"أكون أو لا أكون".. شعار رفعته جماعة الإخوان المسلمين على مدى أكثر من 80 عامًا ولاتزال متمسكة به حتى الآن، بل وفعلت من أجله المستحيل من قتل وحرق وتفجير وكل ذلك سببه "السلطة". فمنذ نشأة "جماعة الإخوان المسلمين" عام 1928 وتعتبرها الحكومات المتعاقبة "محظورة" وتعرض أعضاؤها لضربات أمنية موجعة ومتواصلة أدت إلى دخول قادتها السجون لسنوات طويلة، وعندما حانت لهم اللحظة لتحقيق حلمهم بعد ثورة 25 يناير، أضاعت أطماع وجهل هذه القيادات بل وجهلها كل شيء في لحظات، بل وصل الأمر إلى توقع البعض بأن تدخل الجماعة "دائرة الحظر" مرة أخرى بعد "30 يونيو". وفى إطار مواصلته لتحليلاته عن المشهد الحالي الذي تعيشه مصر، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، في تحليله لموقف قيادات جماعة الإخوان المسلمين، أن الوضع أصبح حرجًا للغاية بالنسبة لهم، لأنهم الآن يعانون من ضغط نفسي شديد وحالة من الارتباك تسيطر عليهم، بالإضافة إلى شعور يشبه فقدان الأمل بالإضافة إلى شعور ملموس بالألم. وأضاف "فرويز" أن الجماعة الآن لم يعد أمامها سوى التفكير بطريقتين إحداهما تعتمد على اتخاذ قرار عاجل وحازم يشوبه جزء من العناد، يجعلهم يخسرون كل شيء أو أنهم يتجهون إلى معالجة الموقف بطريقة دبلوماسية، فيما يشبه لعبة القط والفأر بين الجماعة وقيادات الجيش، موضحًا أن قيادات الجماعة الآن تسيطر عليهم حالة من الانهزامية والفشل. أما عن الشعور الذي يسيطر على "مرسي" الآن، ذكر المحلل النفسي أن مرسي "نادم" ولكنه يكابر ولديه أيضًا شعور بالذنب تجاه الشعب، مؤكدًا أن الرئيس الإخواني " في الأول والآخر بني آدم.. ولكن الطريق إلى الأخونة كان مذهبه". وأوضح أن هناك حالة من القلق النفسي الشديد تسيطر عليه مخلوطة بخوف شديد من المستقبل الذي باتت معالمه غير واضحة، مضيفًا أن حالة مرسي الآن إما أنه "قلق إيجابي يصل من خلاله إلى حل نهائي" أو "قلق مرضي يفقده السيطرة على أعصابه ويجعله يتمسك بالمنصب". أما عن خيرت الشاطر قال "فرويز" أنه شخص عقلاني بالرغم من جحوده ولن يلجأ للعنف في هذا التوقيت بل سيتجه إلى حل وسط يخرجه من المأزق دون خسائر. وعن "محمد البلتاجي وعصام العريان وصفوت حجازي"، أشار "فرويز" إلى أنهم شخصيات "هجاصة" تسعى إلى اللعب بالأعصاب في الوقت الضائع، وتحاول أن تشن حربا نفسية على الثوار لتخويفهم، ولكن بالفعل من يشعر بالخوف هم ويحاولون تصديره إلى الآخرين.