سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
5 أسباب لموقف مرسي من النظام السوري.. موقع أمريكي يحلل موقف القاهرة من الأسد لتقديم برهان على الولاء لأمريكا.. إثارة النزعة الطائفية بين السنة والشيعة بعد تدخل حزب الله.. وهروب من المأزق الداخلي
رصد موقع "بوليسي مايك" الأمريكي 5 أسباب وراء قرار الرئيس محمد مرسي قطع العلاقات مع النظام السوري والهجوم عليه بهذا الشكل في خطابه الأخير الذي ألقاه السبت الماضي والدعوة إلى فرض منطقة حظر جوي على سوريا. وقال الموقع، المختص بتحليل شئون الشرق الأوسط، اليوم الخميس إنه بالعودة إلى تنديد مرسي علنا بنظام الأسد في كلمته التي ألقاها في قمة عدم الانحياز بطهران شهر أغسطس الماضي، مما دفع الوفد السوري إلى مغادرة القاعة، لم يمثل حديثه الأخير أي مفاجأة. وأوضح الموقع أن الأسباب التي دفعت مرسي لاتخاذ هذا الموقف هي أن مرسي والثوار السوريين يتشاركون في ثورات الربيع العربي؛ حيث يعد مرسي أول رئيس منتخب لمصر وجاءت به الثورة إلى الحكم بعد "الانفتاح الديمقراطي" الذي أسسته الثورة رغم أن سياساته وقراراته خلال عامه الأول تم اعتبارها إلى حد ما خيانة لروح الثورات الإقليمية. ومع ذلك، فإن مرسي وجماعته وكذلك قطاعات عريضة من الشعب المصري الذي اشترك في الثورة ضد مبارك يتضامن مع أولئك الذين يكافحون ضد الأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي؛ كما أن قرار قطع العلاقات ليس بجديد، حيث سبقت في ذلك مصر كلا من تونس وليبيا منذ أكثر من عام. ورغم أن استطلاع الرأي الذي أجراه مركز بيو الأمريكي في مايو الماضي كشف أن ما يقرب من 60٪ من المصريين يعارضون إرسال الحكومات العربية والغربية أسلحة وإمدادات عسكرية للمعارضة المسلحة، أشار الاستطلاع أيضا إلى أن 81٪ من المصريين ضد الأسد بينما وجد أن 11% فقط يؤيدون النظام السوري. وتتضمن أسباب إعلان الموقف أيضا تبعية مصر لواشنطن؛ فيقول الموقع: "مثل الثورة الإيرانية في عام 1979، انتهت ثورة يناير 2011 بالإطاحة بالرئيس المستبد والعلماني المدعوم من الولاياتالمتحدة؛ وعلى عكس الثورة الإيرانية، التي قطعت العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإيران على المدى الطويل، تركت الثورة المصرية علاقة "الراعي والعميل" القائمة بين واشنطن والقاهرة منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1978". كما أن مصر لا تزال ثاني أكبر متلقي للمعونات الخارجية الامريكية بعد إسرائيل حيث إنها لا تزال تتلقى ما يقرب من 1.3 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة سنويا، فضلا عن أن مصر تعتمد على دعم الولاياتالمتحدة للحصول على قرض صندوق النقد الدولي، والأهم هو أن إدارة أوباما تشارك مرسي الرأي الإيجابي نفسه تجاه ثوار سوريا مما جعل بلا شك قطع العلاقات أسهل، فكل من الراعي والعميل بينهما مصالح مشتركة. والجدير بالذكر أن قرار مرسي سبق بيومين إعلان البيت الأبيض تسليح المعارضة السورية. ويعد ثالث أسباب موقف مرسي هو أن الأسد والإخوان المسلمين يكرهون بعضهما البعض؛ فبرغم دعم الأسد الطويل لحركة حماس في غزة، إلا أنه طالما كانت العلاقات بين الإخوان من جهة وبشار ووالده حافظ الأسد من جهة أخرى مليئة بالعداء؛ وفي عام 1976، حملت جماعة الإخوان السورية السلاح ضد الحكومة بعدما ضاق ذرعا بالنظام البعثي. وتصاعدت حركة التمرد على مر السنين، بما في ذلك حملات اغتيال ضد مجموعة من رموز النظام، حاولت في ذروتها استهداف حافظ نفسه، مما دفع النظام إلى تنفيذ مجزرة انتقامية من مئات السجناء في سجن تضمر قرب حمص. كما قضى الأسد الأب على انتفاضة 1982 عندما أمر بدك مدينة حماة بوحشية لا تقل عن وحشية الابن. وأسفرت مذبحة حماة التي استمرت 27 يوما عن مقتل عشرات الآلاف في واحدة من الحلقات الأكثر دموية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث؛ ومع أن جماعة الإخوان المصرية ليست تلك التي في سوريا لكن هناك تقاربا بينهما، وكلتاهما خضعتا لعقود من القمع من قبل الأنظمة الاستبدادية. ويرجع تورط حزب الله في الحرب الأهلية السورية أحد أسباب إعلان مرسي قطع علاقته بنظام الأسد؛ فلم يعد سرا أنه في الأشهر الأخيرة اتخذ الصراع في سوريا منعطفا نحو الطائفية العلنية، ويمكن القول إنه كان لصالح نظام الأسد. لكن الحدة الطائفية تصاعدت منذ شهر عندما أعلن حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله على الملأ قرار الشيعة في لبنان التدخل للدفاع عن نظام الأسد، ولعبت مجموعة الخميني دورا واضحا في الحصار مدينة القصير السورية، التي انتهت لصالح النظام السوري منذ نحو أسبوع. ويعتبر حزب الله ،ذو الارتباط الوثيق بإيران، قوة عسكرية هائلة وله تاريخ طويل من الإرهاب وحرب العصابات لذا فهو الميليشيات الشيعية الرائدة في العالم العربي، ومع اندلاع الثورة السنية في سوريا، لعبت تلك الأطراف الشيعية دورا مضادا لها مما عمق من طائفية الصراع السوري. لذا عندما دعا مرسي خلال خطابه حزب الله على وجه التحديد للانسحاب من سوريا، يجب أن يوضع في الاعتبار أن مصر هي بلد سني كبير وبعد الثورة نشأت العديد من الأحزاب الإسلامية السلفية أكثر تشددا بشكل ملحوظ من جماعة الإخوان مثل حزب النور الذي حظي بقاعدة شعبية أهلته ليكون ثاني حزب في البرلمان المنحل، وكان لهذا على الأرجح بعض التأثير على حسابات مرسي بخصوص سوريا. وحتى لو لم يكن للاعتبارات الطائفية أي تأثير على قرار مرسي، فإن تدخل حزب الله تصعيد خطير للصراع في سوريا. أما آخر الأسباب فهي المشاكل الداخلية التي يواجهها مرسي؛ ففي ظل الأزمات الداخلية المختلفة التي تضرب حكومة مرسي - من المأزق الاقتصادي الهش في مصر إلى انخفاض شعبيته وفقدان الثقة بإدارته وتجاوب الشارع مع حركة تمرد ومطالبتها بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة والمظاهرات المقررة في 30 يونيو- يمكن أن يكون الشأن السوري وسيلة جيدة لإلهاء الشعب عن مشكلاته.