إيهاب شيحة : من يريد التخلى عن سوريا للدعم الأمريكى واهم .. والرئيس إستجاب للقوى الإسلامية المصرى الديمقراطى : دخول مصر فى معترك سوريا لا يفيد المصلحة الوطنية
أمين إسكندر : تعامل الإخوان مع سوريا وفقا للأوامر الأمريكية
العلاقات بين الدول هى سلاح رئيسى فى أساليب الضغط السياسى خاصة عندما تنشب بينك وبين تلك الدولة صراعا أو على الأقل حينما تفعل تلك الدول أفعال ضد القانون وقتها يجب عليك أن تأخذ موقفا قويا ولا يلومك أحد فى ذلك فلا يوجد دولة فى العالم تعيش بمفردها فى هذا الكون.
ولأن التدخل العسكرى قد أصبح لا يمثل قيمة فى ظل إقتصاديات العالم التى تجعل الدول لا تتحمل تبعات الحروب فقد أصبحت الطرق الدبلوماسية هى الأشد حزما والتى يأتى على رأسها غلق السفارة وقطع العلاقات مع تلك الدول التى لا تراعى حرمة فى المجتمع الدولة.
قام الدكتور "مرسى" بقطع العلاقات مع سوريا بقيادة "بشار الاسد" احتجاجاً على الدماء التى تسيل يومياً وتلك الحرب التى تدور رحاها فى سوريا وبرغم أن الموقف فى حد ذاته موقف يشكر له إلا أن الملابسات التى صاحبت هذا الأمر جعلت بعض الأفكار الأخرى ترد فى الذهن خاصة أن القرار يفقد نبله حقا حينما يكون نابع من غيرك وما أنت إلا منفذ له.
لم يكن غريبا على مصر هذا السلوك فقد فعلتها قبل ذلك مع إسرائيل كما أن هناك دولا أخرى قد قطعت علاقتها مع سوريا وموقف مصر كان واضحا جدا من الثورة السورية منذ بدايتها ودعمها بكل ما تستطيع وقبل أن تدعمها السلطة دعمها الشعب المصرى فى الميادين والشوارع من أجل نصرة سوريا.
الآن قام الدكتور "مرسى" بقطع العلاقات فى اليوم الذى جاء لإيران رئيس جديد يمثل التيار الإصلاحى فيه وعلى الجانب الآخر سبقه بيوم إعلان "اوباما" لتسليح المعارضة السورية فى خطوة هى الأخرى جديدة فى الصراع السورى بعد تدخل حزب الله ومن هنا يصبح القرار مختلف حيث أن السفارة السورية فى القاهرة مغلقة منذ عام تقريبا بشكل غير رسمى.
هل كان قرار الدكتور مرسى نابعا من التوجهات الأمريكية أم ناتج عن توجيه ضربة لإيران فى ظل الصراع السنى الشيعى الحادث أم إنه نصرة للثورة السورية وما تبعات هذا القرار ؟
قال "أحمد فوزى" الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى، إن كلمة الرئيس مرسى، خلال مشاركته فى مؤتمر "نصرة سوريا"، كانت رسالة واضحة للأمريكان بأنه يمشى على نفس مسارهم تجاه القضية السورية.
وأضاف "فوزى" أن الرئيس مرسى يزايد بشدة على دم الشعب السورى ويستغل تلك القضية ليفتعل معركة طائفية لا توصف إلا بأنها "منحطة"، مؤكدا أن الشعارات التى استخدمها الحضور فى المؤتمر شعارات فاشية".
وأشار" فوزى" إلى أن الثورة السورية كانت عظيمة وكان هدفها الحرية الحقيقية وحتى امتطاها الجميع وأصبحت ساحة اقتتال لكل الدول الإقليمية بل والدولية أيضاً حتى تحولت لحرب أهلية، ولا أعتقد أن دخول مصر فى هذا المعترك يصب فى صالح المصلحة الوطنية الحقيقية، ولا يصب إلا فى مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، وعلينا أن نتذكر أن الولاياتالمتحدة حاربت السوفييت فى أفغانستان عبر زرع الإسلاميين هناك، وبعد ذلك استدارات وحولتها لحرب ضد الإرهاب على مدار فترة التسعينيات
فيما قال "أسامة أبوزيد"،المنسق الإعلامى لحزب الأصالة السلفى "إن دعمنا للثورة السورية يأتى من قناعتنا الذاتية، ووفقا لأهدافنا ورؤيتنا، اتفقت معنا أمريكا لأهدافها الخاصة أو لم تتفق لحساباتها هذا شأنها، ونحن لنا شأننا الخاص"، مضيفاً: "ولن نكون يوما مخلبا لأحد ضد أحد، ولن نتخلى عن المظلومين لأن نصرته أتت وفق هوى البعض ممن لديهم مشروعهم الخاص وأهدافهم المناهضة للأمة.
وأوضح المنسق الإعلامى لحزب الأصالة أن من يطالب اليوم بالتخلى عن الثورة السورية، لأن أمريكا باتت تدعمها اليوم، إما مغفل أو مجرم يريد لأمريكا أن تدير الأمر وحدها فى سوريا لتنصب حكومة عميلة تابعة لها، مضيفاً: "وجودنا اليوم إلى جوار المجاهدين السوريين ضرورة حتى نحبط مخطط تنصيب حكومة تابعة للمشروع الصهيو - أمريكى".
فيما اعلن المهندس إيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة "السلفى"، أن تصريحات الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية أمس السبت حول سوريا أتت استجابة لمطالب القوى الإسلامية له منذ أسبوعين بإعلان موقفه من سوريا، قائلاً:" القوى الإسلامية اجتمعت مع الرئيس واستطلعت رأيه حول الموقف من سوريا، وأفصح لها بمجمل رؤيته فطلبت منه أن يعلن هذا الموقف صراحة، حتى يقطع الطريق على المزايدين والمشككين فكان القرار بعقد هذا المؤتمر تحت رعايته للإعلان عن هذا الموقف".
وأضاف "شيحة" ، إننى استاء من تلميح وتصريح البعض بأن موقف العلماء جاء متماشيا مع الموقف الأمريكى، واعتبر أن هذا سوء يظن لا ينبغى أن يوضع فيه علماء قضوا حياتهم معارضين للتبعية المصرية لأمريكا، مضيفاً:" هذا المؤتمر كان قد تم الاتفاق عليه فى اجتماع الرئاسة بالقوى الإسلامية فى مطلع يونيو الجارى".
وعلى الجانب الآخر قال أمين إسكندر القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن الرئيس محمد مرسى، تحدث أمس، السبت بلغة مذهبية، موضحا أن أمريكا تريد لمصر الانقسام بين سنة وشيعة، قائلا: "ليس غريبا أن يخرج الداعية الإخوانى يوسف القرضاوى ويصف حزب الله ب"الشيطانى".
وأضاف إسكندر: "نحن أمام صراع قائم على فكرة الدين وليس الوطن والمجتمع الطائفى والمذهب الدينى وليس الأيدولوجى".
وأكد "إسكندر" ، أن "مرسى" لم يتحرك تجاه القضية السورية إلا بعد أن أعلنت أمريكا عن موقفها ومن الممكن أن تكون أمريكا طلبت منه ذلك.
وأشار القيادى بالإنقاذ إلى أن جماعة الإخوان يحكمون مصر منذ عام وحتى الآن لم تحقيق أحلام المصريين، واصفا قيادات الإخوان ب"البليدة"، موضحا أن الجماعة منذ عام 1930 حتى الآن وهم فى كيان افتراضى ويقومون بالزواج من بعضهم حتى يخلقون قيادات إسلامية.