلك لها. وشهدت السلطنة حرصا بالغا علي تحقيق العدالة الناجزة كمظلة واسعة يستظل بها المواطن وامتد ذلك من النطاق المحلي الي النطاق الدولي الواسع حيث أشار السلطان قابوس في خطابه في العيد الوطني الثامن والعشرين الي ان من أوجب الواجبات علي المستوي العالمي أن تعمل الدول علي محاربة الظلم والاستبداد وعلي التصدي لسياسات التطهير العرقي وامتهان كرامة الانسان, وأن تسعي الي إقامة ميزان العدل انصافا للمظلومين وترسيخا للأمن والسلام والطمأنينة في مختلف بقاع الأرض.