والأمم ترتقي عند الاهتمام بمرفقي التعليم و الصحة، فالأول يزيد من وعيها وفهمها ويرقي سلوكها، بينما الثاني (الصحة) يمنحها البنية العقلية والنفسية والبدنية، الضرورية للأعمار و الإنتاج فالمرض يعد أحد العلل الكبرى لدى الأمم إلى جانب الفقر، والتخلف، وتلوث البيئة، ومن هنا فان اهتمام الأمة بالصحة العامة هو احد الاستراتجيات الكبرى للدولة المعاصرة. "من الواضح أن لا أحد يمكن أن يكون مجرد عالم فقط ومن ضمنهم الطبيب، فالعلماء هم أيضاً مواطنون وآباء وأبناء وأزواج، لكن معتقدات العالم حول معنى العلم تمر غالباً من دون تمحيص، ونتيجة لذلك يخضع العلماء لتربية أخلاقية تزيد لدرجة كبيرة من قدرتهم على التقويم النقدي الصادق لمشروعهم. وكلما ازداد انتماء الأطباء لوجهة نظر علمية أكثر فأكثر فان مهنة الطب تصبح ضعيفة في مواجهة المرضى و المعاناة والدراما الإنسانية والتي لا يستطيع أي طبيب أن يتحاشاها.. أما الأطباء اليوم فهم أكثر سلطة وأكثر صمماً، واقل عجزاً بكثير في مواجهة المعاناة والآلام، ومع ذلك فهم أحياناً لا يسمعون الصرخات التي تصور عدم إمكانية الشفاء، إن قليلاً من التربية الإنسانية قد يشفي الأطباء من الصمم، ويجعل ذلك من علاج المريض الميئوس من شفائه أمراً سهلاً، لكن على الأقل سيترك الطبيب أقل عرياً في أجنحة المرضى. إن الفضيلة الأخلاقية للطبيب تتشكل و تعلن عن نفسها إلى جانب سرير المريض و ليس في مختبر الأبحاث، إذا ما تمكن الطبيب من إظهار قدراته الإنسانية على التحمل أثناء معايشته مشكلات المرضى، فهو ينخرط في قصص إنسانية معينة، هذه الأمور ليست من مادة العلم، لكنها من الشعر، و من خلال ذلك تنكشف لنا مأساة الحياة الإنسانية للأفراد و التي هي إحدى امتيازات مزاولة مهنة الطب أن انهيار القيم في المجتمع بشكل عام وعدم وضع القيم الأخلاقية كمحك من محكات المكانة والوظيفة وهذا التهميش للأخلاق جعل المجتمع لا يطفو علي سطحه بسرعة إلا الأسوأ والأدنى أخلاقا مثل الانتهازي والوصولي والأفاق والأكثر تيسيرا للجرائم الأخلاقية في الظاهر أو في الخفاء ليتبوأ أعلي المناصب مما يجعل فسادهم يستشري أكثر، والشباب يجد هذه النماذج السيئة معادلة للترقي وتبوء المراكز المرموقة لمن تخلي (وليس متحلي بفارق نقطة) عن الأخلاق، والأبواب مفتوحة والوصول سهل فقط عليه أن يبيع جسده وسمعته ومكانته العلمية ومهاراته الأكاديمية ليصل بسرعة، وهذا يستلزم ضرورة وضع كل من يتبوأون المراكز والمسئوليات تحت ميكروسكوب الأخلاقيات واستبعاد كل من تشوبه الأخلاقيات السيئة. أهم سبب للانحراف والوقوع في الخطيئة والجريمة الأخلاقية هو ضعف الالتزام بتعاليم الدين. ٭ ومن أهم أسباب حدوث الجرائم الأخلاقية هو تفكك الأسرة بسبب الطلاق أو موت أحد الوالدين أو سجن رب الأسرة أو غيابه عن الأسرة لفترات طويلة، ومن العوامل أيضاً سوء التنشئة الاجتماعية وفساد الرفاق، والاختلاط والتبرج، وسوء بيئة العمل، كما يُعد الفقر أو انخفاض مستوى الدخل من أهم أسباب حدوث هذه الجرائم حيث تدفع الحاجة إلى المال إلى الانحراف والجريمة الأخلاقية. أما مسؤولية الطبيب فتكون عادة إما عن خطئه لعدم التزامه بالشروط السابقة وأما خطأ طبي أما في الحالة الثالثة فتكون المسؤولية على حجم الضرر سواء كان ماديا أو أدبيا سواء للفرد ذاته أو ذويه. بينما مسؤولية الطبيب في العلاقة السببية فتكون إما عن طريق القضاء وتكون لصالح المضرور عادة لان الطبيب عادة يكون في هذه الحالة ينفي ويرجع الأمور الى قوة قاهرة والى خطأ المضرور أو الى الغير. في حين تكون مسؤولية الطبيب من خلال تقرير نظرية تفويت الفرصة إما تعويض المريض ولو جزئياً وإما بحسب القضاء الفرنسي الذي يقل بان الطبيب ليس مسؤولا عن الضرر المحقق كالوفاة إنما عن تفويت فرصة الشفاء بسبب الخطأ الطبي. عد حادث اغتصاب إحدى المريضات بأحد المستشفيات الحكومية الكبرى صار هناك خوف واضطراب من قبل المريضات اللائي يقصدن المستشفيات لوحدهن بقصد العلاج من آلام بسيطة حيث تسبب الحادث في أزمة عدم ثقة بين الأطباء والمرضى فالطبيب الذي اغتصب المريضة استغل وضعه المهني في ارتكاب جريمة شكلت أخطر تطور تشهده المرافق العلاجية ففي السابق حدثت حالات تحرش وقعت بالعيادات الخاصة ولكنها لم ترق لجريمة اغتصاب كما حدث بالمستشفى الحكومي الكبير فيما معظم حالات العيادات الخاصة تم الكشف عنها بواسطة الشرطة وقدم القائمون عليها للمحاكمات ولكن أن تتقدم مريضة لإدارة المستشفى بشكوى اغتصاب ضد طبيب معالج يصبح الأمر خطيراً إذ أن حجم الضرر النفسي والاجتماعي الذي لحق بالمريضة كبير وأن الكشف عنه أفضل من السكوت عليه رغم العادات والتقاليد السودانية التي تتطلب السكوت على حالات الاغتصاب حيث تتم معالجتها في نطاق ضيق من السرية الأسرية كما أن ثقافة المجتمع السوداني الاجتماعية في الغالب لا تميل إلى إثارة القضايا المسكوت عنها من أجل التسويات المادية. أخلاقيات مهنة الطب التي تدرس للأطباء بالجامعات وتهدف الى جعل الأطباء نموذجاً إنسانياً في التعامل مع المرضى باتت تحتاج الى تدريب مهني راسخ لتطبق على أرض الواقع بعد حادثة اغتصاب المريضة التي دخلت المستشفى طلباً للعلاج فتحولت حياتها إلى جحيم لايطاق فهل اصرارالطبيب على ارتكاب جريمة الاغتصاب لها علاقة بالضغوط اليومية الاجتماعية وهل يمكن لمثل هذا الحادث الذي وقع بالمستشفى الحكومي الكبير أن يضع كل الأطباء الذين يتعاملون مع أقسام المريضات بالمستشفى تحت المراقبة وهل أخلاقيات مهنة الطب التي تدرس بالجامعات تؤثر علمياً على أخلاقيات الأطباء عند التخرج ومزاولة المهنة على أرض الواقع فالواقع المعاش بالمستشفيات الحكومية يشير الى أن جريمة الاغتصاب من الصعب التفكير فيها ولكن حادثة الاغتصاب التي تقدمت ضحيتها بشكوى رسمية لإدارة المستشفى ربما تكشف الكثير عن الجرائم المسكوت عنها التي وقعت تحت ستار المهنة الإنسانية وتم التكتم عليها بدواعي العار الاجتماعي ولكن تبقى قصة اغتصاب مريضة من قبل طبيب أثناء معالجته لها عالقة في أذهان المرضى وذويهم طوال الحياة . تخلى طبيب من كل معاني الشرف والإنسانية وأخلاقيات المهنة حيث قام باغتصاب مريضة تبلغ من العمر 18 عاماً في إحدى جلسات العلاج بعدما قام بتخديرها . تلقى المقدم فوزي عامر رئيس مباحث قسم ثاني أكتوبر بلاغ من طالبة تبلغ من العمر 18 عاماً ومريضة بمرض بالمخ ووالدها يتهمون الطبيب المشرف على علاجها بأحد المراكز الخاصة في الحي الرابع بأكتوبر باغتصابها ، أثناء إحدى جلسات العلاج بالمركز أفادت التحريات الأولية، أن الطالبة تعانى من زيادة فى كهرباء المخ، الأمر الذي أدى إلى قيام والدها (أخصائي أشعة)، للذهاب إلى المركز، والاتفاق مع الطبيب بعمل جلسات طبية لنجلته. وذكرت الطالبة فى محضر الشرطة، أن الطبيب قام بالاتصال بها ، وطلب منها الحضور لعمل جلسة، وأضافت أنها حضرت بمفردها لانشغال والدها فى العمل، وعند وصولها المركز قام الطبيب بوضع مخدر فى كوب ماء واعتدى عليها جنسيًا وفض غشاء بكارتها. وتتابع الطالبة التي تروي قصتها أمام رئيس المباحث، ولم تكف عن البكاء، قائلة إنها فوجئت أيضًا بقيام الطبيب ويدعا (عاكف. س )، بعد اغتصابها أثناء فقدها الوعي من أثر المخدر، بجعلها توقع على عدد من إيصالات الأمانة على بياض، وقام بتهديدها بعدم الإبلاغ أو تروى ما حدث لوالدها. تم عمل محضر بالواقعة ، ومن المنتظر إصدار النيابة قرارًا بضبط وإحضار الطبيب للتحقيق معه في التهم المنسوبة إليه في الواقعة. فى جريمة بشعة يندى لها الجبين، تناسى طبيب العهد الذى أخذه على نفسه بأن يحترم آداب مهنته ويصون عرض غيره ويستر عورات مرضاه وغرس رأسه فى الرمال ودفن ضميره حياً وخلع الثوب الأبيض ليتلفع بالرذيلة ويحاول اغتصاب مريضة داخل المستشفى الذى ترقد فيه ليسطر بيده شهادة خيانته لمهنته . عقارب الساعة كانت تشير إلى الرابعة فجراً، آلام مبرحة انتابت جسد الزوجة الشابة صداع حاد يكاد يفتك برأسها سيول من الماء تنصب من جسدها وارتفاع الحرارة يفتك بها فى لمح البصر تبدل حالها وكانت على شفا حفرة من الموت أسرعت وأيقظت زوجها الشاب جميع أبواب العيادات الخاصة مغلقة والمستشفى الحكومى الخارج منه بالفعل مولود حسبما اعتقد الزوج ماهو السبيل لإنقاذ رفيقة العمر وأم الأبناء وشريكة الحياة بحلوها ومرها زلزال هز الزوج من الأعماق كلما وقع بصره على رفيقته صال وجال بخاطرة . تذكر تلك المستشفى الخاص بمنطقة المقطم فقد سمع الكثير عن نظامه والخدمة العالية ولكنه لم يسمع عن سلوكيات الأطباء بداخله، لم يكن أمامه سبيلاً سوى حمل زوجته، والهروب بها إلى ذلك المستشفى المهم إنقاذها توجه الزوج إلى قسم الاستقبال ودفع كل ماطلب منه وأوصلته الممرضة إلى حجرة الطبيب المعالج المختص فى أمراض الباطنة طرق الباب ومعه زوجته التى كانت تصارع الموت شاب فى بداية العقد الثالث من العمر يرتدى البالطو الأبيض والنظارة وكل ذرة فى وجهه ومظهره تشهد بأنه طبيب . حدثه الزوج عن آلام زوجته المبرحة التى أحست بها، بينما الزوجة لم تتفوه بكلمة واحدة من شدة تعبها انطرحت على الشازلونج، وبدأ الطبيب فى الكشف عليها وفحصها طلب من زوجها شرورة عمل أشعه لها فى التو واللحظة وعلى وجه السرعة قام الزوج بدفع كل نقوده للمستشفى ولم يتبق له مليم واحد، وطلب الطبيب من الزوج دفع تكاليف الأشعة قبل إجرائها سأل الطبيب عن إمكانية تأخير الأشعة ساعتين على الأكثر حتى يستيقظ أشقاؤه ويطلب منهم مايريده من مال فأخبره الطبيب أن كل دقيقة تمر خطراً على حياة زوجته .