أفرد موقع «بوليسي ميك» الإخباري ، تقريرا مطولا عن الأسباب الأكثر منطقية وراء قرار الرئيس المصري «محمد مرسي» بقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا ، بالإضافة إلى قرار حظر الطيران المصري فوق الأراضي السورية ، مؤكدا أن قرار قطع العلاقات جاء كنتيجة منطقية لسلسلة الأحداث الأخيرة والضغوط التي تعرضت لها مصر ، مشيرا إلى ضغوط المملكة العربية السعودية على الرئيس «مرسي» وضغوط الجماعات الإسلامية في مصر. ولخص التقرير المنشور على الموقع الإخباري الأمريكي ، الأسباب وراء قرار الرئيس المصري إلى خمسة أسباب مهمة ، أولها التضامن الذي يجمع المصريين والرئيس «مرسي» وجماعة «الإخوان المسلمين» بالشعب السوري المحاصر تحت نظام الرئيس «بشار الأسد» ، التضامن الذي أعربت عنه حكومات عربية أخرى في وقت سابق ، مثل حكومتي ليبيا و تونس ، اللذان قاما بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الأسد منذ أكثر من عام. في هذا السياق أشار التقرير إلى النتائج التي استخلصها مركز استطلاعات الرأي الأمريكي «بيو» ، والذي أكد أن ما يقرب من 60 % من الشعب المصري يستنفر فكرة إرسال بعض الحكومات العربية والأجنبية لمعونات عسكرية إلى الجيش الحر في سوريا ، في حين أظهرت نتائج الاستطلاع أن ما يقرب من 81 % من المصريين يبغضون الرئيس السوري «بشار الأسد» ، منوها إلى أهمية هذا الاستطلاع في إبراز أهمية القضية السورية لدى الشارع المصري. وفي سياق آخر ، أشار التقرير إلى السبب الثاني وراء قرار الرئيس «مرسي» ، وهو كون مصر من أهم وأكبر الدول في المنطقة التي تتلقى معونة من الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد إسرائيل مباشرة ، بالإضافة إلى حاجة مصر لوقوف «واشنطن» بجانبها للحصول على الدعم من صندوق النقد الدولي ، ولذلك فإن مشاركة الحكومة الأمريكية للشعب المصري نفس الاستنكار لأفعال الجيش السوري و«الأسد» جعلت من عملية قطع العلاقات مع سوريا أمرا يسيرا أمام الرئيس «مرسي» ، ونوه التقرير إلى تباعيه الرئيس المصري والتي ظهرت في قرار قطع العلاقات الذي جاء بعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» تقديمه للمساعدات إلى الجيش الحر في سوريا. وقال التقرير أن الضغط الذي مارسته دولة قطر- أحد الدول المعروفة بانحيازها لأمريكا- والتي لم توافق على إعطاء مصر 3 مليار دولار كقرض ، كان أحد الأسباب وراء إجبار مصر على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا ، فبالرغم من الفرق الظاهر بين حكومات الخليج مثل قطر وبين حكومة الولاياتالمتحدة ، إلا أن كل هذه الحكومات تربطها مصالح مشتركة مع بعضها البعض وتتصرف وفقا لذلك ،ولذلك فقد اتخذوا من حجة القرض وسيلة للضغط على مصر. وبالإشارة للسبب الثالث، نوه التقرير إلى علاقة الكراهية المتبادلة بين جماعة «الإخوان المسلمين»، التي تدعم الرئيس «مرسي»، وبين الرئيس السوري «بشار الأسد»، العلاقة التي ترجع في الأساس إلى الكره المتنامي بين «حماس» الجناح العسكري «للإخوان المسلمين» في سوريا وبين «الأسد». وأشار التقرير إلى العلاقة التي تطورت عبر التاريخ حينما وصلت الكراهية لقمتها ، حين أرادت «حماس» استهداف الرئيس السابق «حافظ الأسد» ، وفي هذا قال التقرير:" ربما لا نتعامل مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر على انها نفس جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ، حيث لازالت هناك اختلافات بينهما ، ولكننا نستطيع أن نعتبرهما «أشقاء» ، حيث ربطت بينهما صفة الخضوع تحت قمعية النظم الاستبدادية السابقة في مصر والحالية في سوريا". أما عن السبب الرابع فقد سلط التقرير الضوء على الغارات التي شنتها جماعة «حزب الله» على سوريا منذ أسابيع قليلة ، منوها إلى شكل الصراع الذي تحول إلى الطائفية لصالح نظام الأسد ، حيث زادت الصراعات الطائفية وتصاعدت الحروب الأهلية ، خاصة بعد إعلان «حسن نصر الله» الأمين العام ل«حزب الله» في لبنان، الذي أعلن في وقت سابق وقوف الميلشيات الشيعية اللبنانية بجانب الجيش السوري التابع لنظام الأسد ، الأمر الذي ساعد على حصار مدينة «القصير» السورية الذي انتهى الأسبوع الماضي. وأكد التقرير أن الدور الذي قام به الرئيس «مرسي» بقطع العلاقات مع سوريا جاء لإبعاد شبهة التواطؤ مع «حزب الله» في أفعالهم الإرهابية مع الشعب السوري، وخاصة بعد أن طالب الرئيس المصري «حزب الله» بالانسحاب من سوريا ولكن دون جدوى. وبالنسبة للسبب الأخير علق الموقع على المشكلات الداخلية التي تواجه مصر، وخاصة قبل التظاهرات المتوقعة يوم 30 من الشهر الحالي، المشكلات التي تتراوح بين الأزمات الاقتصادية والعلاقات الخارجية الدولية لمصر ،ولذلك لجأ الرئيس «مرسي» إلى محاولة تهدئة الأوضاع عن طريق قطع العلاقات مع «سوريا»، لجذب الرأي العام واستقطاب الجماهير الغاضبة.