يتوقع اللواء محمود البحيرى – الخبير الأمني- موجة من الاغتيالات السياسية فى حال تطور التظاهرات الحالية وتعامل "الإخوان" معها بطريقة غير محسوبة، وأكد أن وزارة الداخلية لن تسمح باقتحام السجون، ومن يحاول الاقتراب منها فسوف يتم التعامل معه بالذخيرة الحية، وأشار إلى خطورة دفع الإخوان بميليشياتهم كى لا تتحول الأحداث الحالية إلى ما يشبه الحرب الأهلية، وأن الرئاسة تعلم جيدا قتلة جنودنا فى رفح وقتلة الضابط "أبو شقرة " ولكنها تتستر عليهم، والمزيد من التفاصيل فى سياق الحوار التالي... المحقق: ما هى الإجراءات الأمنية التى يمكن أن تتخذها وزارة الداخلية فى التظاهرات الحالية، خصوصا فى حالة اقتحام السجون؟ اللواء البحيرى: فى التظاهرات الحالية كل شيء وارد، ومن الصعب توقع ما سيحدث، وفيما يتعلق باقتحام السجون فالداخلية تؤمنها بشكل جيد، لأنها استوعبت الدرس بالنسبة للسجون التى اُقتحمت فى ثورة 25 يناير، ولن تسمح بالاقتراب من السجون، وسوف يتم التعامل مع من يقترب من السجون بالذخيرة الحية، كما أن اقتحام السجون حدث فى الثورة لأن "الإخوان" كانوا فيها ولكنهم الآن فى الحكم. المحقق: وماذا عن وجود بعض الأفراد من حماس أو الإخوان - ومنهم حارس الشاطر- فى السجون؟ البحيرى: أعداد الموجودين الآن فى السجون من حماس أو غيرهم قليلة جدا، كما أن اقتحام السجون فى 25 يناير كان يتميز بعنصر المفاجأة، وعادة خطة تأمين السجون كانت لمنع هروب المساجين، ولم يتصور واضع الخطة أن يتم اقتحام السجون من الخارج، فكان تأمين السجون وقتها من العصيان الداخلى فقط وما يترتب عليه من هروب، أما الآن فالخطة فى فكر الداخلية اتسعت، وتأمين السجون تم من الداخل والخارج، واستبعد أن يتم ذلك لأن الضحايا سيكونون كثرا. المحقق: يقال إنه تم رصد 5 آلاف عنصر إخوانى من حماس أو من ليبيا والسودان والأردن دخلوا مصر، كيف ستتعامل الشرطة معهم لو دخلوا وسط المتظاهرين؟ - فى حالة اندلاع عنف فالشرطة لن تفرز "حماس"من غيرها، وخاصة أن القيادة هى التى أدخلتهم، فمن الصعب إلقاء القبض عليهم، والممنوعون من دخول مصر استقبلهم الرئيس فى قصر الرئاسة، وهم 23 من قادة حماس، ومنهم 4 محظور دخولهم مصر. ومن الخطأ أن نتحدث من الناحية الأمنية عن الداخلية فقط، لأننا نتحدث تحت غطاء رئاسي، ووزير الداخلية لن يستطيع عمل شيء إلا من خلال توجيه رئاسي، أما إذا اشتبكت العناصر الخارجية مع الشعب فسوف تحدث مهازل، والمجموعة الخارجية لن تستطيع العمل وحدها، وستعمل تحت غطاء أناس من مصر- الإخوان- حتى فى حالة اصطدام "الحرية والعدالة" مع الشعب فسيكون هناك نذير بحرب أهلية، ولا أعتقد أن يغامر "الإخوان" بذلك حتى لا يدانوا عالميًا ويوضعوا تحت قائمة الإرهاب الفعلي. المحقق: فى حالة احتكاك العناصر الخارجية بالمصريين هل ستقوم الشرطة بالتصدى لهم فى التظاهرات الحالية؟ البحيرى: هذا ليس دور الشرطة، فهى ستركز علي حماية أماكنها، والمنشآت الحيوية والسجون، وإذا حدث احتكاك ينبئ بما يشبه الحرب الأهلية، فالجيش سوف يتدخل، وعند نزوله ستكون هناك سيناريوهات عدة أولها إعلان الأحكام العرفية وإسقاط، وإلغاء الدستور وفرض حظر التجوال فى البلد. المحقق: هناك ملابس شرطية تم تسريبها، كيف نعرف الشرطى الحقيقى من المزيف؟ البحيرى: الشعب لن يستطيع كشف الشرطى الحقيقى من المزيف إلا بالتصرف، فالشرطى الحقيقى يحمى ولا يحتك بالمتظاهر، والذى يحتك بالمتظاهرين لن يكون شرطيا، وهذا مبدأ، ولا جدال فى أن الشرطة سوف تساند الشعب. المحقق: هل يمكن للإخوان إظهار مليشياتها فى وجه الشرطة لإفشال التظاهرات الحالية؟ اللواء البحيرى: لو قاموا بذلك فسوف يقضون على أنفسهم، لأن ذلك سيدخلهم فى تصنيفهم كجهة إرهابية عالمية مثل طالبان، وهذا الفكر سيضرهم أكثر مما يفيدهم، كما أن العنف هو سبب فشل الإخوان، فالعنف لن يمنع ثورة، لكن الإخوان حاولوا إفشال التظاهرات الحالية قبل أن تبدأ، واستخدام العنف مغامرة غير محسوبة "ولن يسدوا فيها". المحقق: هل تتوقع موجة من الاغتيالات السياسية فى المرحلة القادمة؟ البحيرى: هذا أمر وارد، إذا وجدوا صعوبة فى المواجهة الشديدة، فالأمر قد يقتصر على اصطياد البعض، لكن لن تحقق الاغتيالات إلا النتيجة العكسية، ولن يأتى بالنتيجة المرجوة والناس سترشد عنهم، والكشف عن أى مخطط للاغتيالات أو غيرها يحتاج لإرادة سياسية من الرئيس، فمن قتل "أبو شقرة" والجنود فى رفح معروفون، والرئاسة لا تريد الإفصاح عنهم، وذلك ما أكده وزير الداخلية فى أحاديثه.