شومان: الانشغال بأمر السفهاء ضرب من السفه.. مجمع البحوث الإسلامية: فتوى مضللة.. عبدالحميد: يسيء للأزهر وعلمائه.. وزين العابدين: لابد من وقفه عن التدريس أثارت الفتاوى المثيرة للجدل للدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وآخرها فتواه التي ينكر فيها فرضية الحجاب، ردود فعل غاضبة بين الأزهريين والسلفيين، وسط مطالبات بوقفه عن التدريس بجامعة الأزهر ومنعه من الظهور على الفضائيات. وانتقد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، فتوى الهلالي، قائلاً: "خاض كثير من أنصاف المتعلمين وليس العلماء في مسألة الحجاب، وزعموا أنه لا دليل على فرضيته في كتاب الله ولا سنة نبيه، وبما أن الانشغال بأمر السفهاء ضرب من السفه لم يكن مناسبا الرد على هؤلاء بأكثر من قوله تعالى (سلامًا) لكن المزعج حقًا أن ينسب هذا الكلام إلى أستاذ متخصص في الفقه الإسلامي وأصوله وهو ما أتمنى عدم ثبوته عنه، لأنه أن كان قد قال بهذا فهذه طامة كبرى إذ لم نعهد من قبل أستاذًا للفقه خرج على إجماع فقهاء المسلمين ممن امتلكوا ناصية الاجتهاد المطلق، وخلت العصور عن أندادهم بوفاة آخر من امتلك شروط الاجتهاد، وإن لم يؤسس مذهبًا وهو ابن جرير الطبري صاحب التفسير المشهور، وهؤلاء الفقهاء العظام على كثرة الخلاف بينهم في الفروع لم يشذ واحد منهم وينكر فرضية الحجاب". ورد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ببيان شديد اللهجة، على إنكار الهلالي، فيما وصفه ب "الفتوى المضللة"، وقال إن "الإسلام والأزهر يتعرضون لحملة شرسة هذه الأيام تشارك فيها انتماءات مختلفة." ووصف الأزهر الهلالي بأنه "عالم يلتوي بعلمه ويجتزئ بعض الآراء الفقهية، والفتاوى المضللة التي تُسقط الواجبات الشرعية، كإنكار الأمر بالحجاب الذي أجمعت عليه الأمة قديما وحديثا". وأهاب الأزهر في بيانه ما أسماهم المسئولين عن وسائل الإعلام المختلفة، بأن يستقوا المعلومات من مصادرها الصحيحة، وطالبهم بتمحيص ما ينقل لهم أو يطرح عليهم في أمور الدين، من خلال مراجعة الأزهر وعلمائه ممن يوثق بعلمهم".
وقال سامح عبدالحميد، الداعية السلفي إن "الحجاب من جملة أوامر الشرع والحجاب شعار المسلمات، وهو تجسيد لحياء المرأة، وأمارة على عفافها وحشمتها ، قال تعالى( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب: 59]". وأوضح أن الله يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يلزم زوجاته ونساء المؤمنين بستر جميع أبدانهن إذا خرجن لحوائجهن، ليعرفن بالحصانة والتقوى والعفاف فلا يؤذين بأعمال سافلة، ولا تنغص حياتهن بنظرات وقحة، فإن المؤمنة التقية يجب أن يدل مظهرها على مخبرها، وأن يبدو إيمانها وتقواها في ملبسها كما يبدو في أقوالها وأعمالها وأن يسطع الإيمان في كل تصرفاتها وأحوالها، فتعرف أنها من أهل القرآن بتنفيذها أوامره، فيحترمها المؤمنون ولا يؤذيها الفاسقون. وتابع عبدالحميد ل"المصريون"، أن "وجوب الحجاب على النساء اليوم فهو من باب أولى، فإذا كان الله تبارك وتعالى أوجب الحجاب على نساء النبي وهن بلا شك الخيرات الطاهرات المبرآت اللواتي اختارهن الله أزواجًا لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة"، معللاً ذلك بقوله: (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) وأوجبه على غيرهن من الصحابيات المهاجرات اللواتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يعصينه في معروف ، فما بالنا بنساء هذا الزمن الذي كثر فيه أعوان الشيطان". وطالب الداعية السلفي، دار الإفتاء بمحاسبة بعض الأزهريين على فتواهم كالدكتور الهلالي وغيره والذي من شأنه أن يسيء للأزهر وعلماءه قائلا:"على دار الإفتاء محاسبة بعض الأزهريين على فتواهم قبل محاسبة غير الأزهريين، فهناك شيوخ أزهريون غير مؤهلين للفتوى، ولهم شطحات شاذة غير مقبولة، وهم يتسببون في إثارة البلبلة والفتنة داخل المجتمع". كما طالب عبدالحميد، هيئة كبار العلماء بحسم الشكاوى المتعلقة بفتاوى الهلالي حول الخمر وزواج المتعة وإنكاره لفرضية الحجاب قائلاً: "يجب أن تحسم هيئة كبار العلماء في الشكاوى المتعلقة بفتاوى الدكتور سعد الهلالي حول الخمر وزواج المتعة، وبأن أجر عامل الخمر حلال وأجر محفظ القرآن حرام، والراقصة الشهيدة، وأن الخمر حلال ما لم يُسكر، وإفتاءه بذبح الطيور كأضحية إلى غير ذلك"، متابعًا: "كل هذه الفتاوى التي تخرج من أمثال هؤلاء تتسبب في الطعن على رجال الأزهر وعلمائه". ودعا زين العابدين كامل، الداعية السلفي، الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، باتخاذ ما سماه موقف مع الدكتور سعد الهلالي، مطالبًا بوقفه عن التدريس وتحويله إلى التحقيق، لأنه "يهدم ثوابت الدين ويبحث عن الأقوال الشاذة ويتتبع رخص وزلات العلماء". وقال كامل: "سعد الدين الهلالي يتبع رخص المذاهب الاجتهادية والجري وراءها دون سبب من الأسباب المعتبرة، فإنه يعد هروبًا من التكاليف وهدما لبنيان الدين، ونقضًا لمقاصد الشرع المرعية في الأوامر والنواهي الشرعية، وقد اعتبر العلماء هذا العمل فسقًا لا يحل ارتكابه". وأضاف: "حكي ابن حزم الإجماع على ذلك، وقال في الإحكام نقلاً عن سليمان التيمى: "لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله". وأشار إلى أن "الهلالي تارة يقول إن الحجاب ليس بفريضة، وتارة يقول لا يشترط الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم من أجل ثبوت الإسلام، وتارة يقول أن قليل الخمر ليس بحرام، وتارة يقول أن الأضحية تجوز بالدجاجة، وغير ذلك من فتاويه الضالة، لذا أطالب الأزهر الشريف بوقفه عن التدريس، ومنعه من الحديث عبر الفضائيات، وتحويله إلى التحقيق".