كشفت مصادر سياسية وعسكرية متطابقة أن التصريحات الأخيرة التى أدلى بها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أثناء حضوره الندوة التثقيفية الخامسة التى نظمتها القوات المسلحة أول أمس الأحد بمسرح الجلاء، والتى أكد فيها أن الجيش لن يسمح بانزلاق الأوضاع فى البلاد أو ترويع المصريين، سبب حالة من الارتباك لدى مؤسسة الرئاسة وغضبا داخل جماعة الإخوان المسلمين إذ عقد المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان اجتماعًا عشية تصريحات «السيسي» لتدارس الموقف فيما عقد الرئيس محمد مرسى اجتماعًا مع عدد من مساعديه ومستشاريه أفضى إلى ضرورة الاستجابة لبعض مطالب المعارضة وعلى رأسها إقالة الحكومة. المصادر – التى طلبت عدم ذكر اسمها –قالت ل «فيتو»، إن تصريحات «السيسى» صدرت بشكل منفرد دون تنسيق مع مؤسسة الرئاسة التى فوجئت بهذه التصريحات غير المتوقعة من وزير الدفاع بحسب المصادر، وأشارت إلى أن ما شهدته مليونية «لا للعنف» التى نظمتها جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدوها يوم الجمعة الماضى بميدان رابعة العدوية وما شهدته مدينة المحلة ومحافظة كفر الشيخ وغيرهما من المدن والمحافظات من أحداث عنف دفعت «السيسي» لتحذير القوى السياسية المختلفة ودعوتها للتوافق قبل «أسبوع» من مظاهرات 30 يونيو. وبينت المصادر أن وزير الدفاع أجرى اتصالات هاتفية مع 5 شخصيات إخوانية وليبرالية فى محاولة للتوصل إلى صيغة توافقية تمنع انحدار البلاد لحرب أهلية إلا أن هذه الشخصيات لم تبد مرونة وتمسك كل طرف بموقفه المتشدد حسبما وصفته المصادر مما دفع «السيسي» لإطلاق هذه الرسائل التحذيرية. وفى مفاجأة من العيار الثقيل كشفت مصادر عسكرية أن المجلس الأعلى للقوات للمسلحة عقد اجتماعا يوم السبت الماضى دون دعوة الرئيس باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة حسب الدستور وهى سابقة أولى من نوعها لم تشهدها مصر إلا إبان الثورة إذ عقد المجلس الأعلى للقوات آنذاك اجتماعًا فى غياب الرئيس السابق حسنى مبارك وأعلن فى أعقاب هذا الاجتماع انحيازه لمطالب الشعب. وقالت المصادر إن حالة من الغضب العارم سيطرت على القوات المسلحة عقب تصريحات القيادى الإخوانى الدكتور محمد البلتاجى التى وصف فيها الجيش المصرى بجيش النكسة خلال كلمته بمليونية «رابعة»، مشيرة إلى أن الاجتماع عقد باتفاق بين كل أعضائه بالتنسيق مع رئيس الأركان الفريق صدقى صبحي. وأوضحت أن الاجتماع ناقش الأوضاع الداخلية للبلاد والتهديدات التى أطلقها عدد من القيادات الإخوانية على مدى الأيام الماضية بسحق متظاهرى 30 يونيو، كما ناقش الاجتماع عددا من التقارير الأمنية التى رصدتها جهات أمنية سيادية كشفت بها عن تحركات واسعة لجماعة الإخوان المسلمين لوأد مظاهرات 30 يونيو حيث تم الاتفاق خلال الاجتماع على إصدار البيان الأول وهو تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى واتفقت الأطراف المجتمعة على إصدار بيان تال بدعوة أطراف الأزمة للحوار الوطنى تحت إشراف المؤسسة العسكرية وإعلان أن الجيش سيكون الضامن لما يتم الاتفاق عليه خلال هذا الحوار وذلك لطمأنة القوى السياسية المعارضة، فيما اتفقت القيادات العسكرية على اتخاذ هذه الخطوات دون الرجوع لأى من أطراف الأزمة مع إرسال رسالة طمأنة للشعب المصرى خاصة بعد تهديدات القوى الإسلامية بإهدار دم المتظاهرين فى 30 يونيو.