العلاقة بين الرجل والمرأة، تحكمها العديد من الأطر والمبادئ، التي دائمًا في مجتمعنا الذكوري يحددها الرجل، فهو من يحدد ما إن كانت ستعمل بعد الزواج أم لا، وعلى الرغم من أن مسألة عمل المرأة بعد الزواج، قد حسمت إلى حد كبير، وأصبح عمل المرأة ضرورة تتطلبها ظروف الحياة، فإن الرجل مازالت له تحكماته الشرقية. فبعد أن استسلم الرجل لعمل المرأة أصبح يتحكم فيما ستعمل، كما أنه من يحدد ماذا تعمل، فهناك مهن يفضلها الرجل للمرأة، وأخرى وضعها في قائمة الممنوعات ويرفض عمل المرأة بها، فنجد كثيرًا من الرجال لديهم تحفظات، بل يرفضون بعض المهن التي تعمل فيها النساء، وأشهر هذه المهن التي يرفضها الرجل "المحامية والصحفية والطبيبة"، وغيرها، حيث إن الرجل ينظر لمثل هذه المهن على أنها لا تناسب طبيعة المرأة، وقد تؤثر في شخصيتها، وتفقدها أنوثتها، وتصبح ندًا له، وهذا ما لا يقبله الشرقي. ونجد كثيرًا من الرجال يرفضون الارتباط بامرأة تعمل محامية، لما يعرف عن هذه المهنة ما تتطلبه من مراوغة ودهاء، وقوة شخصية، كما أن المحامي يتعامل مع مجرمين وخارجين على القانون، وهذه الصفات لا تتناسب مع طبيعة الأنثى التي يريدها الرجل الشرقي، حيث يريد من زوجته أن تكون تابعًا له، وأن تكون له اليد العليا في كل شيء، فلن يغامر مع شخصية قيادية، قد تتعامل معه بندية لا يقبلها هو على كرامته. كذلك الصحافة من المهن التي يضعها الرجل في القائمة السوداء، وتجد الكثير يخافون الارتباط بصحفية؛ لأنها تتعامل مع كل فئات المجتمع، كما أنها لا تخاف التصريح برأيها، وتعتز بقلمها وبالتالي بشخصيتها، فلن تسمح لأحد أن يسيطر عليها، أو يقودها. أما الطبيبة، فيخاف الرجل من ذكائها، فالمعروف عن الطبيب تفوقه الدراسي، وبالتالي يتمتع بذكاء ورجاحة عقل، وهذا ما يخافه الرجال، فلا يقبل الرجل الشرقي أن تفوقه المرأة ذكاءً، كما أن المعروف عن الطبيبة أن وقتها ليس ملكها، فهي ملكٌ لمرضاها، وكذلك قد يتطلب عملها الخروج من المنزل في أي وقت. كذلك المضيفة توضع في القائمة، فيرفض بعض الرجال عمل المرأة كمضيفة لما يسمعونه عن تعرضها لسخافات الرجال في الهواء، كما أن طبيعة عملها التي تفرض عليها خدمة طاقم الطائرة بمن فيهم الطيار يجعلهم يرفضونها.