التحرش مرض نفسي أم انهيار أخلاق؟.. مريض الهوس تصدر عنه تصرفات لا إرادية.. ورم الفص الجانبي من المخ "بالقائمة".. والكبت الجنسي أبرز الأسباب

التحرش جريمة أخلاقية تواجهها المجتمعات ولها عقوبة قانونية، ولكن الأصعب أن يكون هذا السلوك من طبيب، أعطاه المريض الأمان ليخفف عنه آلامه وأوجاعه، كما حدث مع طبيب نفسي يدعى "ا.م.ا"، الذي تم اتهامه بالتحرش جنسيا بمريضاته داخل عيادته حيث فتحت نيابة غرب طنطا الكلية بمحافظه الغربية تحقيقا موسعا في أول بلاغ رسمى من 4 فتيات من مدينة طنطا ضده.
وأيضا واقعة طبيب الأسنان المتهم بالتحرش بالرجال والذي أمر النائب العام بالتحقيق فيها، بعدما تلقى عريضة إلكترونية من وكيل ثلاثة يشكون طبيبًا بسابق التحرش بهم وتحريضهم على ممارسة الفجور معه، وبعرض الأمر على النائب العام، أمر باتخاذ إجراءات التحقيق في الواقعة، وهو ما أثار التساؤل حول أسباب التحرش هل هو مرض نفسي أم انهيار للأخلاق، وخاصة أنه غير متعلق بالتعليم أو الثقافة.
المخ
ويقول "جمال فرويز، الطبيب النفسي أن هناك بعض الأمراض التي تصيب الشخص وتجعله ضمن فئة المتحرشين، ولكنها قليلة أهمها الهوس، موضحا أن الوسوسة يدفع الفرد لإصدار تصرفات "لا إرادية "، فضلا عن بعض الأمراض العضوية وعلى رأسها وجود ورم في المخ، وخاصة في الفص الجانبي من المخ، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على بعض تصرفات المريض، وتدفعه إلى التحرش بالسيدات.
التخلف العقلي
وفي نفس السياق، يقول "أحمد الباسوسي"، استشاري الطب النفسي أن التحرش ترجمة لأعراض اضطرابات معينة سواء كانت جنسية أو اضطرابات أخرى في الشخصية أي كان نوعها، تدفعه لفقدان القدرة على التحكم في انفعالاته، ويرتفع لديه الكف النفسي القادرة على كبت الانفعالات المناهضة لتقاليد المجتمع، متابعا: التخلف العقلي من أبرز الأسباب أيضا التي من الممكن أن تترجم لسوك التحرش، وخاصة أن المريض ليس لديه البصيرة لضبط انفعالاته أو سلوكه، ويفقد القدرة على التحكم في الذات والسيطرة على النفس.
الاكتئاب والعدوانية
وعلي الجانب الآخر، يقول "ماهر الضبغ" أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية: لا يوجد علميا مرض معين يمكن وضعه تحت مصطلح التحرش، ولكن المتحرشين يتميزون ببعض الخصال، والتي من أبرزها الكبت الجنسي والاكتئاب والعدوانية وخاصة ضد المرأة.
واشار إلي أنه من الصعب الربط بين التحرش والمرض، منوها بأن المريض يكون مندمجا في مرضه والأعراض التي تظهر عليه، ولم يثبت علميا أن تناول بعض الأدوية تجعل للمريض ميولا لسلوك التحرش.
أخلاقيات المهنة
ووضع الخبراء حلولا غير تقليدية خارج الصندوق لمواجهة تحرش الأطباء، حيث يقول "محمد كمال" أستاذ علم الأخلاق بجامعة بني سويف: هناك مجموعة من القواعد الأخلاقية ينبغي الالتزام بها من قبل العاملين في المجال الطبي ضمن أخلاقيات المهنة، بوضع حلول واضحة لكافة المعاملات بين العاملين والمرضى، على أن تدرس تلك الأخلاقيات ضمن آداب المهنة.
وحدد "كمال" تلك الأخلاقيات في عدة عناصر أهمها عدم الانفراد بعضو العملية الطبية بمريض من الجنس الآخر ولابد من وجود إما ممرض في نفس النوع أو أحد أقارب المريض، بالإضافة إلى وضع كاميرات في الأماكن العامة ترصد بدقة كل ما يحدث داخل المركز الطبي، واتخاذ عقوبات صارمة لأقصى درجة مع كل شخص يتحرش بالمرضي.
مراحل التحقيق
وفي نفس السياق، يقول "طارق كامل" مقرر لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء، إن أخلاقيات المهنة تم تدريسها كاملة للأطباء وحلفوا اليمين عليها، وإذا خالف ذلك وثبت ذلك يتم التحقيق معه ثم حبسه، وهو ما تنص عليه لائحة آداب المهنة.
وأشار إلى أنه في حالة وجود شبه أخلاقيه من قبل أحد أعضاء العملية الطبية يتم تحويله إلى تحقيق إداري ثم محاكمة تأديبية، وعلى المستوى النقابي تفتح النقابة التحقيق معه وإذا ثبت ذلك يتم شطبه، وفي محاكمة النيابة العامة يحكم عليه بالحبس.
وأكد مقرر لجنة آداب المهنة، أنه من المستحيل وجود مرافق للمريض في بعض الأماكن كما في غرفة العمليات أو العناية المركزة، لذلك من الصعب تطبيق هذا المقترح في العموم.