شككت فرنسا في استعداد النظام السوري وقدرته على التفاوض أو الالتزام بمحادثات السلام مع المعارضة السورية في إطار المؤتمر الدولي للسلام بشأن سوريا "جنيف -2". وانتقد فيليب لاليو، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية ؟ في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء- التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم وأكد من خلالها أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يسلم السلطة. وقال الدبلوماسي الفرنسي إن تلك التصريحات "مقلقة للغاية" وإن "منطق جنيف 2 يجب أن يرتكز على مقررات مؤتمر جنيف-1 وما خرج عنه في يونيو من العام الماضي وينص على نقل جميع السلطات التنفيذية، بما فيها المتعلقة بالجيش أو الأجهزة الأمنية لحكومة مؤقتة متفق عليها بصورة متبادلة. وأضاف أن تصريحات المعلم تعكس التصلب في موقف الأسد، وتظهر أن النظام السوري ليس في حالة ذهنية تمكنه من التفاوض حول أي شيء، مشددا على أن بشار الأسد لن يكون جزءا من الحل بالنسبة للأزمة السورية. وفيما يتعلق بتطورات الأحداث في صيدا اللبنانية، أكد لاليو أن الخطر الرئيسي على لبنان يتمثل في سلامته والتوازنات بشكل عام بالبلاد، والناتجة عن تأثر لبنان بتداعيات الأزمة السورية، مشيرا إلى أن الأحداث الأخيرة التي شهدها لبنان ليست الأولى من نوعها ويتعين القيام بكل الجهود من أجل الحفاظ على لبنان بعيدا عن الأزمة السورية. وشدد على أن موقف فرنسا في هذا الصدد يتلخص في أن "الحرب في سوريا ليست حربا لبنانية"، وبالتالي فإن موقف الرئيس اللبناني ميشال سليمان في هذا الصدد "شجاع جدا". واعتبر لاليو أن انخراط حزب الله اللبناني في القتال الدائر بسوريا يزيد من تأثر لبنان بالأزمة السورية ولذا فإن باريس تدعم الطلب الذي تقدمت به المملكة المتحدة لإدراج الجناح العسكري ل"حزب الله" على اللائحة الأوربية للجماعات الإرهابية. وأوضح أن مسألة اللاجئين السوريين الذين يواصلون توافدهم على الدول المجاورة، ومخاطر ذلك لاسيما على لبنان "مصدر قلق بالنسبة لنا، والمجتمع الدولي بأسره".