بدا الكاتب الكبير منزعجًا من الإحصائية التى أصدرتها دار الإفتاء المصرية مؤخرا عن "نشاطها الإفتائى" خلال العام المنقضى. شُكرًا.. أيُّها الأوغادُ! الإثنين 23 ديسمبر 2019 المثقفونَ .. والمهامُّ القذرة!! الخميس 19 ديسمبر 2019
الدار تقول: إنها أصدرت مليونًا ومائة ألف فتوى، ما بين شفوية ومكتوبة وهاتفية وإلكترونية، وكذلك خدمة البث المباشر على صفحة الدار الرسمية على «فيسبوك»، التى يبلغ عدد متابعيها 8 ملايين و600 ألف متابع، بزيادة قدرها مائة ألف فتوى عن العام 2018.
الكاتب الكبير أفرد مقالا يشبهه، تباكى فيه على حال المصريين، حتى أنه يتساءل فى أسى وأسف: "ماذا حدث للمصريين، هل هناك تفسير منطقى وواقعى لزيادة الطلب على الفتوى، هل هي نوبة تديُّن طارئة، وكأنهم يتعرفون مجددًا على الحلال والحرام"؟! ثم أتبع أسئلته وتساؤلاته المريبة ب "وصلة سخرية" يجيدها، وبنى شهرته من ورائها!
اقرأ أيضا استنساخ "جمال حمدان"
يُتقنُ الكاتب الكبير اللعب ب "3 ورقات"، فتراه مع الناسكين العابدين الراكعين إنْ تطلبَ الأمر، ومع اللاهين اللاهثين العابثين، إذا اقتضت الضرورة، وتارة يرتدى مسوح الواعظين، وتارة أخرى يبدو كأنه أضل المهتدين!
دعك من أن كثيرا من الفتاوى متشابه ومتكرر، وأن جانبا كبيرا يتصل بقضايا الطلاق والزواج وصغائر القضايا، ولكن الأمر لا يحتمل كل هذا السخف والتساخف، ولا يقتضى أن يكون مادة للهزل وإطلاق النكات والاستظراف البغيض.
الكاتب الكبير لا يتوقف عن "هرتلته وهرطقته"، بل يزايد فى الأمر إلى منتهاه، فيطلق تحذيرا بأنه يخشى أن يتحول المفتى، بتقادم الأيام، إلى رقم صعب فى حياة المصريين، ما يعطى "رجال الدين" سلطة ليست لهم في تيسير الحياة، والتحكم في مصائر البشر، ومن ثم يتحولون إلى "مراجع دينية".. ألا تتقى الله يا رجل؟
اقرأ أيضا للإسلام.. رب يحميه
دعك من أنه لا "رجال دين" فى الإسلام، وإنما علماء يفتون الناس فى أمور دنياهم، ولكن ما علاقة فتاوى فى الزواج والطلاق - أيها الجهبذ - بهذه الأوهام والهواجس التى لا تدور إلا فى ذهن واهم واهن عليل مختل.
أيها الخائف الهائج من "تديين المصريين".. اطمئن، واهدأ بالاً، وقر عيناً، فالقاطنون فى مؤسساتنا الدينية مستأنسون حدَّ الخضوع والانبطاح، وليست لهم أدنى أطماع سياسية، ولا يدور فى رؤوسهم ما يدور فى رأسك، ولا يحلمون بأكثر من تعليم الناس أمور دينهم، وتعريفهم الحلال من الحرام.
ألم يكن أجدر بك يا رجل أن تحزن وتأسى على تراجع أخلاقيات المصريين، على جميع المستويات، ألم يكن أجدر بك أن تحزن وتأسى على على أسر يغتالها الفقر، وعلى طلاب يتجرأون على أساتذتهم فى المدارس والجامعات، وعلى شيوع رزائل، وتفشى سلوكيات رخيصة وبائسة، وانتشار قيم رديئة، ألم يكن أجدر بك أن تحزن وتأسى على إحصائيات أخرى مزعجة بالفعل، بعيداً عن فتاوى الحلال والحرام، أهذه مهمتك التى وهبت نفسك لها، ألا تتقى الله يا رجل؟