سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"فوربس" ترسم سيناريوهات تعامل مصر مع "سد النهضة".."المجتمع الدولي" خذل مصر.. أفضل طريقة لاستهداف السد قاعدته.. "الكوماندوز" المصري يمكنه عرقلة السد للأبد.. الخيار العسكري سيضيع على مصر الكثير
قالت "مجلة فوربس" الأمريكية، اليوم الخميس، إن مصر حاولت جاهدة جذب المجتمع الدولي، للتدخل دبلوماسيا من أجل الضغط على إثيوبيا لوقف بناء "سد النهضة"، ولكنه خذلها، في وقت ازدادت فيه حدة التوتر بين( القاهرة وأديس أبابا) بعد تلميح الأولى استخدام الخيار العسكري للتصدي للمشروع الإثيوبي الذي يهدد حصة مصر من مياه النيل. وأضافت المجلة أن المجتمع الدولي سيضغط من جانبه لإبقاء النزاع في الإطار الدبلوماسي وأنه سيفرض قيودًا أمام احتمالات شن مصر ضربات عسكرية ضد سد النهضة. ولفتت المجلة إلى أن تصريحات وزير الخارجية محمد كامل عمرو، قبل يومين في العاصمة الإثيوبية لبحث تداعيات بناء السد والتي قال فيها "إن مصر لن تتخلى عن قطرة مياه واحدة" وإنه "لا نيل..لا مصر". وطرحت المجلة سيناريو استهداف السد؛ قائلة: "إن ذلك يعتمد على ابعاده لكن عادة ما تكون السدود أهدافًا مقترحة في حالة الحرب رغم صعوبة تدميرها، واستشهدت بما حدث في الحرب العالمية الثانية حين أثبت البريطانيون أنه يمكن أن يتم ذلك على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهت الأمر، وكانوا أول من وضع فن خرق السدود، واستخدمت بريطانيا وقتها قنابل ذات مفعول متأخر أطلقتها طائرات لانكستر الحربية". وبنبرة ساخرة، اعتبرت المجلة أنه من حسن حظ المصريين أن التقدم في تكنولوجيا الأسلحة يمكنهم من استهداف السد الإثيوبي بطريقة أقل خطورة؛ وأن أفضل وسيلة بالنسبة لمصر لضرب السد هو استخدام قنابل يتأخر انفجارها يتم نشرها على ارتفاعات منخفضة جدا، كما يمكن أيضا تنفيذ هجوم مباشر على ارتفاع متوسط، واعتبر تقرير "فوربس" أن مكمن الصعوبة في هذه النوعية من القنابل أنها تتطلب زرعها في أسفل قاعدة السد تحت الماء حيث سيكون تأثيره أضخم ويفضل زراعة أكثر من قنبلة على أن يتم نشرها بهذه الطريقة وسيكون التأثير كافيا لخرق السد، ولتجنب الإزعاج جراء ضرب السد من فيضانات محتملة في دولتي المصب، مصر والسودان، فإن القاهرة ربما تفضل ضرب السد وهو تحت الإنشاء، لكن عليها أن تحرص ألا تدمره في وقت مبكر جدًا لأن ذلك لن يردع إثيوبيا بشكل كامل من إعادة تشغيل المشروع. وتابعت أن طول المسافة عقبة رئيسية للخيار العسكري الذي لم تستبعده مصر، هذا بخلاف أن مصر ليس لديها قدرة على التزود بالوقود في الجو كما أن المسافة تتعدى قدرات الدفاع الجوي المصري. لكن هذه المشكلة وجدت لها المجلة حلا حيث قالت إن العزاء الوحيد هو أن السد قريب جدا من الحدود السودانية مما يدعم مهام القوات الجوية المصرية إذا ما وجهت ضرباتها من القواعد السودانية، لكن يبقى هذا الحل معقدا من وجهة نظر المجلة، كون تورط السودان في الأمر سيكون له عواقب دولية كبيرة على دولتي المصب، كما أنه سيعرض السودان لخطر انتقام عسكري إثيوبي مباشر. وقالت المجلة إنه ثمة خيار آخر ألا وهو إرسال قوات العمليات الخاصة إلى السودان وتتحرك من هناك عبر الحدود لعرقلة بناء السد أو تخريبه تحت ستار الجماعات المسلحة، وهذا من شأنه أن يسمح للخرطوم بإنكار معرفتها بالمخطط، مضيفة أن هذه الاحتمالية توقف السد مؤقتًا، ومع مرور الوقت قد تعرقله للأبد. على صعيد متصل من وجهة نظر سيناريو الحرب الذي وضعته المجلة، قوات العمليات الخاصة ستواجه سلسلة من العقبات أثناء محاولتها تدمير السد حيث إن البنية التحتية عليها رقابة مشددة من قبل وحدات عسكرية متخصصة، كما أن الفرقة الخاصة ستحتاج للحظ والمهارة للوصول إلى السد بنجاح، ومع ذلك فإنه مهما بلغت قدرة تلك القوات، لن تتحمل بدنيا حمل ما يكفي من الذخائر لتدمير السد. وانتهى التقرير إلى أن مصر تمتلك بالفعل القدرة العسكرية لضرب سد الألفية، لكنها إذا اختارت الحل العسكري فإنها ستعرض نفسها للخطر وسيكون لاختيارها هذا عواقب دولية وخيمة.