ارتفعت حدة التصريحات بين الجانبين المصري والإثيوبي بعدما نشرت الصحف الإثيوبية مقالا أمس عن التحركات المصرية السودانية لتوجيه ضربة عسكرية إلى إثيوبيا لضرب سد النهضة الاثيوبي، وتهديد خبراء عسكريين إثيوبيين بضرب السد العالي إذا ما فكرت مصر في الاقتراب من سد النهضة. رئيس الوزراء الإثيوبي "هايلي ماريام دسالينج" في حديثه لصحيفة "كل أفريقيا" الإثيوبية قال: إن ما يفكر فيه القادة المصريون من اللجوء للحرب بدلا من المفاوضات الودية هو فصلا من الجنون. وانتقد مريام التعليقات الاستفزازية الأخيرة من السياسيين المصريين الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وهروبهم من المعارضة الداخلية القوية التي يواجهونها في الوقت الحالي تزامنا مع دعوات لتظاهرات 30 يونيو الجارى. وتابع هيلي أن بناء سد النهضة هو مهمة أساسية ورئيسية من إثيوبيا لقيادة بلادها للخروج من الفقر وأنه لا أحد لديه القدرة على وقف مشروع البناء. وكشف "هايلي ماريام دسالينج" عن أن السودان أعلنت موافقتها على بناء السد وقد برز ذلك واضحا من خلال زيارة وزير الري السوداني إلى إثيوبيا الثلاثاء الماضي والذي أكد خلالها وزير الري السوداني على الاعتراف بفوائد سد النهضة على دول المصب مؤكدا أن الحكومة السودانية ملتزمة بالتعاون من أجل قضايا المياه. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، إن بلاده قطعت مسافات كبيرة في الدراسة التي تعدها اللجنة الثلاثية المشكلة من مصر والسودان وإثيوبيا و4 خبراء دوليين لمناقشة الآثار السلبية من بناء سد النهضة. وقال الدكتور نادر نور الدين – خبير المياه العالمي – وأستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة ل" لفيتو" إن الرئيس مرسى أخطأ كثيرًا في خطابه الأخير عندما قال إننا نستبدل الماء بالدم فظهر عدوانيًا أمام العالم المتحضر وأنه متعطش للدماء والحرب. وأوضح أن ما زاد الأمر سوءًا أن الرئيس كان يخاطب مجموعة من القتلة، فمنهم قاتل الرئيس السادات وغيره ممن حضروا كلمة مرسى، بينما خلت القاعة تمامًا من جميع خبراء المياه والذين كان يجب أن يقول عنهم الرئيس إنهم هم من يحددوا الحرب أو السلام بناء على مصالح الشعب المصري. وأضاف "نور الدين" أن الرئيس مرسى لم يتحدث عن آثار سد النهضة على مصر والسودان، أو عن تغيرات المناخ بسبب إزالة الغابات في إثيوبيا لإقامة السد الإثيوبي، ولم يتحدث عن التلوث ولا عن تدوير المياه في مصر عدة مرات بسبب شحها ونقصانها. وتابع أن الرئيس أيضا لم يقارن بين نصيب الفرد من المياه في مصر مقابل إثيوبيا ولا إجمالي الموارد المائية هنا وهناك ولا عدد الأنهار التي تمتلكها إثيوبيا مقابل نهر واحد يجري في مصر ولا عن عدد السدود الإثيوبية الثلاثة عشر مقابل سد وحيد في مصر لا يضر أي دولة ويحمي المياه العذبة من الإهدار مع مياه البحر المتوسط المالحة. وأكد أن ما تردد على لسان مصادر بدراسة القاهرة والسودان شن عمليات عسكرية على إثيوبيا لضرب سد النهضة الإثيوبي بعد فشل المفاوضات مجرد تخمينات لا تستند إلى حقائق، موضحا أنه يمكن إطلاق الطائرات المصرية من حلايب وشلاتين أو أسوان عبر المياه الدولية للبحر الأحمر وصولا إلى إثيوبيا عبر 600 كم فقط دون الحاجة إلى مساعدة السودان. وعن التصريحات الإثيوبية بضرب السد العالى ردا على أي قصف لسد النهضة فهذه تصريحات "بلهاء" موضحًا أن السد العالي ركامي لا يتأثر إلا بقنبلة نووية، وسيكون الأمر بالنسبة لقصفه مثل سقوط قنبلة على جبل، بالإضافة إلى وجود شبكة دفاع جوي قوية، منذ أن هدد ليبرمان الإسرائيلي بضرب السد، بينما جميع سدود إثيوبيا الثلاثة عشر يمكن أن تكون أهدافا مباشرة للطائرات المصرية.