في الوقت الذي تعاني دول العالم من ويلات تفشي فيروس كورونا، تمكنت 5 دول من عبور الأزمة بنجاح منقطع النظير نتيجة التدخل المبكر. طبيب نادي فرنسي شهير ينتحر بعد إصابته بفيروس كورونا الأحد 5 أبريل 2020 ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في إسرائيل إلى 8430 والوفيات ل 49 حالة الأحد 5 أبريل 2020 وقال المحلل الأمريكي، أودري ويلسون، في تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، إنه وسط انتشار هذا الوباء، واجه الرئيس دونالد ترامب وقادة آخرون في العالم، انتقادات لاستجابتهم البطيئة وغير الفعالة، منذ أن أصبح واضحًا أن الفيروس لن يتم احتواؤه في الصين حيث نشأ، كما تم تصنيف دول أخرى مثل تايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، على أنها حققت نجاحاً نسبياً، وتمكنت من تجنب الأسوأ، بإجراءاتها وطرقها المتبعة في مكافحة الفيروس، وهو ما اتضح في أعداد الوفيات والإصابات القليلة المسجلة في هذه البلدان. التجربة التايوانية من وجهة نظر المجلة، قدمت العديد من الدول دروسا في كيفية استجابة حكوماتها حول العالم لتهديد الفيروس حتى الآن، ومن بينها ما قامت به تايوان التي سجلت حالتها الأولى من الفيروس في 21 يناير الماضي، لكنها تمكنت من الحفاظ على عدد حالاتها المؤكدة إلى 329 فقط مع خمس وفيات حتى تاريخ 1 أبريل الماضي، ويرجع عدد من خبراء الصحة الدوليين هذا التطور إلى التدخل المبكر للحكومة التايوانية، حيث بدأت الحكومة في العمل بمجرد انتشار أنباء عن وجود مرض غامض بدأ في ووهان الصينية. تايوان التي تقع على بعد 100 ميل فقط من البر الرئيسي للصين، بدأت بتفتيش المسافرين القادمين من المدينة في 31 ديسمبر، وأقامت نظامًا لتتبع أولئك الذين يخضعون للحجر الصحي وزادت من إنتاج المعدات الطبية في يناير. وتعزى استجابة تايوان المبكرة والفعالة للتجربة السابقة أثناء تفشي فيروس سارس في عام 2003، وبالتالي أيقنت تايوان أنها يجب أن تكون على أهبة الاستعداد كلما ظهرت أي مشكلة كبيرة في الصين. ويرى جيسون وانغ، الخبير في سياسة الصحة العامة في جامعة ستانفورد بالولاياتالمتحدة، أن تايوان أدركت الأبعاد المحتملة للأزمة في الوقت المناسب وكانت دائما تستبق تطورات الموقف بخطوة أبعد. كما حظرت حكومة تايوان في وقت مبكر دخول الأشخاص من الصين وهونغ كونغ وماكاو إلى أراضيها. وفي الوقت نفسه، حظرت الحكومة تصدير الكمامات الواقية لضمان أن يبقى في تايوان قدر كاف منها. استراتيجية كوريا الجنوبية، التي كانت واحدة من أكبر الدول التي تفشى فيها الوباء خارج الصين، تمكنت من إبطاء انتشار حالات الفيروس الجديدة دون فرض أي عمليات إغلاق، وذلك بالاعتماد على الاختبارات التشخيصية الجماعية باعتبارها الطريقة الوحيدة لاحتواء تفشي المرض. وأكدت الحكومة الكورية أنه ينبغي على الدول الأخرى التطلع إلى شرق آسيا للحصول على دروس، حيث تختبر كوريا الجنوبية التي يبلغ عدد سكانها 51 مليون نسمة أكثر من 20 ألف شخص يوميًا في مواقع اختبار محددة وتستخدم العزل وتتبع الاتصال على نطاق واسع لكسر سلاسل الانتقال. وذلك على النحو الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية، وعليه فالاستراتيجية التي اتبعتها كوريا الجنوبية أظهرت كيف أن هذا النموذج يؤتي ثماره في نهاية المطاف في الحد من انتشار المرض، وتخفيف الضغط عن الخدمات الصحية والحفاظ على معدل الوفيات بين أدنى المعدلات في العالم. أيضا تمكنت كندا من إجراء اختبارات تشخيصية أكثر من الولاياتالمتحدة المجاورة لها، ففي يناير وفبراير بدأت كندا في تجهيز البنية التحتية المواتية إجراء الاختبارات وعمليات تتبع المصابين المحتملين. وجاءت الاستجابة المبكرة جزئيًا من تجربة البلاد خلال تفشي فيروس "سارس" في عام 2003، ناهيك عن أن كندا كانت الدولة الوحيدة خارج آسيا التي أبلغت عن حالات وفاة بسبب الفيروس في وقت مبكر، وباعتبارها تمتلك نظام رعاية صحية عامة ممول جيدًا، الأمر الذي جعل من المعايير المعتمدة لاختبار الفيروس غير محدودة كما هو الحال في الولاياتالمتحدة، وعليه استفادت كندا من تجربتها السابقة وبالتالي قللت من تأثير الفيروس حتى الآن، ورغم أن عدد الإصابات وصل إلى 14 ألف شخص، والوفيات المسجلة بلغت 233 حالة، إلا أن هذه الأرقام لا تقارن بما هو مسجل في الولاياتالمتحدة. رؤية جورجيا حققت بعض قصص النجاح غير متوقعة، ومثال ذلك الاستجابة المبكرة التي قامت بها جورجيا، فعلى الرغم من صغر حجمها واقتصادها المتعثر بدأت البلاد في اتخاذ تدابير جادة في نهاية فبراير، بما في ذلك إغلاق المدارس وإجراء اختبارات تشخيصية واسعة النطاق. وقد أكدت جورجيا حتى الآن 170 حالة إصابة، مع وجود حالتي وفاة فقط بسبب الفيروس، وقالت الصحفية الجورجية ناتاليا أنتيلافا: "أعتقد أن حقيقة الأمر هو أن الحكومة أخذت الأمر على محمل الجد منذ البداية وهذا ما ساعد في احتواء تفشي الفيروس، كما أن جورجيا دولة اعتادت على الأزمات، حيث عانت من الحروب الأهلية والغزو الروسي في عام 2008 وفترة مظلمة للغاية خلال التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي". ملكة بريطانيا تدعو مواطنيها لتحدي فيروس كورونا نظام أيسلندا، التي تملك تعداداً سكنياً يقدر ب 364 ألف شخص، اعتبرت من الدول التي أجرت اختبارات للكشف عن فيروس كورونا على أكبر عدد من الأشخاص أكثر من أي مكان آخر في العالم، وهو جهد بقيادة شركة أبحاث طبية خاصة مقرها في ريكيافيك، حيث قدمت صورة أوضح لكيفية انتشار الفيروس بين عامة السكان، ودفعت الحكومة إلى القيام بحجر الأشخاص الذين يُرجح تعرضهم للفيروس، وقد سجلت في آخر الأرقام التعلقة بالفيروس فقط 4 وفيات، في حين وصل عدد المصابين إلى 1400 شخص.