سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«عرش قطر» كما تدين تدان.. بالأمس «حمد» انقلب على «خليفة» واليوم «تميم» وريثا فوريا بضغط أمريكي.. واشنطن لأمير قطر: إما الرحيل أو مصادرة الأموال.. الأمير الجديد حاكمًا أول أغسطس
أكدت مصادر دبلوماسية موثوقة أن قرار الشيخ حمد بن خليفة بالتنازل عن الحكم في قطر لم يكن قرارا شخصيا تبرره "الحالة الصحية" للرجل الذي لعب أدوارًا خطيرة في السنوات الأخيرة، سواء على الصعيد العربي أو الدولي. وقالت هذه المصادر إن القرار أمريكي أولًا وأخيرًا، حيث تم إبلاغ "الأمير" عن طريق موفد استثنائي له صفة عسكرية، وهو مسئول بارز في المخابرات الأمريكية، حسب ما جاء في صحيفة "السفير اللبنانية". وفي المعلومات التي نقلت عن هذه المصادر إن القرار تم درسه في البيت الأبيض، واتخذ بعد تجميع ما تملكه مختلف الأجهزة عن أنشطة الشيخ حمد ووزير خارجيته، والتي تجاوزت في كثير من الحالات حدود ما تقرره واشنطن، سواء بالنسبة للوضع في سوريا، أو فيما يتصل بالدعم الذي قدمه أمير قطر لبعض التنظيمات الإسلامية، وبينها ما تشتبه المخابرات الأمريكية بصلة للدوحة فيها، إذ توفر لها أنواعًا من الدعم، ماديا وعسكريا. ويروي بعض من تسنى لهم الاطلاع على تفاصيل القرار الأمريكي، أن الموفد الرئاسي قد نقل إلى الشيخ حمد بن خليفة رسالة خلاصة نصها: أمامك خيار محدد، فإما أن نحجز على أموالكم حيثما كانت في مختلف أنحاء العالم، أو تترك موقعك وتسلّمه لواحد من ذريتك نسميه، فتعتمده حاكمًا بعدك. وعندما حاول "الأمير" مناقشة الأمر قال له الموفد الخاص، لم آت إليك مفوّضًا بالتفاوض معك، بل جئت لأبلغك قرارنا. وفي المعلومات المتوافرة فإن سلة الشروط أن يرحل رئيس الحكومة وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم مع أميره، ثم يتم وقف الاستثمارات القطرية في سائر أنحاء الدنيا، فلا توظفوا إلا حيث تقرر الإدارة الأمريكية، "فأي قرار في مختلف شئون قطر يتوجب أن يكون في واشنطن ومنها"، على ما روت المصادر الدبلوماسية عن الموفد حامل الرسالة الاستثنائية في مضمونها. وكانت صحيفة "السفير"، قد نشرت في 11 يونيو أن العملية الانتقالية للحكم في قطر تبدأ نهاية الشهر الحالي وتنتهي في الأسبوع الأول من شهر أغسطس المقبل، حيث يتخلى الأمير حمد بن خليفة عن الحكم لولي العهد الأمير تميم. كما قال دبلوماسيون عرب وغربيون في الدوحة ودول أخرى إن عملية الانتقال باتت مضمونة من دول غربية وعربية كثيرة. وبحسب وكالة "رويترز"، يبرز سيناريوهان، الأول أن يتسلم الأمير "تميم" رئاسة الحكومة في بادئ الأمر، والثاني أن يشغل النائب الحالي لرئيس الوزراء أحمد المحمود المنصب عندما يتنحى حمد بن جاسم. وتجدر الإشارة إلى أن الأمير تميم "31 عامًا" هو ثاني أبناء الأمير، والأول من زوجته الثانية موزة بنت المسند، وهو يعتبر مقربًا من تيار المتشددين، وقد تبلورت سلطته مع إمساكه بملف الدفاع والتسلح، ونيابة قيادة القوات المسلحة. وهنا يمكن الإشارة إلى أن الشيخ حمد بن خليفة، له علاقات دولية وحصل على مناصب مختلفة وأوسمة متنوعة، حيث ولد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الأول من يناير عام 1952 وتولى إمارة قطر في 27 يونيو 1994 بعد انقلاب أبيض على أبيه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني. تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس الدولة، ثم التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة وتخرج فيها في شهر يوليو من عام 1971، وانضم بعدها إلى القوات المسلحة القطرية وتدرج في المناصب والرتب العسكرية حتى رقي إلى رتبة لواء وعين قائدًا عامًا للقوات المسلحة، وقد لعب دور رئيس في تطوير القوات المسلحة وزيادة عدد أفرادها واستحداث وحدات جديدة وتجهيزها بأحدث الأسلحة والاهتمام بتدريب الضباط والأفراد على أحدث الأساليب العسكرية المتطورة، وقد أولى عناية كبيرة للأنشطة الرياضية والشبابية من خلال المجلس الأعلى لرعاية الشباب والأندية والأجهزة الرياضية المختلفة. وتم تعيينه وليا للعهد ووزيرا للدفاع في نهاية مايو 1977، كما أنه شغل منصب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط، وفي 27 يونيو 1995 تولى مقاليد الحكم إثر انقلاب أبيض على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي كان متواجدا في سويسرا وبحكم منصب والده أصبح الشيخ حمد قائدا عاما للقوات المسلحة القطرية، بالإضافة إلى رئاسته مجلس العائلة الحاكمة وأيضا اللجنة العليا للتنسيق والمتابعة والمجلس الأعلى للاستثمار. أقر في عهده دستور قطر الدائم بعد التصويت عليه وأجريت أول انتخابات للمجلس البلدي فضلا عن انتخابات غرفة تجارة وصناعة قطر، وقام بفتح المجال أمام حرية الصحافة والإعلام وحرية التعبير بعد إلغاء وزارة الإعلام، وأمر بالإعداد لإجراء أول انتخابات برلمانية على مستوى الدولة القطرية. ولم ينس له التاريخ أنه ساهم في تطور قطر من جميع النواحي العمرانية والاقتصادية والعلمية والرياضية، وأنشا سوق الأسهم ووسع الاستثمارات الوطنية في استغلال المعادن الطبيعية في باطن الأرض، بحيث اكتشف أن "قطر" تملك أكبر حقل غاز منفرد وثاني أكبر احتياطي في العالم من الغاز الطبيعي. وكان له الأثر في نهضة التعليم في قطر عندما أمر بجعل التعليم إجباريا من سن السابعة وحتى الثامنة عشرة وأوكل إلى زوجته موزة المسند مهمة تطوير التعليم وأنشأ لها مدينة تعليمية للتعليم العالي متكاملة من جميع النواحي لتوفير المناخ المناسب للتعليم المميز، بالإضافة إلى استقطاب أفضل الجامعات العالمية مثل جامعة كومنولث وكلية كورنيل الطبية فرع قطر وجامعة تكساس أي أند ام وجامعة كارنجي ميلون وجامعة جورج تاون. لم تتوقف إنجازاته عند هذا الحد فقد قام بتوثيق العلاقات مع مختلف دول العالم وأهمها الولاياتالمتحدة وإسرائيل وأعطاها مساحة كافية في قطر لإنشاء قاعدة السيلية التي تعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والتي ساهمت بشكل كبير في الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان، وفي تصريح له بهذا الخصوص قال إنه لو أصر على إخراج الأمريكيين من قطر فإن "الإخوة العرب سيحتلونها". وعلى الصعيد العربي، لعب دورا مميزا في إنهاء الخلافات العربية وخصوصًا الصراع اللبناني الداخلي في مايو 2008 أثناء رعايته لحوار الفرقاء اللبنانيين الذي انتهى بالتوقيع على اتفاق الدوحة كما ساهم أيضا بتسوية الخلافات بين إثيوبيا والسودان، بالإضافة إلى حثه جميع الدول العربية إلى الاجتماع قبيل الحرب الأمريكية على العراق عام 2003، كما أن سياسة أمير قطر حافظت على العلاقات الجيدة بإيران برغم موقع قطر الاستراتيجي في الخليج بالنسبة لطهران من ناحية الضغوط الدولية. وبرغم نجاحاته المميزة في تسوية الصراعات العربية، إلا أنه فشل في تسوية الصراع اليمني الداخلي بين الحكومة اليمنية والحوثيين في العام 2009. والآن يبدو أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة قد شعر بأن ولي العهد الشيخ تميم بن حمد، قد أصبح قادرًا على تولي شئون البلاد وخاصة بعد أن تزايد نفوذ تميم خلال الأشهر الأخيرة، مما يعني أن انتقال السلطة أصبح شيئا بسيطا سيتعين خلاله على رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني ترك منصبه. وهذا ما تطرقت إليه العديد من وسائل الإعلام الغربية، حيث ذكرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية أن أمير قطر يستعد لترك السلطة قريبا، وأضافت أنه بات ميالا لقضاء بقية حياته بعيدا عن الحكم، وأن نجله تميم سيخلفه في السلطة. كما نشرت مجلة "الاكونومست" في عددها الأخير تقريرًا موسعًا عن قطر وتوسعاتها الاستثمارية في العالم، وقالت أيضا إن الأمير سيسلم ولي العهد السلطة قريبا. كما تطرقت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية إلى هذا الموضوع أيضا حيث ذكرت أن أمير قطر سيسلّم السلطة إلى ابنه ولي العهد تميم بن خليفة خلال هذا الصيف. وأشارت الصحيفة إلى أن "شخصيات قطرية رفيعة المستوى أبلغت نظراءها الأجانب أن الوقت حان ليتسلّم ولي العهد الشيخ تميم بن حمد قيادة البلاد"، لافتة إلى أن "خطة تعاقب السلطة التي من المقرر أن تبدأ في نهاية الشهر الجاري، تنص على أن يتخلّى رئيس الحكومة حمد بن جاسم عن السلطة وأن يعلن الديوان الأميري بعد أسابيع من ذلك تسليم الأمير حمد الذي يواجه منذ فترة مشاكل صحية، لابنه ولي العهد تميم. ولم يقتصر الأمر على ذلك فخلال العام الماضي أفادت مصادر أن أمير قطر يمر بحالة صحية صعبة وأن ولي العهد تميم بن حمد بات جاهزا لتولي مقاليد الحكم.